علي فين العزم يا مصر!!

نشرت في :
  • السبت، 2 نوفمبر 2013
  • | من قبل
  • Unknown
  • |
  • التسميات: ,


  • علي فين العزم  يا مصر!!



    في البداية أود أن اعتذر لمن أعتاد أن يقرأ لي عن غيابي في الفترة السابقة لأني إعتدت أن أكتب عن الأفكار وعن رؤية واضحة للأحداث، ورغم كثرة الأحداث وتاوترها إلا أنها أحداث رتيبة ومملة ولا تولد الأفكار، فأصبحت الرؤية ضبابية والكلام لا يفيد ومع احترامي للجميع إلا أنه أصبحت المقالات مجرد ثرثرة لشخص فارغ الوقت، لقد أصبح المنادون بالحقوق طابور خامس وعملاء وأصبح المنافقون نشطاء سياسيون والليبراليون فاشيون والظالمين مظلمومين والبلطجية ثوار أما الثوار فأصبحوا رواد حزب الكنبة، فتستطيع أن تطلق بكل ثقة أن هذه الأيام هي أيام فتنة كبري تعصف بمصر.
    ففي أوقات الفتنة من الأفضل الإقلال من أي قول وفعل حتي لو كنا نري أخطاء واضحة فيكفي التنبيه، وهذا هو الموقف المتبع من أغلب الثوار وهو عدم إتخاذ أي موقف ثوري ليس من باب الخوف من بطش الحاكم ولكن من باب الحرص علي مصلحة الوطن لكثرة المفاهيم الخاطئة فأصبح غير المؤيد إرهابي والغير معارض كافر، فبسبب أي حراك ثوري ستكثر الإنقسامات وستنهار أي محاولة لإعادة الدولة المصرية، ولكن ما يؤخذ علي هذه القوي الثورية المعطلة هو عدم إستغلال هذا الوقت في محاولة إصلاح سلبيات المجتمع  التي تنبئ بكارثة مجتمعية، فالأنانية أصبحت سمة واضحة في المجتمع المصري فلا يوجد - إلا من رحم ربي - يعيش لغيرة أو مجرد أن يساعدة وقد كان هذا المجتمع يتميز بالشهامة؛ أما في الوقت الحالي فقد أصبحت العصبية والتسرع في الأحكام سمة العصر، فكل شخص يظن أنه الوحيد الذي يمتلك المشاكل وأن الآخرين يجب تحمله ويظهر هذا السلوك واضحاً جلياً في الشوارع المزدحمة بالسيارت والمارة فلا يبتسم أي مصري في وجه أخيه المصري فأزداد التشاحن والتشاجر بين أهل مصر، وسوء الأخلاق الذي انتشر في المجتمع المصري كالنار في الهشيم فسماع الألفاظ النابية سواء في الشارع المصري أو حتي وسائل الإعلام أصبح كتداول السلام بين الناس، ورغم أنه من البديهي أننا نعلم أننا مختلفون إلا أننا أصبحنا لا نتقبل أي خلاف ولا نود سماعة ونتمني له الهلاك وأصبح "البلوك" و"الأن فرند" و"الأن فولو" هي الوسيلة المميزة لمواقع التواصل الإجتماعي "الفيس بوك" و"تويتر" للهجر والخصام لكل المخالفين حتي وإن كان هذا المخالف صديق قديم تجمعكما العديد من الذكريات أو حتي ذو صلة دم (قريب) لدرجة أن هناك بعض الأخوة يقاطعون بعضهم البعض لإختلافهم السياسي، والتخوين والإتهامات الزائفة والخوض في الأعراض وغيرها من الأمراض التي طرئت فجأة علي المجتمع المصري، ويجب أن يكون الإعلام المصري مهتماً بمناقشة هذه الأمراض وأن يرصد أراء أطباء علم الإجتماع في كيفية علاج هذه الأمراض، والرأي العام لايناقش إلا هذه الأمراض وألا ينشغل بمواضيع لا تقدم أي حل إلا أنها تزيد من الإنقسامات والإختلافات بين أفراد الشعب المصري.
    وإذا لم ندرك حجم هذه المشكلة سريعاً وأن نحاول إيجاد حلول واضحة وجذرية فأنه من المعروف في النظريات الفيزيائية أن العزم في إتجاه القوه وهذا العزم علي سوء الأخلاق وزيادة الإنقسامات سيدفع بمصر في إتجاه دولة رخوة ومجتمع فوضوي ستزداد بين أفراد مجتمعه الجرائم وكل جريمة لها مبررات واهية، وسيأتي اليوم الذي سيجلس فيه أولادنا وأحفادنا ليشتمونا ويلعنونا لإضاعتنا دولة كان اسمها مصر.
    أأأأ


    by ‎Mohamed ع Abdel Hamed‎ (Notes) on Saterday, 2 November 2013 at 13:25


    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

     
    تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
    المصري المثقف -2012