سلو قلبى.. لأحمد شوقي
سلو قلبى غداةَ سلا و تابا *** لعلّ على الْجمالِ له عِتابا
ويسألُ فى الْحوادثِ ذو صوابٍ *** فهلْ تركَ الْجمالُ له صَوابا
وكنتُ إذا سألتُ الْقلبَ يومًا *** تولـّى الدّمعُ عن قلبى الْجوابا
ولي بينَ الضّلوعِ دمٌ و لحمٌ *** هما الْواهي الّذي ثـَكلَ الشّبابا
تسرّبَ في الدّموعِ فقلْتُ ولـّى *** وصفّقَ فى الْقلوبِ فقلْتُ تابا
ولو خـُلِقتْ قلوبٌ من حديدٍ *** لما حمَلتْ كما حَمَل الْعذابا
ولا يُنبيكَ عن خـُلقِ الليالي *** كمنْ فـَقدَ الأحبّة و الصِحابا
فمن يغترّ بالدّنيا فإني *** لبـِست بها فأبْليتُ الثـّيابا
جنيتُ بأرضها وردًا وشوكًا *** وذقتُ بكأسِها شهْدًا وصابا
فلم أرَ غيرَ حـُكمِ الله حـُكمًا *** ولم أرَ غيرَ بابِ الله بابا
وأنّ البـِرَّ خيْرٌ في حياةٍ *** وأبْقى بعْدَ صاحبِه صَوابا
نبيّ البـِرِّ بيّنَهُ سبيلاً *** وسنّ خلالَه وهدى الشِّعابا
وكان بيانـُه فى الْهدْي سبْلاً *** و كانتْ خيلُه للْحقِّ غابا
وعلّمنا بِناءَ الْمجدِ حتّى *** أخذنا إمْرةَ الأرضِ اغتصابا
وما نيْل الْمطالِبِ بالتـّمني *** ولكن تـُؤخذُ الدّنيا غِلابا
وما استعصى على قومٍ منالٌ *** إذا الإقدامُ كان لهمْ رِكابا
أبا الزّهراءِ قد جاوزتُ قدّري *** بـِمَدْحِكَ بيْد أنّ لي انتِسابا
فما عرفَ الْبلاغةَ ذو بيانِ *** إذا لمْ يتّخذكَ له كِتابا
مدحتُ المالكينَ فزدّتُّ قدْرًا *** وحينَ مدَحْتـُكَ اجْتـِزْتُ السّحابا
0 التعليقات:
إرسال تعليق