خريطة الحركات الإسلامية
خامسا : جماعة التبليغ و الدعوة
تالية في المرتية بعد السلفية التقليدية من حيث الأهمية و العدد, و قد دخلت جماعة التبليغ و الدعوة إلى مصر في منتصف سبعينات القرن الماضي تقريبا قادمة من الهند, و رغم أن جماعة "التبليغ و الدعوة" أصولها هندية و لا تمت للأزهر بصلة مباشرة إلا أن مؤسسها الهندي (ولي الدين الكاندهلوي) هو من مشايخ الصوفية هناك, و معلوم أن التصوف رافد رئيسي من روافد الأزهر الشريف.
و على كل حال فإن جماعة "التبليغ و الدعوة" عندما دخلت العالم العربي أخذت صبغة سلفية شكلية نتيجة لسيادة المنهج السلفي في معظم فصائل الحركة الإسلامية على اختلافها لإلتزام كافة الفصائل بالعمل (و لو شكليا) بحديث النبي محمد ( ص) " تفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قالوا: و ما تلك الفرقة ؟ قال : ما أنا عليه اليوم و أصحابي" رواه أبو داود و أحمد و الحاكم و غيرهم و هو حديث صحيح, كما أن أول من أدخل جماعة "التبليغ و الدعوة" إلى مصر هو الشيخ إبراهيم عزت (رحمه الله) ، و قد كان ذا توجه سلفي فاصطبغت جماعة "التبليغ و الدعوة" في مصر بطبيعة إبراهيم عزت السلفية.
و جماعة "التبليغ و الدعوة" كانت و مازالت من أكبر الجماعات الإسلامية المصرية عددا إذ يقدر عدد نشطائها في مصر بما يزيد عن 250 ألف شخص و ذلك بسبب الطبيعة البسيطة و السهلة لمنهجها الفكري و أسلوبها البسيط و النشيط في العمل و فاعلية و حماس أعضائها, و عدم اصطدامها بالحكومة و عدم منع الأمن لها ، و إن ضيق عليها أحيانا بشكل محدود.
و يتلخص تصور جماعة "التبليغ و الدعوة" للواقع الإسلامي المعاصر و سبل تغييره في مثل يضربه عادة نشطاء جماعة "التبليغ و الدعوة" عند شرحهم لمنهج جماعتهم و هو أن الأمة الإسلامية مثل كوب ماء يركد في قاعه كمية كبيرة من السكر و كل ما تحتاجه الأمة هو تقليب هذا الماء بملعقة حتى يذوب السكر فيه و يصبح حلوا, فالأمة فيها الخير لكنها تحتاج لحركة تنشط هذا الخير الكامن في نفوس الناس, و هذا التقليب هو ما تقوم به جماعة "التبليغ و الدعوة" في العالم كله, عبر دعوة الناس في الشوارع للصلاة في المسجد و عند ذهابهم للمسجد يلقون عليهم دروسا في منهج الجماعة و كلاما حماسيا كثيرا جدا في وجوب الصلاة و التحلي بالمظهر الإسلامي في المأكل و المشرب و الملبس و النشاط في الدعوة عبر جماعة "التبليغ و الدعوة" لإنقاذ الإمة الإسلامية من النار, كما يعرضون على مرتادي المسجد "الخروج في سبيل الله" للدعوة في إطار جماعة "التبليغ و الدعوة".
و هذا الخروج هو وسيلة عملهم الرئيسة حيث يخرج العضو لمسجد بعيد عن بلدته أو حتى دولته لمدد تبدأ من ثلاثة أيام و تتدرج إلي أربعة أشهر و تمر بأربعين يوما, و هذا الخروج في سبيل الله يتضمن المكث في المسجد و عدم الخروج منه إلا في الجولات التي يدعون فيها الناس من الشوارع و المقاهي إلى المسجد.
و تلزم جماعة "التبليغ و الدعوة" أتباعها بعدم الكلام في السياسة أو الجماعات الإسلامية المختلفة أو الخلافات الفقهية أو الكلام عن غير المسلمين كما تلزمهم بعدم الإشتغال بطلب العلم الشرعي لأنه سيشغلهم عن العمل الأهم من وجهة نظرهم و هو الدعوة للتدين.
يشار إلى أن جماعة التبليغ و الدعوة جماعة كبيرة جدا على مستوى العالم و تمثل تيارا واسعا مازال يعمل بنشاط في كافة أنحاء العالم و لها دور كبير و بارز في الدول غير الاسلامية خاصة في أوروبا و الولايات المتحدة, و عبرها يعتنق الاسلام كثير من غير المسلمين في الغرب.
