تاريخ الإسلام السياسي 5

نشرت في :
  • السبت، 28 يناير 2012
  • | من قبل
  • Unknown
  • |
  • تاريخ الإسلام السياسي


    تابع الحركات الليبرالية في الإسلام


    اللاسلطوية الإسلامية  
     
    اللاسلطوية الإسلامية هي تعبير عن التوجهات اللاسلطوية الموجودة بين المسلمين. تعد اللاسلطوية نظاما سياسيا ينظر إلى مؤسسات الدولة والمجتمع المدني كمؤسسات غير مرغوب بها وتدعوا لإقامة مجتمع بدون دولة. كما ظهر هذا اللفظ على ساحة الأنظمة السياسية سنة 1642 أثناء الحرب الأهلية الإنجليزية, وبالتالي فإن اللاسلطوية نظام حديث نسبيا مقارنة بالنظام السياسي الإسلامي. هناك العديد من الأشخاص ذوي التوجهات اللاسلطوية الذين ينتمون للدين الإسلامي، وبسبب محاولاتهم دمج الإسلام مع اللاسلطوية 
     ظهر مصطلح اللاسلطوية الإسلامية تعبيرا عن وجهات نظرهم وتوجهاتهم الفكرية.

    مظاهر اللاسلطوية في التاريخ الاسلامي

    الخوارج

    يدعي منظروا اللاسلطوية أن أول أشكالها في التاريخ الإسلامي هو حركة الخوارج التي نشأت مع بدء ظهور الانشقاق بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان. خروج هذه الطائفة عن طوع علي بن أبي طالب إضافة إلى ثوراتهم المتعددة ضد الحكام سببان لهذه الدعوى، إلا أن الخوارج قاموا بتنصيب عبد الله بن وهب الراسبي أميرا لهم، كما أن لهم آراء في الخلافة كقولهم بأن أي مسلم بالغ يمكنه أن يكون خليفة وهما أمران يتعارضان مع تعريف اللاسلطوية.

     المعتزلة

      فرقة كلامية سنية ظهرت في بداية القرن الثاني الهجري(80هـ- 131هـ) في البصرة (في أواخر العصر الأموي) وقد ازدهرت في العصر العباسي.
    اعتمدت المعتزلة على العقل في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل، وقالوا بأنّ العقل والفطرة السليمة قادران على تمييز الحلال من الحرام بشكل تلقائي.
    من أشهر المعتزلة الجاحظ، والخليفة العالم المأمون ونجم الدين الرازي وابن الراوندي الذي هاجمهم بعد أن فارقهم بكتاباته التي فسرت أحيانا على أنها إلحادية ورافضة للتدين بشكل عام، وإن كان هذا موضع سجال فكري إلى اليوم.
    كما كان تأكيد المعتزلة على التوحيد وعلى العدل الاجتماعي أعطاهم أهمية كبرى لدى الناس في عصر كثرت فيه المظالم الاجتماعية وكثر فيه القول بتشبيه وتجسيم الذات الالهية.
    يعتقد أن أول ظهور للمعتزلة كان في البصرة في العراق ثم انتشرت افكارهم في مختلف مناطق الدولة الإسلامية كخراسان وترمذ واليمن والجزيرة العربية والكوفة وارمينيا إضافة إلى بغداد.
    انطوى تراث المعتزلة لقرون ولم يعرف عنه سوى من كتابات آخرين سواء من أشاروا إليهم عبورا أو من عارضوهم، إلى أن اكتشف مصادفة في اليمن قبل بضعة عقود أهم كتاب في مذهب الاعتزال وهو "المغني في أبواب التوحيد والعدل" للقاضي عبد الجبار.

    الشيخ بدر الدين

    كان اشتراكيا ثوريا صوفيا قاد ثورة في الامبراطورية العثمانية في 1416. أدينت كتاباته من قبل علماء الدين العثمانيين. تضمن أفكاره العمل المباشر، الديمقراطية المباشرة، التضامن الإنساني الديني والأممي، المساواة والحياة التشاركية ويعتبر أحد أبرز الوجوه اللاسلطوية احتراما في الحركة اللاسلطوية التركية. إلا أن المؤرخ التركي المعاصر إسماعيل حامي دنشمند في كتابه «موسوعة التاريخ العثماني» أن الشيخ بدر الدين قد وقع بنفسه أيضاً على فتوى تجرم خروجه على الدولة اعترافاً بسلطتها وإقرارا بذنبه سنة 1420م وأعدم بعدها في سوق مدينة سراز.

