غزوة حنين والطائف

نشرت في :
  • الأربعاء، 30 مايو 2012
  • | من قبل
  • Unknown
  • |
  • غزوة حنين والطائف


    غزوة حُنين (8 هجرية, 630 ميلادية) وقعة قامت بين المسلمين وقبيلة هوازن وقبيلة ثقيف هي فرع من قبيلة هوازن العربية (والتي لا تزال تقيم في الطائف واجزاء من مكة) في وادي حُنين بين مكة والطائف حيث انتصر المسلمون عليهم بعد صعوبة شديدة .
    سبب المعركة : هو قائد المعركة نفسه وهو مالك بن عوف الغطفاني 10 شوال 8هـ كان لفتح مكة في رمضان سنة 8هـ وبهذه الصورة القوية والمباغتة أثر بالغ في تحريك ضغائن القبائل العربية المنافسة لمضر عمومًا وقريش خصوصًا، وكانت بطون قيس عيلان بالأخص في حالة عداء تقليدية وقديمة مع بطون مضر، لذلك لما فتح المسلمون مكة، جائت قبيلة هوازن وقررت محاربة المسلمين مدفوعة بعداوة الإسلام وعداوة القبلية والعصبية.
    قرر القائد العام لقبيلة هوازن «مالك بن عوف» أن يسوق مع الجيش الأموال والعيال والنساء ليزيد ذلك من حماس المشركين في القتال ويجعلهم يقاتلون حتى الموت، إن لم يكن للنصر فللدفاع عن الحرمات، وسار جيش القبيلة حتى وصل إلى وادي أوطاس وهو على مسيرة يوم من مكة تقريبًا، ولم يعجب هذا الرأي أحد قادة الجيش المجربين ذوي الخبرة وهو «دريد بن الصمة» ولكن مالك بن عوف أصر عليه، وهدد بالانتحار إذا لم يطيعوه، فأطاعوه على سفاهة رأيه،
    وصلت أخبار هذا الجيش للرسول، فاستعد بجيش كبير يضم كثيرًا من مسلمة الفتح الذين لم يدخل الإسلام في قلوبهم بصورة كاملة، وكان الجيش كبيرًا بصورة أعجبت كثيرًا من المسلمين، وداخلهم الثقة الكاملة لحد الغرور من النصر الكاسح على المشركين، وانزعج الرسول من مقولة بعضهم: «لن نغلب اليوم من قلة».
    قام «مالك بن عوف» بوضع جيشه على شكل كمائن في مداخل ومضايق وشعب وادي حنين ويقع في منطقه جبليه وعره بين مكة والطائف وقد سبق المسلمين لهذا الوادي، ووضع خطته على مفاجأة المسلمين بالسهام القاتلة، وفي يوم 10 شوال سنة 8هـ وعند السحر دخل المسلمون وادي حنين وهم لا يدرون بوجود كمناء العدو، وفجأة انهالت السهام عليهم من كل مكان والعدو يهجم عليهم هجمة رجل واحد ( عن جابر بن عبد الله الانصاري قال في حرب الطائف (قالوا : يا رسول الله، أحرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم. فقال : (اللهم اهد ثقيفا) رواه الترمذي, وفي كتابه سنن الترمذي ، فأصيب المسلمون بالدهشة المربكة وتراجعوا بدون نظام، فركبوا بعضهم بعضًا من شدة الصدمة، وصاح بعض حديثي العهد بالإسلام مثل أبي سفيان بن حرب وكلدة بن الجنيد بما في صدورهم وعندها قام الرسول بعمل جريء، إذ عرض نفسه لمخاطرة كبيرة، إذ انحاز إلى جهة اليمين ثم نادى على المسلمين، وخصص النداء بالمهاجرين والأنصار وأهل بيعة الرضوان، حتى اجتمع عنده مائة من خاصة أصحابه، فقال النبي : «الآن حمي الوطيس» ثم أخذ قبضة من تراب الأرض ورمى بها في وجوه القوم وقال: «شاهت الوجوه» ولم تمر سوى ساعات قلائل حتى انهزم العدو هزيمة منكرة، وفروا إلى عدة أماكن مختلفة، فطائفة إلى «أوطاس» وأخرى إلى «نخلة» ومعظم الفارين إلى حصون الطائف، فأرسل الرسول عدة فرق لمطاردة الفارين، وذلك من أجل منعهم من التجمع ومعاودة الهجوم على المسلمين.