وبالنسبة لمصر ففي السبعينات من القرن العشرين كان كثير ممن إنضووا في صفوف الحركة الاسلامية بكافة فصائلها قد تم جذبهم من الشوارع و النوادي و المقاهي إلى المساجد عبر دعاة جماعة التبيلغ و الدعوة, و بعد أن التزموا بتعاليم الاسلام وفق هذه الجماعة تفرقت بكثير منهم السبل ما بين منضم للسلفية العلمية أو السلفية الحركية أو منضم للسلفية التقليدية أو للإخوان المسلمين أو تنظيم الجهاد.
هذا فضلا عن الكثيرين الذين استمروا في صفوف جماعة التبليغ و الدعوة نفسها.
و أثناء التحقيقات الواسعة التي شملت معظم قادة جميع فصائل الحركة الاسلامية إثر إغتيال رئيس الجمهورية السابق محمد أنور السادات تبين أن الكثيرين من أعضاء و قادة كثير من الفصائل خاصة تنظيم الجهاد قد بدأ إلتزامهم الاسلامي عبر دعاة جماعة التبليغ و الدعوة, و من أشهر هؤلاء عبود الزمر أحد أشهر قادة تنظيم الجهاد, كما ثبت أن الشيخ ابراهيم عزت رحمه الله قد ألمح لمحمد عبدالسلام فرج بأنه مؤمن بمنهج تنظيم الجهاد و لكنه لأسباب عديدة لا يمكنه الانضمام لتنظيم الجهاد و لكنه في نفس الوقت ألمح له بأنه يمكن لتنظيم الجهاد أن يجند أعضاء التبليغ و الدعوة سرا و فرادى للعمل في صفوف تنظيم الجهاد, و كان نص كلامه حسب هذه الرواية "أنا أحضر لكم الناس من الشارع للمسجد و أنتم تولوا الباقي".
و أثناء التحقيقات مع تنظيم الجهاد إثر إغتيال الرئيس السادات انكشفت هذه الواقعة لأجهزة الأمن, و لذلك فإن جهاز الأمن لم يسمح لجماعة التبليغ و الدعوة بالعمل طوال حياة إبراهيم عزت بدءا من نهايات عام 1981م و حتى وفاته, و لم تتأخر وفاة إبراهيم عزت كثيرا, و قد اثيرت العديد من الشكوك حول وفاته لكن أحدا من اتباعه لم و لن بجروء على إثارة الكلام حول أهمية التحقق من سبب موت ابراهيم عزت المفاجئ وما زعن عن حقنه بحقنة ما و هو على سفينة متجهة للعربية السعودية رغم أنه لم يكن يعاني من أي مرض.
و على كل حال فإن جماعة "التبليغ و الدعوة" عندما دخلت العالم العربي أخذت صبغة سلفية شكلية نتيجة لسيادة المنهج السلفي في معظم فصائل الحركة الإسلامية على اختلافها لإلتزام كافة الفصائل بالعمل (و لو شكليا) بحديث النبي محمد ( ص) " تفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قالوا: و ما تلك الفرقة ؟ قال : ما أنا عليه اليوم و أصحابي" رواه أبو داود و أحمد و الحاكم و غيرهم و هو حديث صحيح, كما أن أول من أدخل جماعة "التبليغ و الدعوة" إلى مصر هو الشيخ إبراهيم عزت (رحمه الله) ، و قد كان ذا توجه سلفي فاصطبغت جماعة "التبليغ و الدعوة" في مصر بطبيعة إبراهيم عزت السلفية.
و جماعة "التبليغ و الدعوة" كانت و مازالت من أكبر الجماعات الإسلامية المصرية عددا إذ يقدر عدد نشطائها في مصر بما يزيد عن 250 ألف شخص و ذلك بسبب الطبيعة البسيطة و السهلة لمنهجها الفكري و أسلوبها البسيط و النشيط في العمل و فاعلية و حماس أعضائها, و عدم اصطدامها بالحكومة و عدم منع الأمن لها ، و إن ضيق عليها أحيانا بشكل محدود.
