حاشية هزت عرش مصر
كانت حاشية حكام مصر بدءا من فاروق ووصولا إلى مبارك، من أهم أسباب زوال
عروشهم، فكلما زاد نفوذ الحاشية واقترابها من القصر، بدأ العد التنازلى للسقوط.
و«الوفد» تعرض تجارب 4 حكام سابقين تسبب أصدقاؤهم والمحيطون بهم فى إبعادهم عن الشعب وتقريبهم من النهاية، حتى يستفيد بها الرئيس الجديد الذى يدخل القصر الجمهورى لأول مرة بعد أسابيع، ليعرف أن من ادعوا حرصهم على مستقبل سابقيه، أول من قفزوا من قاربه عندما قارب على الغرق، وليعلم أن ضمانته الوحيدة للبقاء والخروج الآمن أن يوسع حاشيته لتشمل جميع المصريين.
«أمم متحدة» دائمة فى قصر فاروق وأصدقاء من كل الجنسيات
«فاروق» عهد لـ «علوبة» بنقله إلى الخارج بعد تنازله عن العرش.. وكان يستمع لأحاديث خلافة «جيوجارو»
أكثر فترة كانت مشبوهة بفكرة حاشية الحاكم هى الفترة الملكية، خاصة مع الملك فاروق آخر ملوك مصر, حيث اتهم البعض حاشية الملك بأنهم كانوا أهم أسباب سقوط نظام حكمه، وأبرز هؤلاء هم جلال علوبة، الذى كان ضابطا مناوبا على اليخت الملكى وتم تعيينه قائدا ثانيا لليخت الملكى «المحروسة».
تعددت الأدوار التى قام بها علوبة، فكان له دور مهم فى هيئة قناة السويس، إذ كان وراء إمداد الهيئة بضباط مصريين للتدريب على أعمال الإرشاد، وكُتبت نهايتهما معا بالأمر الصادر إلى الاميرالاى جلال علوبة بالإبحار باليخت الملكى «المحروسة» لنقل فاروق إلى خارج البلاد بعد تنازله عن العرش.
وأثناء الرحلة من مصر إلى المنفى حاول الملك فاروق أن يقنع الأميرالاى جلال علوبة بالبقاء معه فى منفاه، إلا أنه اعتذر للملك.
أما الرجل الثانى فهو حسين حسنى باشا، الذى تم إرساله مع فاروق إلى انجلترا للدراسة بأكاديمية ووليتش العسكرية «ساند هيرست»، لمرافقة الأمير, وبعد العودة إلى مصر عينه الملك سكرتيره الخاص ومستشاره الشخصي، وبمرور الوقت توثقت صلته به واستمر يعمل مع الملك سكرتيرا خاصا حتى نهاية عهده عام 1952، وقبيل رحيل الملك عانق سكرتيره الخاص طويلا وطلب منه معاهدته على كتابة كل ما يعرفه عنه وعن حكمه للتاريخ وللناس.
الشخص الأخطر فى حاشية فاروق كان أحمد حسنين بك الذى كانت له مطامع واسعة نجح فى إخفائها وراء قناع من التجرد والزهد فى المناصب، وربما ادعاء الجهل بالسياسة وأسرارها، وكان يتطلع لأن يكون رئيساً للوزراء لكنه لم يمض فى سبيل تحقيق هذا فى طريق مستقيم.
بدأت العلاقة بين الملك فاروق وأحمد حسنين منذ أن كان حسنين رائدا لولى العهد، وكان عمر فاروق وقتها 15 عاما، وخلال البعثة توطدت العلاقة بين فاروق وأحمد حسنين إلى درجة كبيرة، حيث يقال إن أحمد حسنين هو أول من اصطحب الملك فى هذه السن الصغيرة للسهر فى ملاهى ونوادى لندن، ولم تمض سبعة أشهر حتى مات الملك فؤاد وعادت البعثة إلى مصر دون أن يكمل فاروق تعليمه.
