* الشريعة
اليهودية:
العبادات:
1ـ
الصلاة:
- الصلاة اليهودية: Jewish
Prayers
الصلاة على
نوعين، فردية، وجماعية":
أما الفردية:
فهي صلوات ارتجالية من أفراد، تتلى حسب الظروف ولاحتياجات الشخصية، ومن
أمثلها صلاة إبراهيم لأجل خلاص سدوم، وصلاة يعقوب لأجل خلاصه من عيسو
أخيه، وصلاة موسى لأجل بني إسرائيل. وهكذا صلاة الأنبياء يشوع وصموئيل
وإليشع وداود ويونان" يونس" ودانيال وعزرا، وهذا النوع من الصلاة يتلى
في أي مكان.
- والصلاة المشتركة: هي صلوات تؤدى باشتراك جملة أشخاص علناً
وعموماً، في أمكنة مخصوصة ومواعيد معلومة، حسب طقوس وقوانين مقررة من
رؤساء الدين والحاخامات.
- ولم توضع الصلوات الطقسية عند الإسرائيليين إلا بعد تأسيس
أمكنة العبادة كخيمة الاجتماع والهيكل. وتدلنا مزامير داود وسليمان أن
الصلاة كانت ترافق بالغناء والموسيقى القانونية، وقد ورد في سفر عزرا
أن ممن رجع من السبي كان يوجد مائتان من المغنيين
والمغنيات.
أفراد من
اليهود يمارسون طقوسهم الدينية تحت حائط البراق ( الحائط الغربي للمسجد
الأقصى ) والذ يسميه اليهود حائط المبكى!
* الصلاة
اليهودية:
- (( تفيلاه)) بالعبرية، وكانت تعني في أصلها ((الإرهاق)) أو
((تعذيب الذات وإظهار الخضوع)). والصلاة أهم الشعائر التي تقام في
المعبد اليهودي. ويذكر سفر التكوين جملة صلوات متفرقة وعبادات، كما
يذكر الضحايا والقرابين التي يجب أن يقدمها اليهودي للإله. ولم تكن
الصلوات في بادئ المر محددة ولا إجبارية، بل كانت تتلى ارتجالاً حسب
الأحوال ولاحتياجات الشخصية والعامة.
- وثمة إشارة إلى بعض المظاهر المقدسة مثل وضع بعض الأحجار
على هيئة مذبح قبل التضرع للإله.
- ومع التهجير إلى بابل، بطلت الضحايا والقرابين وظهرت
العبادات بالصلوات. وقد بدأ علماء المجمع الأكبر في وضع قوانينها وفي
تقنينها ابتداءً من القرن الخامس قبل الميلاد، ولم تكتمل هذه العملية
إلا بعد هدم الهيكل وانتهاء العبادة القربانية المركزية التي كانت تأخذ
شكل تقديم الحيوانات والنباتات، وحلت محلها الصلاة التي كان يطلق
علليها ((قربان الشفتين)) أو ((عبادة القلب)). واستغرقت هذه العملية،
كما تقدم، وقتاً طويلاً. وعلى أية حال، فإنها لم تستقر تماماً، إذ كان
يضاف إلى الصلوات قصائد البيوط التي يؤلفها الشعراء الدينيون. ثم أدخلت
تعديلات جذرية على الصلوات ابتداءً من أواخر القرن الثامن عشر
الميلادي.
- ولا يزال مضمون الصلوات خاضعاً للتغيير حسب التغيرات
السياسية والأحداث التاريخية. ففي صلاة الصبح كان اليهودي يشكر الإله
على أنه لم يخلقه أممياً، أي من غير اليهود (الأغيار). والجزء الختامي
من الصلاة نفسها، والذي يتلى أيضاً في صلوات رأس السنة اليهودية ويوم
الغفران، يبدأ بالدعاء التالي: " نحمد إله العالمين .. أنه لم يجعلنا
مثل أمم الأرض .. فهم يسجدون للباطل والعدم ويصلون لإله لا ينفعهم".
