الرأس وهز الوسط



الرأس وهز الوسط



تنتشر ظاهرة نفسية في الشخص الذي فقد الوالد أو كلا الوالدين أو من هم يسببون له سلطوية علي تصرفاته فيتحول هذا الشخص إلي أنسان طالح يشرب ويزني ويحول بيته إلي ماخور يفعل ما تأمره به شهوته، ولايستطيع أن يقيم مقدار تصرفاته من الصحة أو الخطأ حتى لو كان نشأ صالحاً علي تربية دينية قويمة، وتتشابهه هذه الظاهرة إلي حد كبير مع حال بلدنا بعد ثورة 25 يناير فإنتشرت عدة ظواهر عجيبة غريبة مثل إنتشار قنوات الرقص وصفحات علي موقع التواصل الأجتماعي تدعوا للدعارة وتنشر صور العاهرات لإختيار أحدهم، فضلا عن الفتيات التى تعمل بصورة فردية وتستخدم الجنس كوسيلة لجذب الشباب وكسب رصيد لتيلفونها المحمول.
والنظام السابق ساهم في إنتشار هذه الظاهرة الإجتماعية بين المجتمع في القيود علي الحريات وعدم المحاولة في حل مشاكل المجتمع، فعاهرات، وتجار مخدرات، وبيوت دعارة، وشواذ، وملحدين، وخوارج، وتكفيريون، وسبابين، ولعانين، ودعاة سلاطين .. وهكذا.
وتصيبك الدهشة عندما تعلم أن كل هؤلاء مصريون وكانوا أحياء يرزقون بيننا ونحن لا نعلم بوجودهم فقد كان النظام السابق مثل غطاء البالوعة التى أزيحت وكشفت تحتها كافة أنواع وألوان الصراصير.
وإيماناً منى أننى لن أستطيع هداية كل الناس ولن أكون الناصح أو الواعظ أو من له قدرة تصحيح المسار الأخلاقي للبشرية ولن يأتى شخص مهما كانت قوتة وتأثيرة سيهدي الناس جميعاً، فسوف أحاول تعديل الخطأ وليس منع الخطأ أو الدخول في جدال عقيم لا يغنى ولا يثمن من جوع.
أهم شئ في الإنسان للتحكم في شهواته أو أي فكرة تسيطر علي عقله وأفكاره هي قوة العقل وبمعنى أدق العقل الباطن فلكل إنسان عقل باطن وعقل واعي، والعقل الواعي هو العقل اللي ينفذ حسب المنطق والواقع وحسب ماتم زرعه في العقل الباطن، والعقل الباطن هو التربة الخصبة التي ينزرع فيها كل ما ينعكس على حياتنا من افكار رائعة تجلب السعادة أو من افكار سيئه ومتشائمة تجلب الحزن، ولا بد أن ينفذها العقل الواعي، لإن العقل الواعي مسيطر من العقل الباطن، والواعي هو من يقوم بالتنفيذ، فمتى إستطعنا ان نجعل العقل الباطن هو المتحكم إن كان يحوي افكار تجلب السعادة وتعالج الأمور بمثل ماينبغى.
فالرجل الذي لا يستطيع التحكم في شهوتة أمام أي إمرأة جميلة وأي راقصة لا تستطيع التحكم في جسدها عند سماع مقطوعة موسيقية جميلة يمكن لأي إنسان التحكم في نفسه عن طريق التحكم في عقلة الباطن وتغير الأفكار التى تضعف من الإنسان أمام شهواته.
فشبكات الدعارة وتجارة المخدرات هي نشاطات ضد الدين والقانون ويجب عقابهم إن لم يتوبوا ويتوقفوا لأنها نشاطات تضر بالمجتمع أما الرقص الشرقي الذي يراه محبذيه أنه نوع من أنواع الفن ويراه كارهيه أنه نوع من أنواع الإغراء والحقيقة أن الرقص الشرقي تحول إلي دعارة مقننة وأنه أصبح وسيلة لإغواء الزباين، وإذا فشلنا في منع الرقص الشرقي نهائياً لما سيؤديه في المجتمع من إنتشار الفاحشة لأنه أصبح وسيلة سهلة لتقنين الدعارة فمن الأفضل أن نعيد الرقص الشرقي لأهداف أقل جسامة وخطورة علي المجتمع فيصبح هناك هدف واضح للرقص فيصبح العرض الراقص هو وسيلة لإمتاع الجماهير أولاً بعيداً عن الإغراء ،وحتي يكون بعيداً عن الإغراء يجب أن يكون في إطار إستعراضي لتوصيل معلومة أو حكمة أو نصيحة معينة أو نقد لازع لحدث معين في البلد وبهذا يبتعد الإهتمام بجسد الراقصة ومفاتنها وينصب تركيز مشاهد الإستعراض علي القضية التي تناقشها الراقصة، ومن الراقصات التى حاولت مؤخراً تحويل دفة الرقص الشرقي إلي هذا المسار وأقتادت براقصات الماضي هي الراقصة "سما المصري" وسواء إتفقنا أو إختلفنا مع ما تقدمة من مضمون بعيداً عن الرقص فهو شئ يجب تسليط الضوء عليه ويجب أن يكون مثال يحتذي به بالنسبة للراقصات في هذا العصر حتى وإن كانت الفكرة متعارضة مع مبادئي كلياً وأرفضها من الأساس.