أما عن الحاشية الملكية التى كانت تحيط بالملك فاروق، فكانت تضم مصريين وأجانب، أولهم أنطوان بوللى، الرجل الإيطالى الذى لعب دورا كبيرا فى حياة فاروق لارتباط الأخير به، للدرجة التى جعلت الملك فاروق يقول للأميرالاى جلال علوبة: «أنا فى غاية الحزن لأن بوللى لم يسافر معي، فأنا أحس كأننى فقدت قطعة من قلبي، إننى لا أعرف ماذا أفعل دونه. وكان بوللى يعمل كهربائيا فى القصر، واستطاع أن يتقرب من الملك فاروق عن طريق تلبية رغباته التى كثر اللغط فيها، حيث كان يقال إن أنطوان بوللى كان المسئول عن تجهيز السهرات الخاصة للملك.
أما الشخصية الثانية من رجال الحاشية فهو «جيور جيوجارو»، وهو حلاق الملك فؤاد، وكان فؤاد يصغى إلى أحاديثه كثيرا، وبعد وفاة الملك فؤاد ظل مع فاروق متقربا إليه إلى أن صار من أفراد الحاشية المقربين للملك.
أما الشخصية الثالثة والتى تعتبر أخطر شخصية من الناحية السياسية فكان «فيروتشى» كبير مهندسى القصر، والذى بسببه انتشرت شائعة ميل الملك فاروق إلى دول المحور خلال الحرب العالمية الثانية.
«فاروق» عهد لـ «علوبة» بنقله إلى الخارج بعد تنازله عن العرش.. وكان يستمع لأحاديث خلافة «جيوجارو»
أكثر فترة كانت مشبوهة بفكرة حاشية الحاكم هى الفترة الملكية، خاصة مع الملك فاروق آخر ملوك مصر, حيث اتهم البعض حاشية الملك بأنهم كانوا أهم أسباب سقوط نظام حكمه، وأبرز هؤلاء هم جلال علوبة، الذى كان ضابطا مناوبا على اليخت الملكى وتم تعيينه قائدا ثانيا لليخت الملكى «المحروسة».
تعددت الأدوار التى قام بها علوبة، فكان له دور مهم فى هيئة قناة السويس، إذ كان وراء إمداد الهيئة بضباط مصريين للتدريب على أعمال الإرشاد، وكُتبت نهايتهما معا بالأمر الصادر إلى الاميرالاى جلال علوبة بالإبحار باليخت الملكى «المحروسة» لنقل فاروق إلى خارج البلاد بعد تنازله عن العرش.
وأثناء الرحلة من مصر إلى المنفى حاول الملك فاروق أن يقنع الأميرالاى جلال علوبة بالبقاء معه فى منفاه، إلا أنه اعتذر للملك.
أما الرجل الثانى فهو حسين حسنى باشا، الذى تم إرساله مع فاروق إلى انجلترا للدراسة بأكاديمية ووليتش العسكرية «ساند هيرست»، لمرافقة الأمير, وبعد العودة إلى مصر عينه الملك سكرتيره الخاص ومستشاره الشخصي، وبمرور الوقت توثقت صلته به واستمر يعمل مع الملك سكرتيرا خاصا حتى نهاية عهده عام 1952، وقبيل رحيل الملك عانق سكرتيره الخاص طويلا وطلب منه معاهدته على كتابة كل ما يعرفه عنه وعن حكمه للتاريخ وللناس.
الشخص الأخطر فى حاشية فاروق كان أحمد حسنين بك الذى كانت له مطامع واسعة نجح فى إخفائها وراء قناع من التجرد والزهد فى المناصب، وربما ادعاء الجهل بالسياسة وأسرارها، وكان يتطلع لأن يكون رئيساً للوزراء لكنه لم يمض فى سبيل تحقيق هذا فى طريق مستقيم.
بدأت العلاقة بين الملك فاروق وأحمد حسنين منذ أن كان حسنين رائدا لولى العهد، وكان عمر فاروق وقتها 15 عاما، وخلال البعثة توطدت العلاقة بين فاروق وأحمد حسنين إلى درجة كبيرة، حيث يقال إن أحمد حسنين هو أول من اصطحب الملك فى هذه السن الصغيرة للسهر فى ملاهى ونوادى لندن، ولم تمض سبعة أشهر حتى مات الملك فؤاد وعادت البعثة إلى مصر دون أن يكمل فاروق تعليمه.
