في داخل كـلٍّ منـّا يهودي

نشرت في :
  • الاثنين، 25 يونيو 2012
  • | من قبل
  • Unknown
  • |
  • في داخل كـلٍّ منـّا يهودي



    تقوم دنيا اليهود ومعها دينهم على فكرة (شعب الله المختار) ، وبقية الخلق غير ذلك ، وربما يكون الرب خلقهم من ذهب وفضة مخلوطة بالتراب والعسل والماء ومربى المشمش ، بينما شعوب الأرض الأخرى ومواشيهم وزروعهم من السبخ المخلوط بزيت الخروع!.
    في داخل كل منا يهودي ، هكذا فكرت وأنا أراقب سلوك الأفراد والجماعات وتذكرت قول الله تعالى (كل حزب بما لديهم فرحون) . فالجميع في بلادنا يرى أنه على صواب وسالك طريق الهدى بينما الآخر على ضلالة وفي تيه لا ينقطع ، وتستوى في ذلك القوميات والطوائف والأديان والمدن والعشائر والأحزاب والتجمعات السياسية والمنظمات والأفراد .
    الأدهى أن الافراد الذين يشتغلون في تجارات وصنائع ، والذين يشغلون مناصب في مؤسسات الدولة ، والذين يعيشون حال الكفاف ، وذوي المهن الحقيرة ، كلهم يعتقدون أنهم على صواب حتى لم نعد نميز المنحرفين والسراق والمفسدين ، بل ان الجماعات الموسومة بالدين والقومية والعشيرة صارت تدافع عن المنتمين لها دون النظر في المفاسد التي يأتون بها والمآثم التي يرتبكون ، والكل داخلون في دائرة (الشعب المختار).
    اليهود يعتقدون بفكرة قد تكون موهومة ، أو إنها كانت حقيقة في أول حصولها ثم توهموها في إطار التعالي على الغير لا في إطار المسؤولية والابتلاء كما ارادها الله في أول زمن التكليف. لكن ما في أنفسنا ليس اعتقاداً بل هو بعض من وساوس الشيطان الذي صنع في دواخلنا جبالاً من الأوهام والمشاعر الباطلة التي نظن معها أننا بمنأى عن الرقابة الإلهية والحساب العسير ولذلك نجد أن الناس في زمننا يفسدون ويتجاوزون ويحتالون ويسرقون ويكذبون لا لشيء سوى لتحقيق مآرب دنيوية زائلة . ثم هم يظنون بدفع من الشيطان أنهم غير محاسبين ، فتراهم يسوفون ويماطلون ، ويلعبون ويضحكون بينما يترصدهم الحساب والعقاب ، وسرعان ما يدفعون الثمن ، ولا يعلمون أن الله إنما يمد لهم ليستمروا في ضلالهم ثم ليأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
    لا يوجد شعب مختار فقد اصطفى الله من عباده خيرتهم ليكونوا بمنزلة الأنبياء والمرسلين والأئمة الهداة ليأخذوا بأيدي الناس الى الصلاح ، ثم إنهم يعرضون في ساحة المحشر لينالوا الجزاء. ولا حول ولا قوة الا بالله.

    هادي جلو مرعي

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

     
    تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
    المصري المثقف -2012