by ‎Mohamed ع Abdel Hamed‎ on Thursday, 24 January 2013 at 16:28 ·

الطغاة عبر التاريخ


 الطغاة عبر التاريخ


السلطة المطلقة مفسدة مطلقة وتثير الدهشة فعلاً، تصور أن يكون لشخص واحد أن يتحكم في المصائر وسير الأمور كما حلا له، وأن تكون بين يديه موارد البلاد بأكملها يفعل بها ما شاء له مزاجه. فمن أوتي هذه السلطة وماذا فعل بها؟ ومن هو الذي استغلها على النحو الأكثر بشاعة من البقية؟ وهل أودت تلك السلطة بهؤلاء الى الوقوف على حافة الجنون... أو قذفت بهم الى أعماق هاويته؟.. أم انهم أصلا مجانين صار لهم الحكم بشكل أو آخر؟
هذا هو موضوع كتاب جديد عنوانه The Desktop Digest of Despots and Dictators ولنترجمه «الدليل الموجز الى الطغاة» لغرض التسهيل وإيصال الرسالة في الوقت نفسه. ولأن محتوى هذا الكتاب - تأليف جيلبرت اولتر جيلبرت (سكاي هورس بابليشينغ) - غير مألوف (جمع الطغاة على مر التاريخ في كتاب واحد)، فقد وجد استقبالاً حافلاً وتناقلت فحواه صحف بريطانية وأميركية عدة.
وحكمًا على ما يعرفه المرء من سير الحياة التي يعج بها التاريخ والزمن الحديث، فإن مؤلف كتاب كهذا لن يجد صعوبة في العثور على الأمثلة، وربما كان مصدر عسره الأكبر هو الزحام الذي تشكله كثرة الأسماء. ومن هذه تناقل مستعرضو الكتب الجديدة ما يلي:



كاليغولا
الامبراطور الروماني (12 - 41 م) مثال ساطع من أعماق التاريخ على نوع الطاغية الذي بلغ به جنون السلطة حد أنه منح حصانه مقعدًا في مجلس الحكّام. وهذا هو المعروف عنه بين شطحات أخرى. لكن الكتاب يضيف الى هذا أن كاليغولا جمع جيشه وأصدر أمره له بشن حرب شعواء على بحر المانش (القنال الانكليزي) ردًا على غرق بعض سفنه في مياهه. وهكذا بدأ الرماة إطلاق سهامهم الى قلب الماء، ثم تبعتهم أفواج الخيالة والمشاة - بقيادة كاليغولا نفسه - لتعمل سيوفها ورماحها في الموج الواحدة بعد أخرى.



إيفان الرهيب
كان ايفان (1530 - 84) يتلذذ، وهو صبي، برمي الكلاب من قمم الأبراج العالية. وعندما التحق بسلاح الخيالة كان يقبض على المشردين في الطرقات ويأتي بهم الى فناء داره ليتخذ منهم أهدافًا في التمرين على الرماية. ولم يتورع عن قتل ابنه وإن أعرب عن حزنه وأسفه لاحقًا. لكنّ شقاءه حدا به الى عادة تكسير الأثاث وخبط رأسه بالحوائط والأرض.

 

آنا الروسية

في وقت لاحق في تاريخ روسيا كانت الامبراطورة آنا (1693 - 1740) رؤوفة بالمقارنة مع ايفان الرهيب. فقد كانت تكتفي - في معاقبتها اولئك الذين لا يروقون لها لسبب أو آخر - بإلباسهم بذلات تحاكي ريش الدجاج وتجبرهم على القرقرة فتكتمل «دجاجيتهم» بذلك. وعرف عنها أيضًا أنها أجبرت قريبها الأمير مايكل - مدفوعة بكراهيته - على الزواج من خادمة في حجرة غسل الأطباق. وأمرت بإقامة حفلة زواج قصرت حضورها على المعاقين ومشوهي الأجساد.