أما عن الحاشية الملكية التى كانت تحيط بالملك فاروق، فكانت تضم مصريين وأجانب، أولهم أنطوان بوللى، الرجل الإيطالى الذى لعب دورا كبيرا فى حياة فاروق لارتباط الأخير به، للدرجة التى جعلت الملك فاروق يقول للأميرالاى جلال علوبة: «أنا فى غاية الحزن لأن بوللى لم يسافر معي، فأنا أحس كأننى فقدت قطعة من قلبي، إننى لا أعرف ماذا أفعل دونه. وكان بوللى يعمل كهربائيا فى القصر، واستطاع أن يتقرب من الملك فاروق عن طريق تلبية رغباته التى كثر اللغط فيها، حيث كان يقال إن أنطوان بوللى كان المسئول عن تجهيز السهرات الخاصة للملك.
أما الشخصية الثانية من رجال الحاشية فهو «جيور جيوجارو»، وهو حلاق الملك فؤاد، وكان فؤاد يصغى إلى أحاديثه كثيرا، وبعد وفاة الملك فؤاد ظل مع فاروق متقربا إليه إلى أن صار من أفراد الحاشية المقربين للملك.
أما الشخصية الثالثة والتى تعتبر أخطر شخصية من الناحية السياسية فكان «فيروتشى» كبير مهندسى القصر، والذى بسببه انتشرت شائعة ميل الملك فاروق إلى دول المحور خلال الحرب العالمية الثانية.
الصداقات أغرقت عبد الناصر.. ومصر أيضا
«عبدالناصر» وثق فى «عامر» وعينه قائداً للقوات المسلحة.. و«هيكل» كان الأقرب إلى قلبه
إذا ذكر أصدقاء رئيس فلابد أن تذهب الأذهان إلى العلاقة التى جمعت المشير عبد الحكيم عامر بالرئيس جمال عبد الناصر, فهى كما يصفها البعض علاقة الحب والكراهية، وستظل هناك حقائق تاريخية لم يقدر لها الظهور بعد وستظل من العلاقات المثيرة للجدل، فعامر كان الرجل الثانى فى ثورة ٢٣ يوليو، ودوره كان من أهم الأدوار، وعلاقتهما امتدت إلى المصاهرة، ومرت بمنعطفات كثيرة وحرجة وصلت إلى حد الصدام.
كان عبد الناصر هو صاحب اقتراح تعيين عبد الحكيم عامر قائداً للقوات المسلحة، وترقيته من صاغ إلى لواء لا لكفاءة وقدرات خاصة يتمتع بها دون باقى أعضاء مجلس قيادة الثورة، لكن للثقة الكبيرة التى تميز علاقتهما، فعبد الناصر أراد أن يضمن ولاء الجيش له ببقاء عامر على رأسه.
لكن ذكريات علاقة الصداقة بين عبد الناصر وعامر، وتبعات هذه الصداقة لم تكن جيدة أبدا، إذ تسببت فى فشل مشروع الوحدة مع سوريا، وحرب اليمن والعدوان الثلاثى ونكسة ١٩٦٧، التى قطعت ما تبقى من أواصر هذه العلاقة، وكتبت كلمة النهاية فى كتاب الصداقة لينتهى الأمر باختفاء عامر من المشهد السياسي، مخلفاً سؤالاً واحداً هو: هل انتحر أم نحر؟.
محمد حسنين هيكل أيضا هو رجل كل العصور، لكنه سيظل من القلائل الذين اقتربوا من جمال عبد الناصر لأبعد حد، وكان المستشار الأول للرئيس الراحل، ومنذ اليوم الأول لثورة 23 يوليو ظل هيكل فى قائمة الأقرب لقلب جمال عبد الناصر، والذى تعرف عليه قبل الثورة بأيام عن طريق صديقه اللواء محمد نجيب الذى أصبح أول رئيس جمهورية مصرية وإن كان ذلك بشكل صورى وشكلى ومؤقت، كما كان كاتب خطاباته وهو الذى كُلف بوضع كتيب فلسفة الثورة لعبد الناصر.
