الأمن الوطني والحرب مع باسم



الأمن الوطني والحرب مع باسم




كنت بالأمس القريب جالس مع بعض الأصدقاء الأعزاء وجائت سيرة فيديوهات جريدة "الوطن" فقال أحدهم إن سبب هذه الفيديوهات الحصرية هو أن القائمين عليها يعملون مع الأمن الوطني ولأنى مقتنع بهذا القول لم أبدي أي إعتراض وبعد فترة جاءت سيرة باسم يوسف فقال نفس الشخص أن سبب حصريات فيديوهات برنامج باسم كفديو "القصاص" هو قوة فريق عمله!

ماهذا التناقض في الكلام هل لأنك تحب باسم تشيد به ولأنك تكره مجدي الجلاد تتهمه بأنه "امنجي"، هذا القول ينطبق عليه المثل المصري الشهير "حبيبك تبلعله الزلط و عدوك تتمناله الغلط"، وهذا ليس حال صديقي فقط ولكن حال معظم المصريين.


منذ فترة كبيرة أثناء فترة المراهقة وطيش الشباب كنت أهوي الجلوس علي المقاهى وقد علمت لخبرتي في المقاهى أن كل ما يدور في المقهي يعلم تفاصيله أمن الدولة وهناك أوامر واضحة من الأمن علي أصحاب المقاهى أن تقوم بتشغيل مباريات كرة القدم أو الأغاني الهابطة التى تقدم العري وهذا مقابل بعض التسهيلات من الأمن كوضع كراسي المقهي خارج المقهي في الشارع والتغاضي عن بلاغات المواطنين للإزعاج أو للروائح الصادرة من المقاهى كدخان "الشيشة"، حتي أن بعض المقاهى تقوم بتشغيل أفلام "بورنو" وتتجاهل الشرطة شكاوي الأهالي من هذا الإحراج وخوفاًً علي أولادهم ولاحياة لمن تنادي، وفي هذا الوقت كنت لا أعلم ما أسباب هذه التصرفات من الجهات الأمنية ولكن بعد قيام الثورة علمت أن مبارك كي يحافظ علي عرشة يجب أن يعمل علي تغييب عقول شعبه فيصبح الشعب لا يهتم إلا بالكرة والجنس ولا يهتم بمشاكل أخري تحدث في مصر كي يحاول حلها، ونفس ما كان يحدث في المقاهى هو ما كان يحدث في وصلات الفضائيات وإختيار القنوات التي تدخل البيوت المصرية ومنها القنوات الدينية الإسلامية عملاً بمقولة كارل ماركس أن الدين أفيون الشعوب، ولكن مع ثورة الإتصالات وانتشار الأقمار والفضائيات وسهولة الوصول لرأي معين وكذلك انتشار شبكة الإنترنت في الطبقات المتوسطة للشعب، فزاد وعي الشعب وصعبت مهمة أمن الدولة في السيطرة علي عقول الشعب حتي أزداد الوعي بين الشباب وكانوا وقود ثورة 25 يناير.


ومنذ سقوط وإقتحام مقر أمن الدولة ظننت أن الأمن الوطني أصبح هو المعني الحقيقي للحفاظ علي مصالح الدولة وشعبها وإستشعار أي خطر يقترب منها ومن أهلها، ولكن لم يتغير شئ في أمن الدولة سوي تغيير اليافطة من أمن الدولة للأمن الوطني ولكن بقيت نفس الوسائل وتضليل الرأي العام فكانت الأوامر واضحة هذه المرة للقهاوي بتشغيل برنامج "توفيق عكاشة" أثناء الفترة الإنتقالية لأن مصلحتهم مع كلامه الذي هو في صالح عودة النظام السابق، وأثناء فترة حكم الإخوان كانت الأوامر للقهاوي بتشغيل برنامج البرنامج لباسم يوسف الذي ارتفعت شهرته بشكل ملحوظ في هذه الفترة، ومعلوم للقاصي والداني أن شهرة أي شخص يعمل في مصر مرتبطة بمصالح الرئاسة فلا يمكن لشخص معارض للرئيس أن تزداد شهرته علي شهرة الرئيس إلا إن كانت هناك مصلحة مع أمن الدولة لإسقاط هذا الرئيس، وحالياً أصبحت الأوامر لأصحاب المقاهى بتشغيل برنامج "عبد الرحيم علي".


وطبقاً للمثل المصري "مشفهمش وهما بيسرقوا شافوهم وهما بيتخانقوا" أصبحت الحرب دائرة الآن بين الأمن الوطني والكل أصبح يعلم بها ومن قام بالتشويش علي البرنامج وهل هم رجال الأمن الوطني أم باسم نفسه لإحداث جدل في الرأي العام لتزداد نسبة مشاهديه مرة أخري، والصورة النهائية لم تتغير فيتم إشغال الرأي العام ببعض المشاكل التي لا تقدم ولا تؤخر في المشكلة الأساسية وهي قضية الوطن وليست المشكلة من يحكم ومن يسيطر علي الرأي العام.