صدام حسين

اشتهر صدام (1937 - 2006) بأشياء عدة تلقي بالرعب في قلوب أعدائه وأصدقائه على حد سواء. ولكن عندما يتعلق الأمر به شخصيًا فقد كان هو ايضًا يرتعب أمام احتمال إصابته بالمرض. فقد كان يعاني في ما يبدو من الوسواس القهري الذي كان يحدو به للاغتسال والاستحمام عددًا من المرات كل يوم وإجبار زوّاره على مسح الدهانات المضادة للبكتيريا، كما يقول هذا الكتاب.



جان - بيدل بوكاسا

في 1977 أنفق هذا الحاكم الشهير (1921 - 1996) ثلث ميزانية بلاده السنوية في مناسبة واحدة هي الاحتفال بتنصيبه امبراطوراً على بلاده (جمهورية أفريقيا الوسطى). ولم يكتفِ بجلب الجياد من فرنسا، بل أحضر منها أربع نسخ مشيدة بالحجم الحقيقي من الخرسانة المسلحة لقوس النصر Arc de Triomphe. وقيل إن بوكاسا أكمل بهجة يومه بأكل لحم بشري، لكن هذا لم يُثبت بأي دليل.



معمر القذافي
 
بين ما يذكر للزعيم الليبي (1942 - 2011) أنه غيّر أسماء الأشهر لأنها ليست عربية. فصارت كالآتي: النار، النوار، الربيع، الطير، الماء، الصيف، ناصر، هنيبال، الفاتح، التمور، الحرث، الكانون. ولئن كان العقيد غيورًا على لغته وتراثه فإن وجهة النظر الغربية هي أن هذا انصراف للفارغة وكأن إصلاح حال الشعب وبقية المسؤوليات الجسام قد انجزت جميعاً.





 


بنيتو موسولويني

حظر الدكتاتور الإيطالي (1883 - 1945) نشر رسومات النساء في صحف بلاده ومطبوعات الدولة وغيرها في حال كنّ نحيفات.

 

منليك الثاني
 
أصيب هذا الامبراطور الاثيوبي (1844 - 1913) بجلطة دماغية خفيفة. فإذا به يبتلع كتاب الانجيل قطعة وراء الأخرى لإيمانه بأن هذا سيشفيه، لكنه لفظ نفسه الأخير بعدما أكمل وجبته الروحية هذه.



مدرسة الجريمة



مدرسة الجريمة

مقال عباس محمود العقاد بعد قرار حل جماعة الأخوان عام 1948




في 8 من ديسمبر 1948 قرر محمود فهمي النقراشي باشا رئيس مجلس الوزراء والحاكم العسكري في ذلك الوقت أن يُحل جماعة الأخوان المسلمون وجميع شعبها في مصر، وأغلاق الأمكنة المخصصة لنشاطها، وضبط أوراقها وسجلاتها وأموالها وممتلكاتها، وحظر اجتماع خمسة أشخاص أو أكثرمن أعضائها، بناءٌ علي جرائمها المتتالية التى روعت الأمن وتسببت في أحراج الحكومة لعدم سيطرتها علي النظام العام للدولة وحماية أهلها وسلامتهم، واستندت الحكومة إلي مذكرة تفصيلية ترصد جرائم الجماعة التي امتدت لستة أعوام منذ 1942 حتى تاريخ الحل، وتضمنت المذكرة 13 نشاطاً إجرامياً.
وكتب الكاتب الكبير عباس محمود العقاد مقالاً بعنوان "مدرسة الجريمة" مرحباً بقرار حل الجماعة سأعرض جزء منه فقال:-
"كانت الجماعة المشئومة التى طلعت علي هذا البلد المسكين تغذي الاغرار من أتباعها بصفوف شتى من الغذاء المسموم، فكل نفوذ أدبي في هذا الوطن مهدد أو مستباح، يذكر إمامهم "شيخ الإسلام" فيقولون بل "ناظر مدرسة" ولا شأن له بإمامة الدين ويذكرلهم العلماء ذلك فيقولون إنهم لايعلمون، ويذكرلهم "سعد زغلول" فيقولون، بل يكتبون، إنه ليس بزعيم الأمة، ولكنه صنييعة الانجليز، ويذكر لهم رجالات مصر والشرق  واحدا واحدا فيلصقون بكل منهم تهما لاتبق له محلا من الإحترام، فإذا كانت الأسرة المختلة مدرسة الجريمة، فهذه، قبحها الله، جامعة الجريمة.
ما من أحد يحتاج إلي تعب ليعلم أن جماعة المجرمين فتنة أجنبية يزودها بالمال والسلاح أناس لا يريدون خيراً بالإسلام والمسلمين".