كما لعب سامى شرف، دورا مهما فى حياة عبد الناصر، حيث اختاره للعمل سكرتيراً لرئيس الجمهورية للمعلومات، واستمر فى هذا المنصب حتى 28 سبتمبر1970، حين عُين وزيراً لشئون رئاسة الجمهورية، حيث قام بالعديد من المهام الرسمية والخاصة داخل البلاد وخارجها، وهو ممن حبسهم الراحل أنور السادات فى التخلص من مراكز القوى المعروف بانقلاب مايو.
ومن بين أصدقاء عبد الناصر الذين أيضا دخلوا مقصلة مراكز القوى على صبرى وعباس رضوان وأحمد فؤاد.
«عبدالناصر» وثق فى «عامر» وعينه قائداً للقوات المسلحة.. و«هيكل» كان الأقرب إلى قلبه
إذا ذكر أصدقاء رئيس فلابد أن تذهب الأذهان إلى العلاقة التى جمعت المشير عبد الحكيم عامر بالرئيس جمال عبد الناصر, فهى كما يصفها البعض علاقة الحب والكراهية، وستظل هناك حقائق تاريخية لم يقدر لها الظهور بعد وستظل من العلاقات المثيرة للجدل، فعامر كان الرجل الثانى فى ثورة ٢٣ يوليو، ودوره كان من أهم الأدوار، وعلاقتهما امتدت إلى المصاهرة، ومرت بمنعطفات كثيرة وحرجة وصلت إلى حد الصدام.
كان عبد الناصر هو صاحب اقتراح تعيين عبد الحكيم عامر قائداً للقوات المسلحة، وترقيته من صاغ إلى لواء لا لكفاءة وقدرات خاصة يتمتع بها دون باقى أعضاء مجلس قيادة الثورة، لكن للثقة الكبيرة التى تميز علاقتهما، فعبد الناصر أراد أن يضمن ولاء الجيش له ببقاء عامر على رأسه.
لكن ذكريات علاقة الصداقة بين عبد الناصر وعامر، وتبعات هذه الصداقة لم تكن جيدة أبدا، إذ تسببت فى فشل مشروع الوحدة مع سوريا، وحرب اليمن والعدوان الثلاثى ونكسة ١٩٦٧، التى قطعت ما تبقى من أواصر هذه العلاقة، وكتبت كلمة النهاية فى كتاب الصداقة لينتهى الأمر باختفاء عامر من المشهد السياسي، مخلفاً سؤالاً واحداً هو: هل انتحر أم نحر؟.
محمد حسنين هيكل أيضا هو رجل كل العصور، لكنه سيظل من القلائل الذين اقتربوا من جمال عبد الناصر لأبعد حد، وكان المستشار الأول للرئيس الراحل، ومنذ اليوم الأول لثورة 23 يوليو ظل هيكل فى قائمة الأقرب لقلب جمال عبد الناصر، والذى تعرف عليه قبل الثورة بأيام عن طريق صديقه اللواء محمد نجيب الذى أصبح أول رئيس جمهورية مصرية وإن كان ذلك بشكل صورى وشكلى ومؤقت، كما كان كاتب خطاباته وهو الذى كُلف بوضع كتيب فلسفة الثورة لعبد الناصر.
كما لعب سامى شرف، دورا مهما فى حياة عبد الناصر، حيث اختاره للعمل سكرتيراً لرئيس الجمهورية للمعلومات، واستمر فى هذا المنصب حتى 28 سبتمبر1970، حين عُين وزيراً لشئون رئاسة الجمهورية، حيث قام بالعديد من المهام الرسمية والخاصة داخل البلاد وخارجها، وهو ممن حبسهم الراحل أنور السادات فى التخلص من مراكز القوى المعروف بانقلاب مايو.
ومن بين أصدقاء عبد الناصر الذين أيضا دخلوا مقصلة مراكز القوى على صبرى وعباس رضوان وأحمد فؤاد.
الحقائب الوزارية والمصاهرة.. مكافأة السادات لرجاله«
السادات» اختار «عثمان أحمد عثمان» على قمة «شلة الحكم».. و«سيد مرعى» كان عنصرًا رئيسيًا فى السلطة.. و«جيهان» لعبت دوراً فى حياته
وفى شهادة أحمد بهاء الدين شعبان على عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، قال إن الحاشية والمقربين من الرئيس تتسع فى ظل الحكم غير الديمقراطي، ويتم فيها إدارة شئون البلاد بشكل غامض بحيث لا يدرك المواطن كثيراً من الأمور التى تتم خلف الستار.
