أثر الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية
(Antibiotics) تعريف المضادات الحيوية
تعرف المضادات الحيوية بأنها موادعضوية تنتجها الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا والفطور أثناء نموها لها القدرة على قتل أو توقف نمو كائنات دقيقة أخرى غير التي أنتجتها مثل البنسلين الذي اكتشف عام 1929م، وهناك مواد مصنعة ومشتقات مشابهة للمضادات الحيوية مثل سيفالوسبورين .
أنواع المضادات الحيوية
-:أ- من حيث قوة المفعول
( Broad Spetum ) مضادات حيوية واسعة المفعول
وهي فعالة ضد أنواع كثيرة ومختلفة من الجراثيم مثل البنسلينات
( Narrow spectrum) مضادات حيوية ضيقة المفعول
وهي فعالة ضد أنواع خاصة وقليلة من الجراثيم مثل كلورامفينكول
-:ب – أنواع المضادات الحيوية من حيث تأثيرها على الميكروبات
( bacteriostatis ) مضادات حيوية موقفه لنمو الميكروبات
( bactericidal) مضادات حيوية قاتلة للميكروبات
-:ج- أنواع المضادات الحيوية من حيث طرق استخدامها
مضادات حيوية تأخذ عن طريق الفم
وهي أكثر الطرق انتشاراً تعطى في حالات الالتهابات البكتيرية العادية، وهي إما أن تكون على شكل كبسولاتٍ أو أقراصٍ أو أشربة أو نقط الأطفال
مضادات حيوية تأخذ عن طريق الحقن
يتم اللجوء إلى هذه الطريقة في حالة الإصابة بالالتهابات البكتيرية الشديدة أو في حالة تعذر تناول المضاد عن طريق الفم أو في حالة عدم الاستجابة عن طريق تناول المضاد بالفم
( مضادات حيوية تأخذ موضعياً ( مراهم أو قطرات
تعطى في حالة إصابة الجلد من الخارج أو أحد فتحات الجسم مثل العين أو الأذن في حالة إصابتها بعدوى بكتيرية
متى يجب تناول المضاد الحيوي
1- ارتفاع في درجة حرارة الجسم أكثر من 48 ساعة
2- آلم في موضع الالتهاب مثل الحلق، الجيوب الأنفية
3- احتقان في الصدر
4- الضعف العام
5- التحاليل المخبرية
الطريقة السليمة لاختيار المضاد الحيوي
يجب اختيار المضاد على أساس نتيجة التحاليل المخبرية وحساسية الجرثوم للمضاد المناسب، وإذا تعتذر ذلك يجب على الطبيب أن يأخذ بعين الاعتبار اختيار مضاد مناسب لحين ظهور نتيجة فحص الحساسية للميكروبات، وذلك باختيار مضاد واسع التأثير مؤثرٍ بجرعته الأدنى، وعدم اللجوء إلى المضادات الحيوية القوية
الاستخدام السليم للمضادات الحيوية
معظم المضادات الحيوية عادة توصف بتناول المريض الجرعة كل 8 ساعات أو كل 6 ساعات، وهنا يجب الحرص على أن يأخذ المريض الجرعة في الوقت المحدد، وذلك لضمان استمرارية تواجد المضاد في الدم على مدار 24 ساعة، حيث الإخلال بأي جرعة يعطي الميكروب فرص المقاومة للمضاد
لا تتوقع أن يصف لك الطبيب المضاد إلا في الحالات الشديدة .
عدم توقيف العلاج إلا بعد نهاية الفترة المحددة، والتي عادة ما تكون من 5-7 أيام لضمان القضاء على الميكروبات بشكل نهائي .
حاول أن تستبدل بمضاد حيوي بين الحين والآخر .
اعلم أن الرشح والتهابات المجاري التنفسية وآلم الحلق ليس بالضرورة بأن تكون التهابات بكتيرية، قد تكون التهابات ناتجة من عدوى فيروسية، ولهذا لا ضرورة لمضادات حيوية إلا في حال استمرار الأمراض طويلاً، وإذا رافقها ارتفاع في الحرارة أو تبوِّل مؤلم أو سعالٌ ببلغم .
ما هي الآثار السلبية الناتجة عن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية
تؤكد النتائج الأبحاث الجارية في معظم دول العالم أن الاستخدام الخاطئ والعشوائي للمضادات الحيوية أدى إلى استفحال الميكروبات وظهور أجيال قوية منها تستعصي على الدواء
ففي الهند أدى الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية في علاج التيفود في أوائل التسعينات إلى ظهور 500 حالة من التيفود العنيد الذي يصعب القضاء عليه، لذلك صرَّح علماء الصيدلة أن المضاد الحيوي ذو حدين، فعلى الرغم من كونه رصاصة ذهبية لقتل الميكروب إلا أنه من الوجه الآخر سلاحاً لتمرد الميكروب واستفحاله إذا ما أسيء استخدامه
فقد يأتي يوم يرى الأطباء أنفسهم عاجزين عن مداواة بعض الأمراض إذا لم توضع ضوابط لذلك، فمن الأمراض ما اعتقدوا بأنها قد بادت أو على الأقل أنهم سيطروا عليها، ولكنها عادت إلى الانتشار من جديد
ما هو مدى خطورة الاستخدام العشوائي
على الرغم من مساهمة المضادات الحيوية في إنقاذ وتحسين حياة المرضى أكثر من أي مجموعات دوائية أخرى إلا أن استخدامها بصورة عشوائية قد حرك حدوث أكبر تدخل في الوارثة على سطح الكوكب، حيث شوهد تأثير هذا التدخل في توزيع الجينات المقاومة لتأثير المضادات الحيوية على البكتيريا في كل أنحاء العالم وعلى الرغم من أن هذا التغير غير مرئي للعين المجردة إلا أنه كان له تأثيره الطاغي على حياة الإنسان، حيث أصبحت الميكروبات، تمثل مشاكل صحية كبيرة، فعلى سبيل المثال
ميكروب السيلان الذي أصبح يمثل المشكلة الصحية الأولى في الدول الفقيرة .
