سلو قلبى.. لأحمد شوقي

نشرت في :
  • الثلاثاء، 5 يونيو 2012
  • | من قبل
  • Unknown
  • |

  • سلو قلبى.. لأحمد شوقي


    سلو قلبى غداةَ سلا و تابا ***  لعلّ على الْجمالِ له عِتابا
    ويسألُ فى الْحوادثِ ذو صوابٍ ***  فهلْ تركَ الْجمالُ له صَوابا
    وكنتُ إذا سألتُ الْقلبَ يومًا  ***  تولـّى الدّمعُ عن قلبى الْجوابا
    ولي بينَ الضّلوعِ دمٌ و لحمٌ  ***  هما الْواهي الّذي ثـَكلَ الشّبابا
    تسرّبَ في الدّموعِ فقلْتُ ولـّى ***  وصفّقَ فى الْقلوبِ فقلْتُ تابا
    ولو خـُلِقتْ قلوبٌ من حديدٍ ***  لما حمَلتْ كما حَمَل الْعذابا
    ولا يُنبيكَ عن خـُلقِ الليالي ***  كمنْ فـَقدَ الأحبّة و الصِحابا
    فمن يغترّ بالدّنيا فإني ***  لبـِست بها فأبْليتُ الثـّيابا
    جنيتُ بأرضها وردًا وشوكًا  ***  وذقتُ بكأسِها شهْدًا وصابا
    فلم أرَ غيرَ حـُكمِ الله حـُكمًا ***  ولم أرَ غيرَ بابِ الله بابا
    وأنّ البـِرَّ خيْرٌ في حياةٍ  ***  وأبْقى بعْدَ صاحبِه صَوابا
    نبيّ البـِرِّ بيّنَهُ سبيلاً  ***  وسنّ خلالَه وهدى الشِّعابا
    وكان بيانـُه فى الْهدْي سبْلاً  ***  و كانتْ خيلُه للْحقِّ غابا
    وعلّمنا بِناءَ الْمجدِ حتّى ***  أخذنا إمْرةَ الأرضِ اغتصابا
    وما نيْل الْمطالِبِ بالتـّمني  ***  ولكن تـُؤخذُ الدّنيا غِلابا
    وما استعصى على قومٍ منالٌ ***  إذا الإقدامُ كان لهمْ رِكابا
    أبا الزّهراءِ قد جاوزتُ قدّري  ***  بـِمَدْحِكَ بيْد أنّ لي انتِسابا
    فما عرفَ الْبلاغةَ ذو بيانِ ***  إذا لمْ يتّخذكَ له كِتابا
    مدحتُ المالكينَ فزدّتُّ قدْرًا ***  وحينَ مدَحْتـُكَ اجْتـِزْتُ السّحابا

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

     
    تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
    المصري المثقف -2012