جماعة الاخوان المسلمين

نشرت في :
  • الثلاثاء، 26 يوليو 2011
  • | من قبل
  • Unknown
  • |

  • خريطة الحركات الإسلامية في مصر

    الحركة الاسلامية الحديثة

     جماعة الاخوان المسلمين










    أقدم فصائل الحركة الاسلامية الحديثة "جماعة الإخوان المسلمين" التي أنشأها الشيخ حسن البنا (رحمه الله) عام 1928م.

    و حاول حسن البنا أن يجمع بين مختلف التيارات الفكرية الإسلامية في جماعته كي يوحد صفوف المسلمين في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجههم فأعلن "نحن دعوة سلفية و حقيقة صوفية" ولكن حسن البنا شدد على أن الصوفية وسيلة و ليست غاية و أنها منهج تربوي و ليست دروشة, لكن هذا لم ينجح في لم الشمل إلا بقدر محدود فلا السلفيون تركوا جماعاتهم و التحقوا بالإخوان و لا الصوفية تركوا طرقهم و انضموا للإخوان, لكن الذي حدث أن أصبح في الإخوان تيارات سلفية و أخرى صوفية و هكذا.

    و قد هاجم البنا الشق الفكري المخالف للإسلام في الحضارة الغربية و لكنه استفاد من علوم غربية متعددة بسبب عدم تصادمها مع الإسلام و على رأسها علم التنظيم و الإدارة و الصحافة و الاعلام و غيرها.

    و مازال الإخوان المسلمين في العالم كله يطبقون مبادئ حسن البنا بشكل عام حتى الآن.

    و البنا مثله مثل قادة سائر الحركات الإسلامية الحديثة ، رأى أن المسلمين قد اضمحلت حضارتهم بسبب بعدهم عن الإسلام الذي كان عليه النبي محمد (ص ) و رأي انه ما من ثم فالسبيل لحل مشكلات المسلمين كلها و عودة مجد الأمة الإسلامية الغابرهو العودة للإلتزام بالإسلام كما كان عليه الصحابة.

    أما وسيلة التغييرعند الإخوان المسلمين فإنها مرت بعدة تطورات منذ أسسها حسن البنا و حتى الآن ، إذ مال البنا بعد تطور الجماعة ووصولها لأوج قوتها إلى أن يؤسس ما أسماه بالتنظيم الخاص و قد ظن أكثر الكتاب و الباحثين أن هذا التنظيم هو تنظيم عسكري سري فقط و لكن الحقيقة أن هذا التنظيم هو تنظيم عقائدي ومسلح في آن واحد و أتت سريته من منطلق أن البنا كان مدركا أن الإنجليز و القصر، بل و سائر القوى الدولية الكبرى لن تسمح بوجود تنظيم سياسي اسلامي كبير و قوي يسعى لإعادة الخلافة الإسلامية, و من ثم أعد العدة ليوم المواجهة, و لكن بعد اغتيال الحكومة للبنا و ضربها لجماعة الإخوان, فإن خليفة البنا حسن الهضيبي سعى لإيهام الجميع بأنه يعمل على حل التنظيم الخاص بينما كان يسعى لإعادة بناءه على أسس جديدة تتلائم مع طبيعة المرحلة الجديدة في ضوء تجربة الإخوان السابقة, و ذلك وفقا لرواية صلاح شادي (رحمه الله) أحد أبرز قادة الإخوان في مذكراته.

    ثم دخل الإخوان صراعات متتالية مع نظام جمال عبدالناصر بعد الثورة انتهت بإلقائهم في السجن حتى أفرج عنهم السادات في منتصف السبعينات, ليصبح التنظيم الخاص مجرد تاريخ.

    و بذا دخل الإخوان المسلمون في مصر مرحلة جديدة من تاريخهم ألغوا فيها العمل المسلح كوسيلة للتغيير السياسي من حساباتهم و حصروا وسائل تغيير الحكومة و المجتمع في النضال السياسي السلمي و العمل الإجتماعي الخدمي و العمل الثقافي و الإعلامي, و سرعان ما خاضوا إنتخابات مجلسي الشعب و الشورى و المجالس المحلية .

    ونعتقد أنه لولا تعنت الحكومة معهم وتزويرها الإنتخابات لفازوا بنسبة أكبر من مقاعد أي من هذه المجالس كلما خاضوا الإنتخابات على جميع المقاعد. ورغم أن الإخوان ينافسون في أي إنتخابات يدخلونها بحساب حذرا من بطش الحكومة إلا أن آمالهم بتسلم الحكم عبر الإنتخابات قد انتعشت بتسلم "حزب العدالة و التنمية" الحكم في تركيا و هو حركة ذات جذور إسلامية لحد ما.

    و هناك العديد من الانتقادات التي يتم توجيهها لجماعة الاخوان المسلمين من الاسلاميين و العلمانيين على حد سواء و كثيرا ما يتم استخدام تاريخ الاخوان لإثبات هذه الانتقادات كما يتم كثيرا تزوير تاريخ الاخوان المسلمين من أجل اثبات هذه الانتقادات.

    و من الانتقادات التي تم توجيهها للاخوان مهادنتهم لبعض الوقت للملك أو لقوى سياسية مكروهة شعبيا, وترى هدى عبد الناصر(د . هدى عبد الناصر , الرؤية البريطانية للحركة الوطنية المصرية , 1936 – 1952 , دار المستقبل العربي , القاهرة , الطبعة الأولى 1987 , ص 191 بتصرف يسير. ) أن المنهج الحركي للإخوان المسلمين يأتي متسقا مع أهدافها وأساليبها التنظيمية, برغم التناقض الظاهر فيه, لأنها قامت بعقد تحالفات تكتيكية مع الأحزاب, ومع القصر في فترات مختلفة من أجل ضمان أمنها وتحقيق أهدافها في الانتشار في حماية الحكومة القائمة.

    و رأي طارق البشري(طارق البشري , الحركة السياسية في مصر 1945 – 1952 ط دار الشروق , الطبعة الثانية , القاهرة 1983, ص 51 , ص 62 , ص 64) أنه ثبت تحالف وتعادي الاخوان مع الملك, ومع قوي حزبية عديدة, وهذا ينفي تبعيتهم لأي منها, ويؤكد أنهم إنما سلكوا هذه المسالك من منطلق استقلالي لتحقيق أهدافهم, ولكن ينتقدهم في عدم تقويم هذه المسالك ونقدها في كتاباتهم الحديثة, رغم أن الملك وأحزاب الأقلية هي التي إغتالت حسن البنا وسامت الاخوان أسوأ عذاب في تاريخ مصر الحديثة.

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

     
    تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
    المصري المثقف -2012