يا خراااشي .. أنت بتشتم!!

يا خراااشي .. أنت بتشتم!!

قرأت أحد تعليقات علي الفيس بوك علي آحد يقوم بالسباب في آحد الشخصيات السياسية فقام بالرد عليه "يا خرااشي أنت بتشتم فلان" ثم قام بسباب مضاد ..

الجميع يردد  كلمة يا خراشي ولايعرف معناها هي كلمة يعرفها بالأخص كل مصرى ومصرية، ولكن الكثير لا يعرف معنى هذه الكلمة ولماذا يقولها، كلمة ياخراشي قيلت أول مرة من الناس في مصر قبل مئات الأعوام وأصل هذه الكلمة تنبع من أن أول شيخ للأزهر كان يسمى بالشيخ محمد الخراشي وكان شيخا ينصر الحق ولا يخاف الظلم مهما كانت قوته فكانت كلمة خراشى هى النداء إلى الشيخ الخراشي كي ينصرهم على الظلم الواقع عليهم حتى ولو كان من صاحب سلطان. فإذا ظلمهم ظالم يقولون : يا خراشي ..

ولكن الشتيمة والسباب ليست ظلم بل هي طريقة للدفاع عن الظلم وتختلف طريقة الدفاع عن الظلم من شخص لآخر حسب ثقافته وبيئته وتربيه وتعليمه .. إلخ

فمثلاً: إذا كنت تسير في الشارع وقام شخص بصفعك علي قفاك بظنه أنك أحد أصدقاءه فماذا سيكون رد فعلك هل ستصفعه مثل ما صفعك، أم ستضربه، أم ستشير إليه بإشاره الصوابع، أم ستبصق عليه، أم ستشتمه بأحد الشتائم الأتيه (بالأم، بالأب، ياحمار، ياحيوان ،ياوحش .. إلخ)، أم ستقول له الله يسامحك، أم مجرد سترمقه بنظره غاضبه ،كلها مجرد ردود أفعال مختلفة.

ولكننا فعلا ننظر إلي الشتائم إنها أسلوب غير حضاري لدفع الظلم بل وأحياناً تكون وسيلة ساذجة للتعبير عن رأي شخص ضعيف.

فالشتائم والسباب موجود من بداية الخليقة عندما صفع وشتمه قابيل أخاه هابيل ثم قتله ولكنها تختلف من مجتمع إلي آخر فمثلاً البصق في الوجه قد تكون إهانة في بعض المجتمعات وإهانة شديدة في مجتمعات آخري ، فما هو الحل إذن للقضاء علي هذه العادة ولو حتى بشكل جزئي فلن نستطيع الوصول إلي المدينة الفاضلة يوتوبيا؟!

فرسولنا الكريم نهانا عن السب في أحاديث نبوية عديدة فقال صلي الله عليه وسلم ‏سباب المسلم فسوق وقتاله ‏ ‏كفر ‏ وقال أيضاً  ‏ ‏المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده  وغيرها من الأحاديث النبوية التى تفيد هذا المعني ولكن من هو المسئول عن عدم توصيل هذه الأحاديث إلي كل من يستخدم الشتيمة في النقاش بديهياً الشيوخ الذين هرعو إلي كراسي مجلس الشعب وتركوا المنابر لأناس غير مؤتمنين علي الدعوة الإسلامية.

والتربية لها عامل مهم أيضاً فالأب أو الأم الذين يتعاملون مع أبناءهم بالسباب والإهانة المستمرة يخلقون جيلاً يستخدم هذه الألفاظ ولكن كيف يربي الأباء الغير متعلمين أبناءهم وهم لا يعرفون ماهي أصول التربية.

وإن كان هولاء الأباء فقراء يخرجون طوال اليوم بحثاً عن لقمة العيش فبالتأكيد سيتركون ابناءهم للشارع وعرضة لثقافات منحطة ولكن ليس شرطاً أن يكون الشارع لايعلم ماهو الصحيح فمن الممكن أن يربي الشارع أفضل من الأباء ولكن إن كان هذا الشارع لديه علم وثقافه تنبع من نظام سياسي يساعد علي تعليم وتثقيف الشارع.

فالعيب ليس في الشتام واللعان ولكن في النظام الذي نشأ فيه فيجب أن تعرف أولاً من هو صديقك ومن هو عـــدوك  الحقيقي.

by Mohamed ع Abdel Hamed on Monday, 30 January 2012 at 19:30