ميكروب الدوسونتاريا الذي أصبح مقاوماً للعلاج بالمضادات الحيوية الشائعة .
ميكروب التيفود وغيرها مما دعا شركات الدواء إلى إنتاج أنواع بالغة القوة من المضادات الحيوية لمحاولة السيطرة على تمرد الميكروبات على الإنسان .
بعض البنسلينات التي كانت تداوي التهاب الأذن بنجاح في 100% من الحالات منذ 15 سنة هاهي اليوم عاجزةً في حوالي 50% من الحالات .
• ونظراً لدخول العامل التجاري في مجال الطب تزايد عدد من الوصفات العلاجية المحتوية على المضادات بنسبٍ كبيرة ودون مبرر، وهذا العامل يلعب دوراً رئيسياً في فوضى استخدام المضادات الحيوية
• كما يكمن خطورة الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية أنها توصف بجرعات صغيرة ولفترات طويلة وهذا ما لا يسمح بمعالجة الالتهابات، بل يعطي الجراثيم الوقت لكي تكتسب المناعة، كما وأن بعض الأطباء يميلون إلى وصف الذرات الأخيرة والأغلى ثمناً من المضادات، والتي لا تناسب بالضرورة الأوضاع الصحية الراهنة
الآثار الجانية الشائعة لبعض المضادات الحيوية
1- عادة يصاحب أغلب المضادات الحيوية التي تعطى عن طريق الفم الإسهال والغثيان والتقيؤ والانزعاج البطني والحساسية
2- أما المضادات الحيوية التي تعطى عن طريق الحقن فيصاحبها الألم في موضع الحقن وحساسية تختلف من مريضٍ إلى آخر فتبدأ بحكة خفيفة، والأعراض الأشد كالتهاب الجلد والوذمة والحمى والرجفة وبروز أوعية اليدين والقدمين، وقد يسبب أعراض صدمة الحساسية التي قد تكون مميتة
3- إعطاء التتراء سايكلين للرضع والأطفال دون الثامنة من العمر، وخلال النصف الثاني من الحمل يسبب تداخل في نمو العظام والأسنان مسبباً تغير لونها واضطراب بنيتها
4- الاستعمال الطويل للستربتومايين يسبب ازدواج في الرؤية وطنين في الأذن يفضي إلى الصمم
5- الاستعمال الطويل للينومايسين والجنتاميسين يؤدي إلى أذىً كلوي وصمم جزئيٍ أو كامل
6- يؤدي استعمال الريفابيسين إلى تلون البول والقشع والدمع بلون احمر
!!!...تصريحات ملفته للنظر حول المضادات الحيوية
1- لقي ما يزيد على 9500 مريض حتفهم في اليابان سنة 1996م بسبب جرثومة مرضية اكتسبت مناعة ضد أغلب المضادات الحيوية
2- اكتشف أطباء يابانيون منذ وقت قريب مكورات الستافيلوكوك المذهبة المقاومة للميتاسلين والفانكوميسين، وهما مضادان حيويان يستعملان في المستشفيات عندما تفشل بقية الأدوية في شفاء المريض
3- إيقاف المضاد الحيوي المسمى بالإمبسلين في السعودية، وذلك لوجود إعداد كبيرة من الجراثيم تستطيع مقاومة هذا المضاد
4- في إيطاليا بلغت تكاليف المضادات الحيوية 1.2 بليون دولار في 1989م مما أدى بوزارة الصحة الإيطالية بإصدار توجيه بأن هذا الاستهلاك الهائل من المضادات الحيوية يؤكد عدم التمييز من الأطباء، ويمثل استعمال غير مبرر للعلاج بالمضادات الحيوية في أمراض لا تتطلب ذلك
5- يقول د . سيباستيان أستاذ الجرثوميات في جامعة أدنبره ببريطانيا " إننا نتقدم نحو مرحلة يصبح المضاد الحيوي معها دون فاعلية، وهكذا نقف مكتوفي الأيدي، حينها أمام أي تجرثم خطير
6- المقلق في الأمر أن العلماء لم يكتشفوا عائلة جديدة من المضادات الحيوية منذ 1961م، كما أن بعض المضادات أثبتت أن ضررها يفوق ما قد تحمله من فوائد
7- أمسى الجراحون يترددون كثيراً قبل القيام ببعض العمليات الجراحية، خوفاً من التجرثم الذي أمست كل المضادات عاجزة عن إيقافه
( منقول عن كاتب الموضوع - صالح أحمد السعيد)
0 التعليقات:
إرسال تعليق