وقد حذف الجزء من الصلوات في غربي أوروبا، وظل يتداول شفوياً في شرقي
أوروبا وإسرائيل. وبدأ يعاد طبعه مرة أخرى في كتب الصلوات في إسرائيل.
كما يمكن أن تضاف أدعية وابتهالات مرتبطة بأحداث تاريخية وقومية مختلفة
ودعاء للحكومة. وقد كانت الصلاة تقام بالعبرية أساسا. ولكن، مع حركة
إصلاح اليهودية، أصبحت الصلاة تؤدى بلغة الوطن الأم، وإن كان الأرثوذكس
قد احتفظوا بالعبرية، ويطعم المحافظون صلواتهم بعبارات
عبرية.
- وتعد الصلاة واجبة على اليهودي الذكر لأنها بديل للقربان
الذي كان يقدم للإله أيام الهيكل، وعلى اليهودي أن يداوم على الصلاة
إلى أن يعاد بناء الهيكل، وعليه أن يبتهل إلى الإله لتحقيق ذلك. أما
عدد الصلوات الواجبة عليه فهي ثلاث صلوات كل يوم:
1ـ صلاة الصبح ( شحاريت)، وهي من الفجر حتى نحو ثلث النهار.
2ـ صلاة نصف النهار، وهي
صلاة القربان (منحه)، من تقطعه الزوال إلى قبيل الغروب.
3ـ صلاة المساء ( معاريف)،
من بعد غروب الشمس إلى طلوع القمر.
- وكانت الصلاتان الأخيرتان تختزلان إلى صلاة واحدة (منحه ـ
معاريف). ويجب على اليهودي أن يغتسل يديه قبل الصلاة، ثم يلبس شال
الصلاة (طاليت) وتمائم الصلاة (تفيلين) في صلاة الصباح، وعليه أيضاً أن
يغطي رأسه بقبعة اليرملكا. والصلوات اليهودية قد تكون معقدة بعض الشيء،
ولذا سنكتفي بالإشارة إلى القواعد العامة والعناصر
المتكررة:
- يسبق الصلاة تلاوة الأدعية والابتهالات، ثم قراءة أسفار
موسى الخمسة في أيام السبت والأعياد، وتعقبها كذلك الابتهالات
والأدعية، وهذه الأدعية والابتهالات لا تتطلب وجود النصاب (منيان)
اللازم لإقامة الصلاة لأنها ليست جزءاً أساسياً من الصلاة، أما الصلاة
نفسها فتتكون من:
أ) الشماع أي
شهادة التوحيد اليهودية.
ب) الثمانية
عشر دعاء (شمونة عسريه) أو العميداه. وهي تسعة عشر دعاء كانت في الأصل
ثمانية عشر، ومن هنا كانت التسمية.
ج) دعاء
القاديش.
هذا وتضاف
صلاة تسمى((موساف)) (الإضافي) يوم السبت وأيام الأعياد. أما في عيد
يوم الغفران، فتبدأ الصلاة بتلاوة دعاء كل النذور في صلاة العشاء،
وتضاف صلاة تسمى ((نعيلاه)) (الختام).
- والصلاة نوعان: فردية
ارتجاليه تتلى حسب الظروف ولاحتياجات الشخصية، ذكرناها في الصفحة ما
قبل الماضية. ويتجه اليهودي في صلاته جهة القدس، وأصبح هذا إجراء
معتاداً عند يهود الشرق كافة. أما في القدس نفسها، فيولي المصلي وجهه
شطر الهيكل. وتوجد كتب عديدة للصلوات اليهودية لا تختلف كثيراً في أساس
الصلاة ولابتهالات، ولكن الخلافات تنحصر في الأغاني والمحلقات
الأخرى.