    استطاعت فرق المطاردة القضاء على الفارين، وبعدها اتجه الرسول والمسلمون مباشرة إلى الطائف حيث منازل وحصون ثقيف، وقد لجأ إليها «مالك بن عوف» ومعظم الفارين من غطفان ، وضربوا على الطائف حصارًا شديدًا، وقع خلاله مناوشات حامية بين المدافعين عن الحصن والمسلمين، حدثت خلالها إصابات كثيرة للمسلمين جعلتهم يغيرون مكان معسكرهم. حاول الرسول الضغط على المحاصرين بقطع حدائق أعنابهم (والطائف كثيره الفواكه إلى يومنا هذا)، ثم نادى سفيان الثقفي يا محمد لم تقطع اموالنا اما ان تاخذها ان ظهرت علينا واما تدعها لله و للرحم كما زعمت : فقال الرسول صلى الله عليه و سلم ( فاني ادعها لله و للرحم )، ثم أعلن أن من خرج من عبيد ثقيف للمسلمين فهو حر، فخرج إليهم ثلاثة وعشرون رجلاً، ثم حاول الهجوم بشدة ولكن أهل الحصن قد أعدوا فيه ما يكفيهم لحصار سنة، وبعد المشاورة قرر الرسول الرجوع ورفع الحصار عن الطائف.
    ولما عاد رسول الله بعد رفع الحصار عن الطائف، مكث بالجعرانة، وهو المكان الذي تم تجميع فيه غنائم حنين، وكانت كبيرة وضخمة بالمقارنة بغنائم المعارك السابقة، فقام الرسول بتوزيعها على رؤساء القبائل وأشراف مكة والمؤلفة قلوبهم، وأفاض في العطاء، حتى ازدحم عليه الأعراب والناس طمعًا في المـال، ولم يعط النـبي للأنصار من هذه الغنيمة الضخمة شيئاً، فوجد الأنصار في أنفسهم من هذا الأمر وتكلموا فيه حتى كثرت فيهم القالة، فجمعهم النبي وعظهم موعظة بليغة مؤثرة أزالت من نفوسهم أي أثر للحزن ووجد النفوس. ‏" ‏يا معشر الأنصار، مقَالَهٌ بلغتني عنكم، وَجِدَةٌ وجدتموها عليّ في أنفسكم‏ ؟‏ ألم آتكم ضلالاً فهداكم اللّه‏ ؟‏ وعالة فأغناكم اللّه‏ ؟‏ وأعداء فألف اللّه بين قلوبكم ‏؟ "‏ قالـوا‏ :‏ بلى، اللّه ورسولـه أمَنُّ وأفْضَلُ ‏.‏
    ثم قال ‏:‏ ‏" ‏ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ "‏ قالوا‏ :‏ بماذا نجيبك يا رسول اللّه‏ ؟‏ للّه ورسوله المن والفضل ‏.‏ قال‏ :‏ ‏" ‏أما واللّه لو شئتم لقلتم، فصَدَقْتُمْ ولصُدِّقْتُمْ ‏:‏ أتيتنا مُكَذَّبًا فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فآسَيْنَاك.‏
    ‏أوَجَدْتُمْ يا معشر الأنصار في أنفسكم في لَعَاعَةٍ من الدنيا تَألفَّتُ بها قوماً ليُسْلِمُوا، ووَكَلْتُكم إلى إسلامكم ‏؟‏ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) إلى رحالكم‏ ؟‏ فو الذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شِعْبًا، وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللّهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار‏ "‏‏.‏
    فبكى القوم حتى أخْضَلُوا لِحَاهُم وقالوا‏ :‏ رضينا برسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) قَسْمًا وحظاً، ثم انصرف رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم)، وتفرقوا‏
    وأنزل الله عز وجل في أحداث غزوة حنين وما جرى فيها للمسلمين من إعجاب بالنفس آيات من الذكر الحكيم في سورة التوبة، ليتأسى المسلمون بهذه الحادثة العظيمة وما فيها من دروس وعبر.
    من الجدير بالذكر ان الصحابة الذين ثبتوا في هذه المعركة هم الذين حضروا في دار الارقم ابن ابي الارقم في مكة عندما كان المسلمون مستضعفين فتربوا على يد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وثبتوا معه في حنين.
    غزوة الطائف حدثت في السنة الثامنة للهجرة، بين 12000 من قوات المسلمين بقيادة الرسول محمد و قبيلة ثقيف وبعض الفارين من هوازن. هدفت الغزوة إلى فتح الطائف والقضاء على قوات ثقيف وهوازن الهاربة من غزوة حنين.
      