    عبد الغفار خان

    عبد الغفار خان هو سياسي بشتوني وزعيم روحاني عرف بنضاله اللاعنفي للحكم البريطاني في الهند. لاعنفي ومسلم مخلص وصديق مقرب من الماهاتما غاندي. قامت فلسفة خان على اللاسلطوية اللاعنفية من أفكار ليو تولستوي وهنري ثوريو.

     

    بعض أفكار معتنقي الحركة اللاسلطوية من المسلمين

     

    يعد معتنقوا اللاسلطوية المسلمون من اليبيراليين والاشتراكيين الذين يحاولون الربط بين الإسلام ومبادئ اللاسلطوية، ويرتبط العديد منهم بالصوفية كونهم من المتصوفيين، ويدعوا منظروها إلى إحياء "روح الإسلام". يمكن تلخيص أفكار معتنقي هذا الفكر بما يلي:
    • ارتداء الحجاب هو جزء من العادات والثقافة التي اندمجت بالدين وليس جزءا منه.
    • رفض التفسيرات التقليدية للإسلام والتركيز على الاجتهاد
    • رفض الرأسمالية لأن كل ما في الأرض هو ملك لله والإنسان مؤتمن على إدارته.
    • التأسيس للبيئية والنبات والحيوان لا يستهلكوا إلا عند الضرورة.
    • التأكيد على رفض الفائدة بما فيها الفائدة على القروض والفائدة من أجل زيادة الربح والفائدة على التجارة، وفي حال أخذها يجب أن تعطى للمحتاجين.
    • دعم إعادة توزيع الثروة والزكاة، ورفض التفاوت الكبير في الثورة، ودعم مساعدة المحتاجين.
    • دعم المجتمعات التي تقوم على المعونة المتبادلة ورفض عملية شراء وبيع العمل كسلعة.
    • رفض الهرمية الدينية فالأئمة هم الذين درسوا الإسلام وجمعوا المعرفة ودورهم هو النصح لا الحكم.
    • الإسلام دين شخصي ولكل مسلم علاقة شخصية مع الله دون واسطة.
    • الإيمان بالمساواة الكاملة بين البشر على اخلاف الجنس، العرق، الميول الجنسية.
    • العمل بمبدأ لا اكراه في الدين ومنه رفض حكم الردة وأي حكم يكره الدين على أي إنسان.
    • العنف هو فقط للدفاع عن النفس.
    • رفض كافة أشكال الاضطهاد ومن هنا رفض الدولة تماما ولكن ليس القانون والمؤسسات.
    • دعم المجتمع اللاطبقي واللادولتي بدون هرمية.
    وظهرت حركات ليبرالية إسلامية في في أمريكا الشمالية وفي روسيا واتحاد الدول المستقلة وفي أوروبا

    الإسلام السياسي في تركيا كنموذج

     

    يرى بعض المحللين أن مشاريع الإسلام السياسي قد فشلت في طرح أسلوبها ما أن وصلت للحكم ويشير الكاتب فرج العشة في كتابه "نهاية الأصولية ومستقبل الإسلام السياسي" كيف أن جماعات الإسلام السياسي المسلحة استخدمت شعارات محاربة فساد الدولة والاستبداد إلى استخدام ممارسات العنف والإجرام ضد الدولة ومواطنيها. كما أشار إلى أن فوز حزب العدالة والتنمية في تركيا والذي يصنف على أنه من جماعات الإسلام السياسي ماهو "الا اعلانا مدويا عن نهاية الإسلام السياسي وليس انتصارا ساحقا له" مشيرا إلى أن زعيم الحزب رجب طيب أردوغان قد انقلب على الأيديولوجيا التقليديا السابقة للحزب، بسبب تأثره بكتابات المفكر الإسلامي التونسي الشيخ راشد الغنوشي كون الحزب يمارس السياسة حسب المسار العلماني كما أن برنامجه الانتخابي سيلسي صرف يفصل الدين عن السياسة وأن ذلك لايعني فصل الدين عن المجتمع، لدرجة أن عبد الله غول الرئيس التركي وهو نائب أردوغان في الحزب اعترض على تسميتهم بالإسلاميين وقال "لا تسمونا إسلاميين. نحن حزب أوروبي محافظ حديث لا نعترض إذا وصفنا بأننا ديمقراطيون مسلمون على غرار الديمقراطيين المسيحيين في البلدان الأوروبية الأخرى".

    أنتهى ...

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

     
    تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
    المصري المثقف -2012