الفوّرة الضاحكة

نشرت في :
  • السبت، 1 مارس 2014
  • | من قبل
  • Unknown
  • |
  • التسميات: ,


  • الفوّرة الضاحكة



    منذ قيام ثورة 25 يناير أصبحت مشاكل مصر عبارة عن مجموعة من الأفشات والنكات علي كل أحداث المحروسة حتي أطلق البعض علي الثورة "الثورة الضاحكة"، وكأي نكتة فأن لها عمر قصير جداً لا يتجاوز اليومين أو الثلاثة ثم تنقرض النكتة وتموت (فهي مجرد فوّرة) ولكن تبقي المشكلة مستمرة، فالنكتة بالنسبة للإنسان المصري هي نوع من أنواع المسكنات فهي تزيل الألام وتعالج العرض ولا تعالج المرض، فكما قال الدكتور يحيى الرخاوي أستاذ الطب النفسي الشهير على ظواهر التهكم والسخرية فيقول: "قد يقول البعض إن السخرية هي بديل البكاء والعويل أو حتى صورة أخرى لهما، وأعتقد أن السخرية أو البكاء مرحلة هامة في طريق التغيير، في حالة عدم التوقف عندها، الأغلب أن تكون السخرية موقفًا مجمِّداً، مثل هذه السخرية هي بمثابة بصقة كاوية، هذه السخرية القاسية الجارحة تكتفي بنفسها من موقف حكِمّي فوقي رافض، لا أكثر".

    فاجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر موجة من السخرية بعد الإعلان عن توصل القوات المسلحة المصرية إلى علاج لمرض الايدز وفيروس (سي – c) عن طريق الموجات الكهرومغناطيسية وقال اللواء الدكتور إبراهيم عبد العاطي عن قيام الجهاز الذي إخترعه بمساعده القوات المسلحة المصرية بأخذ فيروس الإيدز أو غيره من الفيروسات من جسم المريض ثم إعادة تقديمه له على شكل "اصبع كفتة" للقضاء على المرض نهائياً، "احنا شعب إبن كفتة" تن ترران تنتن .. و"لواء أركان طرب" تن ترران تنتن .. "إحنا اللي عملنا الإيدز طحينة" تن ترران تنتن .. وغيرها من الشعارات والعبارات والكلمات الساخرة التي إجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي، فكثرة النكات والأقفشات تسفهة من أي مشكلة وتسطيح أي أفكار لمحاولة إيجاد أي حلول لعلاج هذه المشاكل التي تتراكم علينا ولا نحاول إيجاد حلول لها سوي ببعض النكات التي لا تعبر إلا عن سطحية تفكير مطلقها.

    ولم يتكلم أي منهم بشكل جدي عن طبيعة هذا العلاج هل هو مجرد بحث أم هناك فعلاً جهاز فعلي يعالج هذين الفيرسين الخطيرين، وأغلب وسائل الأعلام تناولت هذا الموضوع بسطحية بالغة فهناك من وصف هذا الحدث بالإنجاز العلمي ثم اتخذ هذا الحدث وسيلة للتملق للسلطة ووجه الشكر للقادة المبجلين وللمشير السيسي راعي الإنجازات العلمية في مصر، وتسيس أي موضوع وضعة بين طرفي المعارضين والمؤيدين سينبأ بكارثة ولن تتحقق أي مصلحة لهذا البلد.

    ويجب أن يعلم الجميع أن الأكتشفات الطبية الحديثة تطورت تطور مذهل، فهناك من أخبرني بوجود جهاز أمريكي يعالج جميع أمراض الجسم فهو يقوم بتجديد خلايا الجسم وله نتائج مذهلة خاصة مع الأمراض الجلدية حتي لو كانت أمراض مذمنة فهو يعالجها بشكل نهائي، ولكن السلطات الأمريكية ترفض تصدير هذا الجهاز أو خروجة من الأراضي الأمريكية، لأنه بالتأكيد سيؤثر علي عدد المسافرين لأمريكا للبحث عن وسيلة تساهم في علاجه، وما علمت أقل بكثير مما لم لا أعلم، فليس من المستبعد أن يكون هذا الحدث من تدخل المخبرات المصرية لحماية مكتشف هذا الحدث، لأن ببساطة العالم يتأهب لحرب بكترية وفيروسية.

    والوعود الزائفة للمرضي لها تاثير قوي علي المجتمع في فقدان الثقة في المسئولين، فقد يخفي علي البعض نفسية أي مريض فالمريض يتمسك دائماً بأمل شفاءه ودون هذا الأمل قد يلجأ للإنتحار، وهذا ما يجعله أحياناً يلجأ إلي بعض الأساليب العلاجية الغير علمية كالأعشاب والحجامة وغيرها، لذلك إذا تم الأستهزاء بأملة في الشفاء سيكون وسيلة غير مباشرة لأحباطه، فإنتقاد هذا الحدث أو الأعلان عنه يجب أن يتم بعد التأكد منه داخل الغرف المغلقة حتي يتم التوصل لحلول علمية تفيد المريض أولاً وتراعي شعوره.




    by ‎Mohamed ع Abdel Hamed‎ (Notes) on Saterday, 1 March 2014 at 13:33




    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

     
    تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
    المصري المثقف -2012