و يتلخص تصور جماعة "التبليغ و الدعوة" للواقع الإسلامي المعاصر و سبل تغييره في مثل يضربه عادة نشطاء جماعة "التبليغ و الدعوة" عند شرحهم لمنهج جماعتهم و هو أن الأمة الإسلامية مثل كوب ماء يركد في قاعه كمية كبيرة من السكر و كل ما تحتاجه الأمة هو تقليب هذا الماء بملعقة حتى يذوب السكر فيه و يصبح حلوا, فالأمة فيها الخير لكنها تحتاج لحركة تنشط هذا الخير الكامن في نفوس الناس, و هذا التقليب هو ما تقوم به جماعة "التبليغ و الدعوة" في العالم كله, عبر دعوة الناس في الشوارع للصلاة في المسجد و عند ذهابهم للمسجد يلقون عليهم دروسا في منهج الجماعة و كلاما حماسيا كثيرا جدا في وجوب الصلاة و التحلي بالمظهر الإسلامي في المأكل و المشرب و الملبس و النشاط في الدعوة عبر جماعة "التبليغ و الدعوة" لإنقاذ الإمة الإسلامية من النار, كما يعرضون على مرتادي المسجد "الخروج في سبيل الله" للدعوة في إطار جماعة "التبليغ و الدعوة".
و هذا الخروج هو وسيلة عملهم الرئيسة حيث يخرج العضو لمسجد بعيد عن بلدته أو حتى دولته لمدد تبدأ من ثلاثة أيام و تتدرج إلي أربعة أشهر و تمر بأربعين يوما, و هذا الخروج في سبيل الله يتضمن المكث في المسجد و عدم الخروج منه إلا في الجولات التي يدعون فيها الناس من الشوارع و المقاهي إلى المسجد.
و تلزم جماعة "التبليغ و الدعوة" أتباعها بعدم الكلام في السياسة أو الجماعات الإسلامية المختلفة أو الخلافات الفقهية أو الكلام عن غير المسلمين كما تلزمهم بعدم الإشتغال بطلب العلم الشرعي لأنه سيشغلهم عن العمل الأهم من وجهة نظرهم و هو الدعوة للتدين.
يشار إلى أن جماعة التبليغ و الدعوة جماعة كبيرة جدا على مستوى العالم و تمثل تيارا واسعا مازال يعمل بنشاط في كافة أنحاء العالم و لها دور كبير و بارز في الدول غير الاسلامية خاصة في أوروبا و الولايات المتحدة, و عبرها يعتنق الاسلام كثير من غير المسلمين في الغرب.
وبالنسبة لمصر ففي السبعينات من القرن العشرين كان كثير ممن إنضووا في صفوف الحركة الاسلامية بكافة فصائلها قد تم جذبهم من الشوارع و النوادي و المقاهي إلى المساجد عبر دعاة جماعة التبيلغ و الدعوة, و بعد أن التزموا بتعاليم الاسلام وفق هذه الجماعة تفرقت بكثير منهم السبل ما بين منضم للسلفية العلمية أو السلفية الحركية أو منضم للسلفية التقليدية أو للإخوان المسلمين أو تنظيم الجهاد.
هذا فضلا عن الكثيرين الذين استمروا في صفوف جماعة التبليغ و الدعوة نفسها.
و أثناء التحقيقات الواسعة التي شملت معظم قادة جميع فصائل الحركة الاسلامية إثر إغتيال رئيس الجمهورية السابق محمد أنور السادات تبين أن الكثيرين من أعضاء و قادة كثير من الفصائل خاصة تنظيم الجهاد قد بدأ إلتزامهم الاسلامي عبر دعاة جماعة التبليغ و الدعوة, و من أشهر هؤلاء عبود الزمر أحد أشهر قادة تنظيم الجهاد, كما ثبت أن الشيخ ابراهيم عزت رحمه الله قد ألمح لمحمد عبدالسلام فرج بأنه مؤمن بمنهج تنظيم الجهاد و لكنه لأسباب عديدة لا يمكنه الانضمام لتنظيم الجهاد و لكنه في نفس الوقت ألمح له بأنه يمكن لتنظيم الجهاد أن يجند أعضاء التبليغ و الدعوة سرا و فرادى للعمل في صفوف تنظيم الجهاد, و كان نص كلامه حسب هذه الرواية "أنا أحضر لكم الناس من الشارع للمسجد و أنتم تولوا الباقي".
و أثناء التحقيقات مع تنظيم الجهاد إثر إغتيال الرئيس السادات انكشفت هذه الواقعة لأجهزة الأمن, و لذلك فإن جهاز الأمن لم يسمح لجماعة التبليغ و الدعوة بالعمل طوال حياة إبراهيم عزت بدءا من نهايات عام 1981م و حتى وفاته, و لم تتأخر وفاة إبراهيم عزت كثيرا, و قد اثيرت العديد من الشكوك حول وفاته لكن أحدا من اتباعه لم و لن بجروء على إثارة الكلام حول أهمية التحقق من سبب موت ابراهيم عزت المفاجئ وما زعن عن حقنه بحقنة ما و هو على سفينة متجهة للعربية السعودية رغم أنه لم يكن يعاني من أي مرض.
0 التعليقات:
إرسال تعليق