ففى ظل حكم السادات كانت المجموعة المقربة له «شلة الحكم» تتمتع بثقته الكبيرة، وكان على رأسهم عثمان أحمد عثمان الذى أشركه السادات فى مشروعات الدولة والاستثمارات، وتزوج ابنه محمود من ابنة السادات لتزداد الصلة أكثر بين الصديقين بعلاقة النسب، ومنها حاز عثمان على مناصب عليا فعمل مستشارا مقربا من السادات مقابل سلطات واسعة، وأصبح وزيرا للإسكان والتعمير ومسئولا عن البنوك الوطنية، ونائب رئيس الوزراء مما فتح لشركاته المجال للعمل والتوحش.
الشخصية الثانية فى حياة السادات كان المهندس سيد مرعى، وكان عنصر رئيس للحكم، وكان والد زوج ابنة السادات الأخرى، وعينه السادات وزيرا للزراعة، وأحد أفراد المجموعة الضيقة التى ساهمت فى المزيد من التدهور.
بالإضافة إلى شخصيات أخرى نالت رضا السادات مثل وزيريه النبوى إسماعيل وزكى بدر، اللذين لعبا دور المنفذين لخطط وأهداف السادات ورؤاه المختلفة.
والشخصية المحورية فى حياة السادات أيضا كانت زوجته جيهان السادات، التى لعبت دور العنصر الدبلوماسى الذى يمثل «تايمر» لضبط ألفاظ السادات، فكانت تحد من انفلاته وعصبيته وعفويته، وهى من أهم مراكز القوى فى عصره وكان يؤخذ برأيها إلى حد كبير، ولعبت دورا فى تحديد سياسات ذلك العصر ولكن خلف الستار على عكس ما فعلته سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق حسنى مبارك والذى كان فجا إلى حد كبير
وفى شهادة أحمد بهاء الدين شعبان على عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، قال إن الحاشية والمقربين من الرئيس تتسع فى ظل الحكم غير الديمقراطي، ويتم فيها إدارة شئون البلاد بشكل غامض بحيث لا يدرك المواطن كثيراً من الأمور التى تتم خلف الستار.
ففى ظل حكم السادات كانت المجموعة المقربة له «شلة الحكم» تتمتع بثقته الكبيرة، وكان على رأسهم عثمان أحمد عثمان الذى أشركه السادات فى مشروعات الدولة والاستثمارات، وتزوج ابنه محمود من ابنة السادات لتزداد الصلة أكثر بين الصديقين بعلاقة النسب، ومنها حاز عثمان على مناصب عليا فعمل مستشارا مقربا من السادات مقابل سلطات واسعة، وأصبح وزيرا للإسكان والتعمير ومسئولا عن البنوك الوطنية، ونائب رئيس الوزراء مما فتح لشركاته المجال للعمل والتوحش.
الشخصية الثانية فى حياة السادات كان المهندس سيد مرعى، وكان عنصر رئيس للحكم، وكان والد زوج ابنة السادات الأخرى، وعينه السادات وزيرا للزراعة، وأحد أفراد المجموعة الضيقة التى ساهمت فى المزيد من التدهور.
بالإضافة إلى شخصيات أخرى نالت رضا السادات مثل وزيريه النبوى إسماعيل وزكى بدر، اللذين لعبا دور المنفذين لخطط وأهداف السادات ورؤاه المختلفة.
والشخصية المحورية فى حياة السادات أيضا كانت زوجته جيهان السادات، التى لعبت دور العنصر الدبلوماسى الذى يمثل «تايمر» لضبط ألفاظ السادات، فكانت تحد من انفلاته وعصبيته وعفويته، وهى من أهم مراكز القوى فى عصره وكان يؤخذ برأيها إلى حد كبير، ولعبت دورا فى تحديد سياسات ذلك العصر ولكن خلف الستار على عكس ما فعلته سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق حسنى مبارك والذى كان فجا إلى حد كبير
دخول القصر الجمهورى «صك الفساد» فى حكم مبارك
مبارك «فتح الباب لرجال البيزنس.. و«أبو غزالة» كان صديقه.. و«حسين سالم» الأقرب إليهنظراً لطول عهد مبارك ظل رجاله وحاشيته يتبدلون ويتغيرون على مدار 30 عاماً، بحسب تحليل الدكتور محمد الجوادى، المحلل السياسي، الذى أشار إلى عدد من رجال الرئيس مبارك ومنهم صهراه مجدى راسخ ومحمود الجمال.