- وقد تغيرت حركات اليهود أثناء الصلاة عبر العصور، ففي
الماضي كان اليهود يسجدون ويركعون في صلواتهم (ولا يزال الأرثوذكس
يفعلون ذلك في الأعياد)، ولكن الأغلبية العظمى تصلي الآن جلوساً على
الكراسي، كما هو الحال في الكنائس المسيحية، إلا في أجزاء معينة من
الصلاة مثل: تلاوة الثمانية عشر دعاء (شمونه عسريه)، فإنها تقرأ
وقوفاً في صمت. ولا يخلع اليهود نعالهم أثناء الصلاة (باستثناء
الفلاشاه والسامريين).
- ويلاحظ أن عدد المصليات في الوقت الحاضر يزيد على عدد
المصلين في كثير من المعابد اليهودية (الإصلاحية أو المحافظة) مع أن
العقيدة اليهودية لا تكلف النساء بالذهاب إلى المعبد، وليس بإمكانهن
تلاوة الأدعية إلا في أجزاء من أدعية معينة مقصورة عليهن ـ ولا شك في
أن المحيط النصراني قد ترك أثراً في اليهودية في هذا
الشأن.
2ـ
الصوم:
- فرض أحبار اليهود نوعاً من الصيام على أتباع اليهودية، وذلك
أيام السبي البابلي، فسنوا لهم صوم إحراق بيت المقدس وصوم حصاره، وكذلك
سنوا لهم صوم" كذليا" وجعلوه فرضاً عليهم ومن المعروف أن النبي موسى
عليه السلام صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة على جبل سيناء وذلك
لاستقبال كلمات الله تعالى ولم يرد الصوم في أسفار موسى الخمسة، ولكن
كان يوم واحد معين للصوم هو يوم الكفارة.
- وهذه الأصوام المفروضة على اليهود لم يفرحها عليهم موسى
عليه السلام ولا اشتملت عليه أسفاره، ويرى ابن كثير في تفسيره: أن
صيامهم من العتمة إلى العتمة وإذا ما صلى أحدهم ونام صام عن الطعام
والشراب والنساء". وصيام اليهود عدة أيام متفرقة في السنة ومعظمها
مرتبطة بأحزان يهودية ولا نريد الخوض فيها الآن
أهمها:
1ـ صوم يوم
الغفران (الكفارة) "التاسع من تشري حسب الأشهر العبرية".
2ـ التاسع من
آب. يوم هذا هدم الهيكل وهو ذكرى حصار أورشليم وسقوطها وخراب الهيكل
وقتل ومن معه.
3ـ السابع عشر
من تموز.
4ـ العاشر من
طيبت.
5ـ الثالث من
تشري.
6ـ الثالث عشر
من آذار.
7ـ صوم أسابيع
الحداد الثلاثة. بين 17 من تموز و 9 من آب.
- وهناك الكثير من الأيام التي يصومها اليهودي قررها
الحاخامات وأيام خاصة؛ فيصوم اليهودي في ذكرى موت أبيه وكذلك الزوجين
في ذكرى زواجهم. وفي صوم يوم الغفران والتاسع من آب يمتنع اليهود عن
الآكل والشرب والجماع وكذلك لبس الأحذية لمدة 25 ساعة من غروب الشمس في
اليوم السابق حتى غروب شمس يوم الصيام، أما أيام الصوم الأخرى من شروق
الشمس حتى غروب ويمتنعون عن الكل والشرب فقط.
- كما خصص اليهود أربعة أيام للحزن والصوم:
1- العاشر من
الشهر الخامس ( يوم احتراق الهيكل والمدينة ).
2- العاشر من
الشهر يوم ابتداء حصار أورشليم.
3- الثالث من
الشهر السابع ( يوم استباحة نبوخذ نصر لأورشليم قتلاً ونهباً
).
4- التاسع من
الشهر الرابع من كل سنة، وهو يوم استيلاء الكلدان على
أورشليم.