أوهام في الطريق



أوهام في الطريق





قال الله تعالي في كتابه العزيز: } أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ } [العنكبوت: 2] وهى آية بسيطة في لغاتها ولكن تحمل معانى كبيرة وعميقة فأبسط مفهوم تعني أن الله سبحانه وتعالي يؤكد أنه لا يوجد أي أستثناء لأي شخص مهما كان للتعرض للفتنة فهناك من يفتن بماله أو بجماله أو بصحته وأيضاً هناك من يفتن بقوة تديينه أو براجحه رأيه وغيرها من نعم الله علي خلقه التي تفتن المرء، وفي حياتنا اليومية دائماً ما نتعرض للفتنة نتيجة التأثر بأراء أشخاص مفتونين بفرض أرائهم علي آمة الإسلام ومن أكثر الأشخاص المفتونين بفرض أرائهم علي آمة الإسلام في العصر الحديث هو سيد قطب (الذي أعدم سنة 1966 نتيجة قضية التآمر علي قلب نظام الحكم) الذي أثّر بالتبعية علي كثير من الدعاة في وقتنا الحاضر الذين ينشرون أفكاره تأثراً بحلاوه أسلوبه وأنه كان من الحاملين لكتاب الله دون التدقيق في أخطائه التي من الممكن أن تؤدي إلي تدمير الإسلام، هذا ما جعلني أن أعرض بعض أفكار من كتابه "معالم في الطريق" حتى أستطيع أنتقادها.
يبدأ سيد قطب - غفر الله له – كتابه بالخطورة علي الإسلام وأن هذه الخطورة نابعة لعدم فهم صحيح الإسلام ويبدأ في وصف طبيعة دعوة رسول الله (ص) إلي الآمة الإسلامية حتى يتفهم القارئ ما هو الإسلام الصحيح فيقول عن رسول الله (ص) "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد صنع جيل خالص القلب . خالص العقل . خالص التصور . خالص الشعور . خالص التكوين من أى مؤثر آخر غير المنهج الإلهي ، الذي يتضمنه القرآن الكريم" وقرأت للأخر الفصل حتى أجد تأكيداً من القرأن أو السنة ولم أجد أي تأكيد واحد علي سبب معرفة هدف رسول الله - صلي الله عليه وسلم - الذي ذكره هل هذا الهدف لرسول الله لم يعلمه إلا سيد قطب نفسه، وكيف علمها، وهل علمها عن طريق وحي أو مجرد أستنباط، وهل القرأن والأحاديث تفسر من خلال أستنباطات؟ إنها حقا معلومة تثير الدهشة!!

ثم يصف جميع المجتماعات القائمة بأنها مجتمعات جاهلية لأنها لا تخلص العبادة ويعرف المجتمعات الجاهلية بـ " إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم ! وإذا أردنا التحديد الموضوعي قلنا : إنه هو كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده . . متمثلة هذه العبودية في التصور الاعتقادي ، وفي الشعائر التعبدية ، وفي الشرائع القانونية "، ثم يوضح أكثر من هي المجتمعات الجاهلية فيقول " وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضا ، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظامها ، وشرائعها وقيمها ، وموازينها ، وعاداتها وتقاليدها . . وكل مقومات حياتها تقريبا ! والله سبحانه يقول عن الحاكمين: ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) "، وتفسيرة هذا يكفر كل من لا يحكم بما أنزل الله هم ومن يردخون لهذا الحكم، وتفسيره لآية الحكم لله مردود عليه منذ أزل التاريخ أيام سيدنا علي بن أبي طالب حين أرسل لجماعة الخوارج حبر الأمة وابن عم رسول الله عبد الله بن العباس ليناظرهم حتي يخرجوا من تفكيرهم بتكفير الناس (الذي هو متطابق مع فكر سيد قطب)، فقالوا له: ما جاء بك يا ابن عم رسول الله؟
فرد قائلاً: جئتكم من عند أصحاب رسول الله (ص) وليس فيكم منهم أحد، ومن عند ابن عم رسول الله (ص) وعليهم نزل القرأن، وهم أعلم بتأويله.
فقالوا: حكَّم الرجال في أمر الله، وقال الله تعالي {{ إِنِ الحُكمُ إلا لله }}.
قال: أرأيتم إن أتيكم من كتاب الله وسنة رسوله بما ينقض قولكم هذا أترجعون؟
قالوا: ومالنا لا نرجع.
قال: أما قولكم في (( حكَّم الرجال في أمر الله )).
قالوا: بلي

قال: فإن الله قال في كتابه: {{  يَا أ  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ  }} وقال في المرأة وزوجها: {{ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا }} فصير الله ذللك إلي حكَّم الرجال في في دماء المسلمين وفي إصلاح ذات بينهم أفضل ..