أما منير ثابت شقيق سوزان فبرز نفوذه منذ بدايات عهد مبارك، واستغل هذه الصلة بقدر استطاعته فى مجال الأعمال والبيزنس, ومن خارج العائلة كان المشير عبد الحليم أبو غزالة الذى ظل صديقا أمينا لمبارك، ثم دبرت له بعض المكائد ورحل من جوار الرئيس المخلوع, كما أن حسب الله الكفراوى وزير الإسكان السابق كان من المقربين له، ولكنه لم يستفد كثيراً كغيره.
ويضيف الجوادى أن من بين حاشية مبارك اللواء أبو الوفا رشوان، هو رجل صعيدى وأحد المشاركين فى حرب 1973، وعمل فى الحرس الجمهوري، وأخذ يتنقل من مكان إلى آخر، حتى استقر فى حراسة مبارك، التى انتقل منها إلى السكرتارية الخاصة ليصبح سكرتيراً مساعداً، ثم وكيل وزارة ثم سكرتيراً خاصاً ثم تم نقله إلى عابدين، ليصبح واسطة الرئيس السابق فى التواصل مع أى شخص، لكن دوائر أخرى داخل القصر رأت أن هذه العلاقة لا بد أن تنتهي، وصدر قرار جمهوري، بنقل أبوالوفا رشوان من منصب سكرتير الرئيس إلى منصب آخر برئاسة الجمهورية.
كما كان الدكتور أسامة الباز والدكتور مصطفى الفقى من شلة الرئيس مبارك، وكان يثق بهما لفترة ما، لكن بمجرد أن تلاحظ العائلة ارتباط مبارك بشخص ما، يتم عمل مخطط للوقيعة بينه وبينهما، وهذا كان دور رجل رئيس الديوان زكريا عزمى.
كما يعتبر حسين سالم من أقرب الأشخاص إلى الرئيس السابق، فالعلاقة بينهما تمتد لفترة طويلة بحكم أن كلاً منهما عمل طياراً فى فترة كبيرة من حياته، وقد تعرفا فى هذا المجال، واستمرت الصداقة بعد تولى مبارك مقاليد الحكم عام 1981 وحتى تنحى مبارك.
ظلت العلاقة بين سالم ومبارك قوية، ولكنها محصورة لا يعرفها سوى المقربين منهما، حتى عام 1986 عندما قدم علوى حافظ عضو مجلس الشعب السابق طلب إحاطة عن الفساد فى مصر، مستنداً فى جزء منه إلى اتهامات خاصة فى كتاب أكد كاتبه أن شركة «الأجنحة البيضاء» التى تم تسجيلها فى فرنسا، هى المورد الرئيسى لتجارة السلاح فى مصر، تتضمن أربعة مؤسسين هم منير ثابت شقيق سوزان مبارك وحسين سالم وعبد الحليم أبو غزالة وحسنى مبارك نائب رئيس الجمهورية وقت تأسيسها.
ومن بين الأصدقاء من النساء سيدة أعمال اسمها زينات الكموني، وهى صديقة مقربة من سوزان مبارك، وزوجة الطيار سمير رمضان زميل وصديق مبارك منذ نصف قرن، فالعلاقة الوطيدة بين مبارك وسمير رمضان كانت دافعاً لأن يقطنا في شقتين متجاورتين بإحدى بنايات مصر الجديدة، وتنامت العلاقة بين الأسرتين أثناء سفر مبارك في نهاية الستينيات، إلي الاتحاد السوفيتي، وصارت تعتبر منزل مبارك هو منزلها وتعرف أدق تفاصيل الأسرة المباركية.
ومن الأسماء الأخرى التى اقتربت بشدة من مبارك فتحى سرور ومفيد شهاب وصفوت الشريف وجمال عمر
0 التعليقات:
إرسال تعليق