3ـ
الحج:
- الحج عند اليهود هو قيام بزيارة بيت المقدس (أورشليم)، تقول
التوراة" ثلاث مرات يعيد لي في السنة". أي أنه يجب على كل يهودي ( ذكر)
أن يزور بيت المقدس ثلاث مرات" ثلاث مرات في السنة يظهر جميع ذكورك
أمام السيد الرب إله إسرائيل". وبما أنه لم يعد الهيكل ولا المعبد
موجوداً فإنهم يحجون إلى حائط البراق الذي يسميه اليهود( المبكى)، كما
أنهم لم يتقيدوا بتعاليم التوراة فاليهود ذكوراً وإناثاً يحجون. يقول
الدكتور أحمد شابي مؤلف الموسوعة اليهودية:" إن كل رشيد يتحتم عليه أن
يزور" بيت المقدس" مرتين في العام، وأن يبقى أسبوعاً كل مره ويبداً
الأسبوع يوم الجمعة".
- يقول الدكتور/ عبد الرحمن المسيري في المسيري في موسوعته عن
اليهودية والصهيونية الإلكترونية: انه منذ القضاء على تمرد بركوخيا ضد
الرومان، صار وقع الهيكل المهدم، لا الحائط، مركزاً للتطلعات الدينية
اليهودية. لكن التاريخ الذي بدأت تقام فيه الصلوات بالقرب من الحائط
غير معروف، فالمصادر المدراشية تشير إلى ((حائط الهيكل الغربي)) أو ((الحائط الغربي))، ولكن هذا الحائط المشار إليه لا تتركه الحضرة الإلهية
البتة، ومن ثم فهو حائط أزلي لم يتهدم ولن يهدم. ومن الواضح أن الإشارة
لم تكن إلى حائط المبكى، وإنما إلى الحائط الغربي لقدس الأقداس. ولما
كان الهيكل قد هدم بالفعل، فلا بد أن الحديث كان مداولاً رمزياً وحسب.
مادة حائط البراق (المبكى).
حائط البراق (المبكى).
- (( حائط المبكى)) ترجمة لتعبير (( ويلنج وول )) الإنجليزي
ويقابله في العبرية (( كوتيل معرافي))، أي ((الحائط الغربي))، والذي
يسميه المسلمون العرب ((حائط البراق))، ويقال إنه جزء من السور الخارجي
الذي بناه هيرود ليحيط بالهيكل والمباني الملحقة به.
- ويعتبر هذا الحائط من أقدس الأماكن الدينية عند اليهود في
الوقت الحاضر، ويبلغ طوله مائة وستين قدماً. قد سمي هذا الحائط باسم ((حائط المبكى)) لأن الصلوات حوله تأخذ شكل عويل ونواح. ولقد جاء في
الأساطير اليهودية أن الحائط نفسه يذرف الدموع في التاسع من أب، وهو
التاريخ الذي قام فيه طيطس بهدم الهيكل.
4ـ
الزكاة:
- للصدقة مكانة لدى اليهود تقول التوراة "طوبى للذي ينظر إلى
المسكين". وتقول التوراة "في آخر ثلاث سنين تخرج كل عشر محصولك في تلك
السنة وتضعه في أبوابك، فيأتي اللاوي لأنه ليس له قسم ولا نصيب معك،
والغريب واليتيم، والأرملة الذين في أبوابك ويأكلون ويشبعون لكي يباركك
الرب إلهك في كل عمل يدك الذي تعمل".
- والزكاة واجبة على من بلغ سن العشرين عام. وكان يعطى عشر
العشر إلى رجال الدين". إلا أن نشاط اليهود وحماسهم لجمع أموال الزكاة
اختلف قوة وضعفاً، وبمرور الزمن أخذ التهاون في دفع هذا الحق مأخذه في
نفوسهم، مما أزعج رجال الدين واحدا بهم الأمر إلى أبناء دينهم بوقوع
العذاب عليهم، وأن غضب الرب وسخطه سيحلان عليهم، ولكن العامة منهم لم
يستجيبوا لنداء رجال الدين مما زاد في اكتناز الأموال فأصبحوا أثرياء
بفحش كبير فمالوا إلى تأويل والتعليل ليمنعهم عن لامتثال لهذه
الفريضة".