     وهذه الغزوة في الحقيقة امتداد لغزوة حنين ، وذلك أن معظم فلول هَوَازن وثَقِيف دخلوا الطائف مع القائد العام ـ مالك بن عوف النَّصْرِي ـ وتحصنوا بها ، فسار إليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد فراغه من حنين وجمع الغنائم بالجعرانة ، في الشهر نفسه ـ شوال سنة 8 هـ ‏.‏
       وقدم خالد بن الوليد على مقدمته طليعة في ألف رجل ، ثم سلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم)  إلى الطائف ، فمر في طريقه على نخلة اليمانية ، ثم على قَرْنِ المنازل ، ثم على لِيَّةَ ، وكان هناك حصن لمالك بن عوف فأمر بهدمه ، ثم واصل سيره حتى انتهى إلى الطائف فنزل قريباً من حصنه ، وعسكر هناك ، وفرض الحصار على أهل الحصن ‏.‏
       ودام الحصار مدة غير قليلة ، ففي رواية أنس عند مسلم‏ :‏ أن مدة حصارهم كانت أربعين يوماً ، وعند أهل السير خلاف في ذلك ، فقيل ‏:‏ عشرين يوماً ، وقيل‏ :‏ بضعة عشر ، وقيل ‏:‏ ثمانية عشر ، وقيل ‏:‏ خمسة عشر‏ .‏
       ووقعت في هذه المدة مراماة ، ومقاذفات ، فالمسلمون أول ما فرضوا الحصار رماهم أهل الحصن رمياً شديداً ، كأنه رِجْل جراد ، حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة ، وقتل منهم اثنا عشر رجلاً ، واضطروا إلى الارتفاع عن معسكرهم إلى مسجد الطائف اليوم، فعسكروا هناك‏ .‏
       ونصب النبي (صلى الله عليه وسلم)  المنجنيق على أهل الطائف ، وقذف به القذائف ، حتى وقعت شدخة في جدار الحصن ، فدخل نفر من المسلمين تحت دبابة ،‏ ودخلوا بها إلى الجدار ليحرقوه ، فأرسل عليهم العدو سكك الحديد محماة بالنار ،‏ فخرجوا من تحتها ، فرموهم بالنبل وقتلوا منهم رجالاً ‏.‏
       وأمر رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم)  ـ كجزء من سياسة الحرب لإلجاء العدو إلى الاستسلام ـ أمر بقطع الأعناب وتحريقها ، فقطعها المسلمون قطعاً ذريعاً ، فسألته ثقيف أن يدعها للّه والرحم ، فتركها للّه والرحم ‏.‏
       ونادى مناديه (صلى الله عليه وسلم)  ‏:‏ أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر ، فخرج إليهم ثلاثة وعشرون رجلاً ، فيهم أبو بكرة ـ تسور حصن الطائف ، وتدلى منه ببكرة مستديرة يستقى عليها ، فكناه رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم)  ‏[ ‏أبا بكرة ‏]‏ ـ فأعتقهم رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم)  ، ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه ، فشق ذلك على أهل الحصن مشقة شديدة‏ .‏
       ولما طال الحصار واستعصيى الحصن ، وأصيب المسلمون بما أصيب من رشق النبال وبسكك الحديد المحماة ـ وكان أهل الحصن قد أعدوا فيه ما يكفيهم لحصار سنة ـ استشار رسول اللّه  (صلى الله عليه وسلم) نَوْفَل بن معاوية الدِّيلي فقال ‏:‏ هم ثعلب في جحر، إن أقمت عليه أخذته وإن تركته لم يضرك ، وحينئذ عزم رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم)  على رفع الحصار والرحيل ، فأمر عمر بن الخطاب فأذن في الناس ، إنا قافلون غداً إن شاء اللّه ، فثقل عليهم وقالوا‏ :‏ نذهب ولا نفتحه ‏؟‏ فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم)  :‏ ‏( ‏اغدوا على القتال ‏) ‏، فغدوا فأصابهم جراح ، فقال ‏:‏ ‏( ‏إنا قافلون غداً إن شاء اللّه ‏)‏ فسروا بذلك وأذعنوا ، وجعلوا يرحلون ، ورسول اللّه يضحك‏ .‏
    ولما ارتحلوا واستقلوا قال ‏:‏ قولوا ‏:‏ ‏( ‏آيبون تائبون عابدون ، لربنا حامدون‏ ) ‏‏.‏
    وقيل ‏:‏ يا رسول اللّه ، ادع على ثقيف ، فقال‏ :‏ ‏( ‏اللّهم اهد ثقيفاً ، وائت بهم ‏) ‏‏.‏ 

    2 التعليقات:

    إرسال تعليق

     
    تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
    المصري المثقف -2012