فسؤال للأستاذ باسم يوسف لماذا لجأت إلي هذا الجهاز بعد أن كنت مثل أعلي لكل شاب يري فيك مثال يحتزي به للثبات علي المواقف وللنجاح المستمر والإصرار علي النجاح، هل زيادة النجاح والشهرة تجعلك تتخلي عن كل المبادئ؟

وسؤال أخر لرجالات الأمن الوطني لماذا لجأتم إلي باسم مادمتم تكرهونه كل هذا الكره وأنتم لا تعلموا كيفية السيطرة عليه؟

وسؤال أخير لكل من يقرأ هذا المقال متي ستعود لبلدك وأن تخدمها دون الإهتمام بمصالحك الشخصية، ياريت تقول معايا اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا منها سالمين.



by ‎Mohamed ع Abdel Hamed‎ (Notes) on Sunday, 16 March 2014 at 22:59


الفوّرة الضاحكة



الفوّرة الضاحكة



منذ قيام ثورة 25 يناير أصبحت مشاكل مصر عبارة عن مجموعة من الأفشات والنكات علي كل أحداث المحروسة حتي أطلق البعض علي الثورة "الثورة الضاحكة"، وكأي نكتة فأن لها عمر قصير جداً لا يتجاوز اليومين أو الثلاثة ثم تنقرض النكتة وتموت (فهي مجرد فوّرة) ولكن تبقي المشكلة مستمرة، فالنكتة بالنسبة للإنسان المصري هي نوع من أنواع المسكنات فهي تزيل الألام وتعالج العرض ولا تعالج المرض، فكما قال الدكتور يحيى الرخاوي أستاذ الطب النفسي الشهير على ظواهر التهكم والسخرية فيقول: "قد يقول البعض إن السخرية هي بديل البكاء والعويل أو حتى صورة أخرى لهما، وأعتقد أن السخرية أو البكاء مرحلة هامة في طريق التغيير، في حالة عدم التوقف عندها، الأغلب أن تكون السخرية موقفًا مجمِّداً، مثل هذه السخرية هي بمثابة بصقة كاوية، هذه السخرية القاسية الجارحة تكتفي بنفسها من موقف حكِمّي فوقي رافض، لا أكثر".

فاجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر موجة من السخرية بعد الإعلان عن توصل القوات المسلحة المصرية إلى علاج لمرض الايدز وفيروس (سي – c) عن طريق الموجات الكهرومغناطيسية وقال اللواء الدكتور إبراهيم عبد العاطي عن قيام الجهاز الذي إخترعه بمساعده القوات المسلحة المصرية بأخذ فيروس الإيدز أو غيره من الفيروسات من جسم المريض ثم إعادة تقديمه له على شكل "اصبع كفتة" للقضاء على المرض نهائياً، "احنا شعب إبن كفتة" تن ترران تنتن .. و"لواء أركان طرب" تن ترران تنتن .. "إحنا اللي عملنا الإيدز طحينة" تن ترران تنتن .. وغيرها من الشعارات والعبارات والكلمات الساخرة التي إجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي، فكثرة النكات والأقفشات تسفهة من أي مشكلة وتسطيح أي أفكار لمحاولة إيجاد أي حلول لعلاج هذه المشاكل التي تتراكم علينا ولا نحاول إيجاد حلول لها سوي ببعض النكات التي لا تعبر إلا عن سطحية تفكير مطلقها.

ولم يتكلم أي منهم بشكل جدي عن طبيعة هذا العلاج هل هو مجرد بحث أم هناك فعلاً جهاز فعلي يعالج هذين الفيرسين الخطيرين، وأغلب وسائل الأعلام تناولت هذا الموضوع بسطحية بالغة فهناك من وصف هذا الحدث بالإنجاز العلمي ثم اتخذ هذا الحدث وسيلة للتملق للسلطة ووجه الشكر للقادة المبجلين وللمشير السيسي راعي الإنجازات العلمية في مصر، وتسيس أي موضوع وضعة بين طرفي المعارضين والمؤيدين سينبأ بكارثة ولن تتحقق أي مصلحة لهذا البلد.

ويجب أن يعلم الجميع أن الأكتشفات الطبية الحديثة تطورت تطور مذهل، فهناك من أخبرني بوجود جهاز أمريكي يعالج جميع أمراض الجسم فهو يقوم بتجديد خلايا الجسم وله نتائج مذهلة خاصة مع الأمراض الجلدية حتي لو كانت أمراض مذمنة فهو يعالجها بشكل نهائي، ولكن السلطات الأمريكية ترفض تصدير هذا الجهاز أو خروجة من الأراضي الأمريكية، لأنه بالتأكيد سيؤثر علي عدد المسافرين لأمريكا للبحث عن وسيلة تساهم في علاجه، وما علمت أقل بكثير مما لم لا أعلم، فليس من المستبعد أن يكون هذا الحدث من تدخل المخبرات المصرية لحماية مكتشف هذا الحدث، لأن ببساطة العالم يتأهب لحرب بكترية وفيروسية.

والوعود الزائفة للمرضي لها تاثير قوي علي المجتمع في فقدان الثقة في المسئولين، فقد يخفي علي البعض نفسية أي مريض فالمريض يتمسك دائماً بأمل شفاءه ودون هذا الأمل قد يلجأ للإنتحار، وهذا ما يجعله أحياناً يلجأ إلي بعض الأساليب العلاجية الغير علمية كالأعشاب والحجامة وغيرها، لذلك إذا تم الأستهزاء بأملة في الشفاء سيكون وسيلة غير مباشرة لأحباطه، فإنتقاد هذا الحدث أو الأعلان عنه يجب أن يتم بعد التأكد منه داخل الغرف المغلقة حتي يتم التوصل لحلول علمية تفيد المريض أولاً وتراعي شعوره.




by ‎Mohamed ع Abdel Hamed‎ (Notes) on Saterday, 1 March 2014 at 13:33




 
تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
المصري المثقف -2012