قالوا: بلي أفضل.

والغريب أن بعد هذه المناظرة التاريخية لم يكف الخوارج عن تكفير الناس فكل من أرتكب معصية صار كافر في وجهة نظرهم، بل خرج في أخر الزمان من يكفرون الناس بداعي وبدون داعي طالما أنهم مخالفون لوجهة نظرهم أو حتى لأرتكابه لأي ذنب يخالف مذهبهم، يبدو أن هؤلاء لا يعلمون أن الله أسمه الغفور.

وتدور أفكار الكتاب كلها حول المجتمع الجاهلي والحاكمية لله، ثم يبدأ سيد قطب في تفسير آيات الجهاد في سور: النساء (77)، والحج (39-41)، والبقرة (190)، والتوبة (36) (وقام بتفسيرها دون ذكر أسباب نزول هذه الآيات أو الناسخ والمنسوخ) ويفسر بأن الجهاد فريضة علي كل مسلم حتى يتحرر الإنسان من عبوديته ووصفها بأنها " عبادة الأنسان للأنسان "، وفي هذا المعنى يتفق مع رسائل وخطب حسن البنا حين قال: "بدون استعداد كل فرد في الجماعة للجندية لا يكون شئ"، وهذا الكلام يتناقض تماماً مع فكرالشيخ عمر التلمساني ( المرشد الثالث وأحد المجددين للجماعة خصوصاً بعد فترة خروجها من السجون في حقبة أنور السادات ) حين قال للكاتب محسن محمد في كتابه (من قتل حسن البنا): " أن الجهاد فرض كفاية وليس فرض عين"، وهذا التناقض في آراء قيادي الجماعة لا يدل إلا علي أن التمويل يؤثر علي قرارات وآراء القيادة؛ ويتخيل سيد قطب أن لا أكراه في الدين لا يتحقق إلا بعد التحرر من النظم التي تحكم بدون ماأنزل الله وتؤثر علي الناس ويجب التخلص من هذه الأنظمة بالقوة فقال: " إنها سذاجة أن يتصور الإنسان دعوة تعلن تحرير " الإنسان " . . نوع " الإنسان " في " الأرض " . . كل " الأرض " ثم تقف أمام هذه العقبات تجاهدها باللسان والبيان ! . . إنها تجاهد باللسان والبيان حينما يخلى بينها وبين الأفراد . . فهنا { لا إكراه في الدين } . . أما حين توجد تلك العقبات والمؤثرات المادية ، فلا بد من إزالتها بالقوة ، للتمكن من مخاطبة قلب الإنسان وعقله ، وهو طليق من هذه الأغلال ! "، وهذا الخطأ يقع فيها معظم المسلمين فتفسفير كتاب دون علم مسبوق أو دراسة مسبقة ماهي إلا شهوة شيطانية لفرض الرأي، ولا يفسره أو يفتي به إلا الراسخون في العلم فقال الإمام الشافعي –رحمه الله- : "  لا يحل لأحد أن يفتي في دين الله إلا رجلا عارفا بكتاب الله بناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، وتأويله وتنزيله ، ومكيه ومدنيه ، وما أريد به ، ويكون بعد ذلك بصيرا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبالناسخ والمنسوخ ، ويعرف من الحديث مثل ما عرف من القرآن ، ويكون بصيرا باللغة ، بصيرا بالشعر وما يحتاج إليه للسنة والقرآن ، ويستعمل هذا مع الإنصاف ، ويكون بعد هذا مشرفا على اختلاف أهل الأمصار ، وتكون له قريحة بعد هذا ، فإذا كان هكذا فله أن يتكلم ويفتي في الحلال والحرام ، وإذا لم يكن هكذا فله أن يتكلم في العلم ولا يفتي "، ويتعمد الكثير –إلا من رحم ربي- علي تفسير القرأن عن جهالة أو حفظه لجزء أو كل كتاب الله ليعبر عن أوهامه أو تخفواته الشخصية ويتعمد نشر هذا الخلاف علي نطاق واسع حتي يتسبب في فتنة المسلمين، ويحلل ويحرم كما يشاء، ويكفر هذا ويدخله النار وأنصاره يدخلهم الجنة، فما جزاء من تسبب في هذه الفتنة {{ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ }} [ البروج : 10 ].


by ‎Mohamed ع Abdel Hamed‎ on Wednesday, 16 January 2013 at 16:59 ·
 

 
تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
المصري المثقف -2012