إطعم المليان يستحي الغلبان

نشرت في :
  • السبت، 28 سبتمبر 2013
  • | من قبل
  • Unknown
  • |
  • التسميات: , ,


  • إطعم المليان يستحي الغلبان


     أقر أنا وأعترف أنى أعانى من عقدة منذ صغري ألا وهي عقدة البطاريات الجافة، بدأت معي هذه العقدة منذ نفاذ بطارية أول لعبة لي وتوقف اللعبة عن العمل، وتسألت لماذا تنفذ البطارية الجافة ولا تنفذ الكهرباء "الفيشة" ؟

    وتطور بي الآمر في مرحلة الأبتدائي، فعلمت أن الطاقة الكهربية طاقة متجددة والطاقة في البطارية طاقة غير متجددة، فزاد كرهي للبطارية وأردت تحويل كل لعبي التي تعمل بالبطارية إلي أجهزة تعمل كلها بالكهرباء، ولكن كل محاولاتى باءت بالفشل ولم أنجح في شئ، سوي التعرض عده مرات للصدمات الكهربائية، وعندما درست منبع الكهرباء وهو السد العالي الذي بني في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ؛ والبطارية هي اختراع إيطالي تنتجه أمريكا بكثافة فزاد كرهي أكثر للبطارية لحبي لوطنى وكرهي لكل ماهو دخيل، وعلمت بعد ذلك ماذا فعل عبد الناصر لبناء السد العالي وكيف تحدي العالم لبناء هذا المشروع الضخم، فكل هذا يصب في ازدياد كرهي للبطارية.
    ورغم مشاركتى منذ الصغر في دعم الاقتصاد الوطنى حتى وإن كانت بنّية مختلفة إلا أننى لم أري قدوة تحفزنى علي هذا فلم أري شخص يحب مصر مثل عبد الناصر، ويحفز شعبه ضد مايكره ومع ما يحب فهو يجعل ضمير شعبه هو ضميره الشخصي، فبسر الحب جعل المصريون تقبل علي الإشتراكية وأن يأخذ من المليان ليطعم الغلبان ورغم أخطأ الأشتراكية الفجة والواضحة فبمجرد أن قال " إن الديمقراطيه هى الحريه السياسيه و الإشتراكيه هى الحريه الإجتماعيه ولايمكن الفصل بين الإثنين إنهما جناحا الحريه الحقيقيه"، جعل الناس تري أن الإشتراكية هي الملاذ الحقيقي والوحيد لتفدم مصر، وحب المصريون لهذه الشخصية العظيمة لم تأتي من فراغ فكان دائماً يقف بجانب المواطن المصري الذي كان يضعه في مرتبة عليا فوضح هذا في تصريحاته فقال " إن الجماهيرهى القوه الحقيقيه والسلطه بغير الجماهير هى مجرد تسلط معادٍ لجوهر الحقيقه"، ووقوفه الدائم مع الفقير (لإتساع الطبقة الفقيرة في هذا الوقت من الزمن) جعل شعبيته بين المصريين في أزدياد مستمر، ووقت العدوان الثلاثي .. وكان قذف الطائرات الأنجليزية في ذلك الوقت لايستثني بيت مواطن غلبان أو مسئول كبير فقصف بيت الرئيس جمال عبد الناصر، وصرح الرئيس أنه أو أولاده لن يغادرا مصر، وبالفعل غادرت أسرته المبني المعروف للعدو بمنشية البكري بعد أن غادر جميع أفراد الحي منازلهم وقطنت في منزل قديم وصغير لمدة خمسة أيام، فشعر المصريون من هذا الموقف أن رئيسه يحبه ومن الممكن أن يفقد الغالي والنفيث في سبيل مصلحته، فالمصري بطبيعتة وفطرته يبذل أقصي مايملك في سبيل مصلحة البلد إذا كان حاكمه يحبه ويساعده بإستمرار.
    ولكن في هذه الأيام لم أرى شخصاً مثل عبد الناصر يحب مصر وأهلها ويحبه أهل مصر، فمن المجلس العسكري، لشيوخ السلاطين، للنخبة المثقفة الفاسدة الذين يسيرون بسياسة الأخذ من الفقير الغلبان لتحقيق مصالح الدولة ومصالح حيتان البلد استغلال لحب مصر - ألا يحب الأغنياء مصر - فإن كان لهم معجبين إلا أن الأغلبية تراهم أشخاص يبحثون عن مصالحهم الخاصة وليس مصلحة البلد.
    فتحفيز المصريين لقرار سواء كان قراراً خاطئاً أو صواباً لا يحتاج إلي قدرات خارقة إنما يحتاج فقط إلي الحب، فالطاقة الحقيقية ليست في التحفيز لعمل شئ لصالح البلاد .. ولكنها تتجوهر في الأشخاص التى يحبها الناس، وتثق في كلامهم، وتقبل علي آرأهم المنطقية أو غير المنطقية، ويتمتعون بكاريزما تجذب الناس إليهم فتصبح آرأهم بمثابة الطاقة الهائلة القادرة علي إزلال أي قوة في العالم.


    by Mohamed
    من كتاب الإسلاميون والتدين المغشوش

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

     
    تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
    المصري المثقف -2012