المقاطعة والأستعداد هما الحل
إنجلترا فرنسا، إنجلترا فرنسا، إنجلترا فرنسا، إنجلترا فرنسا ....
هذا لسان حالي منذ فترة ولم يكن لأنشغالي بمبارة إنجلترا وفرنسا في بطولة الأمم الأوربية فقد كنت أفاضل بين الأحتلال الأنجليزي والأحتلال الفرنسي أيهما أفضل لمصر الأحتلال الأنجليزي استمر لمدة 71 سنة وكانا ملئ بالحوادث والأحتجاجات، أما الأحتلال الفرنسي لم يستمر كثيراً فقد كان به أكتشافات عظيمة مثل فك رموز حجر رشيد وكان أيضا لا يخلو من الحوادث وقتل المصريين، ولكن توقفت عن هذا الخرف الذي انتبانى فكلاهما احتلال جأوا لينتزعوا كرامة المواطن ولا مجال للمقارنة بينهما.
وهذا ماجعلنى أبدو دهشة لمقارنة البعض بين مرشح المجلس العسكري الفريق أحمد شفيق ومرشح جماعة الأخوان الدكتور محمد مرسي فكلاهما فاشي بطبيعة الأمر يستخدم الأمن كنوع من أنواع الوصاية للوصول للسلطة أو يستخدم الدين كوصاية علي الناس للوصول إلي السلطة ولايمكن المقارنة بين شيئين متطابقين لا يفرقهما إلا الشكل الخارجي الذي ينخدع فيه الكثيرين.
صرح أحمد شفيق أنه سينقذ الثورة، وصرح محمد مرسي أنه سينقذ الثورة ،وبالتأكيد أن كلاهما كاذب لأن الثورة ماتت بعد استفتاء 19 مارس، وكل محاولات الشباب الثائر طوال هذه الفترة هي محاولات فاشلة لأنعاش قلب لجسد هامد زهقت روحه في 19 مارس 2011 بإقامة دستور أسقطته الثورة، وقامت الثورة المضادة بقيادة المجلس العسكري بإقامة هذا الدستور من جديد لكي يتيح لهم التحكم في مصير البلد كما يحلوا لهم وتم هذا بإتفاقية سرية بين المجلس العسكري والجماعات الدينية بمختلف شعبها أن لكم البرلمان مقابل دفع الناس للموافقة علي هذا الأستفتاء والمحافظة علي المادة الثانية التى تنص علي أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع في مصر وظنت هذه الجماعات الإسلامية أنها العنصر الفائز في هذه الصفقة، وتمت الأنتخابات البرلمانية بمنتهي العوار الأنتخابي من تزوير وتلاعب وابتزاز دينى ورشاوي أنتخابية ليصعد بعدها الأعلام ليقول لنا أن هذه الأنتخبات تمت بمنتهي النزاهة وكل هذا تم تحت مرأى ومسمع قضائنا الشامخ التى لاتخلو نزاهته القضائية من إفساد المفسدين من النظام السابق الباقي ..
فالرئيس القادم أياً كان يجب أن يكون صاحب شخصية مهزوزة حتى يكون خانعا لأصحاب البلد والدليل أن المرشحين اللذان وصلا لمرحلة الأعادة هم أكثر مرشحين أصحاب شخصيات ضعيفة وسقط جميع المرشحين الأخرين أصحاب الشخصيات القوية بعيدا عن اتجاهتم السياسية لكن شخصيتهم لا تنؤ إلا عن تصادم مع أصحاب البلد فلو نزل المصريين كلهم عن بكرة أبيهم للتصويت عن مرشح بعينه لن ينجح إلا من سيقدم تنازلات للمحافظة علي النظام، فلا يوجد مشكلة مع مقاطعة بحجة أن في حالة المقاطعة يصب في مصلحة أحد المرشحين فهي مجرد نوع من أنواع الدعايا الأنتخابية الساذجة لجذب المزيد من الأصوات، أما أصحاب "مبطلون" الخائفون من التزوير فسيذهبو للأنتخبات لأبطال أصواتهم بدلاً من يتم تسويدها لأحد المرشحين فهو شئ لم يحدث قبل ذلك في الدور الأول ورغم ذلك صعد أقل أثنين شعبية عند الناس فسيكون عليهم فقط مجهود الذهاب لمقر اللجنة والوقوف في طابور طويل في الصيف وحرارة الشمس الحارقة فنحن نحتاج إلي مجهود كل شاب وفتاة سيذهب ليبطل صوته لكي ننظم تيار شعبي وليس حزبا سياسياً فهذا التيار ليس له أهداف سياسي للوصول للحكم ولكن فقط كي تعود مصر ملكا للمصريين تحكم من أي تيار سياسي ولكن بإرادة المصريين وإذا أرادوا تغيره بسهولة وليس بدماء وأرواح ومصابين وأشلاء تطاطير ..
الخلاصة أننا في لعبة واضحة الأركان ولكننا لانملك التحكم فيها بالمرة والأطراف المتبارزة ليست واضحة المعالم بالمرة فالبعض يظن أنها معركة بين الإسلام والجهات التى تريد القضاء علي الإسلام وهو بالقطع مخطئ لأن هناك الكثير من الجهات الإسلامية التى دعمت أحمد شفيق مثل ما أعلنت قيادات تنظيم الفنية العسكرية، وتنظيم الجهاد، وحركة طلائع الفتح .. وصرح أحد قادتهم الذي يدعي الشيخ ياسرسعد أن وصول مرشح الأخوان للسلطة سيكون أخطر علي الدين من شيعة إيران، وليست المشكلة هنا في عقلية التصريح أوعدمة ولكن يجب أن نعرف أنه ليس صراع علي تطبيق تعاليم الأسلام ولكن صراع بين جهات متبارية للوصول للسلطة، وهناك من يظن أن الصراع بين مرشح ممثل لمصر ومرشح ممثل لأمريكا فهو أيضاً مخطئ لأن كلا الجهتين ممثل للمصالح الأمريكية وهذا سيجعل صعوبة لخلع أي منهما إلا بإرادة الله والأتحاد الشعبي بين ممثلي الثورة الغائب حتى الآن لأن وصول أى الطرفين ليس له معنى إلا بموافقة جميع الأجهزة القمعية عليه وقمع من سيحاول الوقوف أمام النظام ..
لم أجد حلاً لهذه الورطة إلا مقاطعة هذا الوهم المسمي بالإنتخبات الديموقراطية فهي ديموقراطية خادعة تأخذ من الديموقراطية شكلها وتفتقد مضمونها والأستعداد للمعركة القادمة ..
by Mohamed ع Abdel Hamed on Wednesday, 13 June 2012 at 01:01
0 التعليقات:
إرسال تعليق