العيال الذين ظنوا أنفسهم كبارا

نشرت في :
  • الأحد، 26 أغسطس 2012
  • | من قبل
  • Unknown
  • |

  • العيال الذين ظنوا أنفسهم كبارا
      


    أحيانا تراودني الرغبة في البكاء مثل طفل صغير يتيم تاهت عنه أمه في الزحام. وأشعر في تلك اللحظات أننا جميعا أطفال لا فرق كبير يذكر بيننا وبين أطفالنا في علمنا ومعارفنا وأخلاقنا.
    يخيل إلينا أننا اخترقنا السماوات بعلومنا. ولو فكرنا قليلا لوجدنا أننا مازلنا في حروف أ . ب . ت . ث . وأننا كأولادنا على عتبة واحدة من الحيرة والتساؤل والجهل.
    يقول لك طفلك وهو يشاور على القمر:
    من أين جاءوا بهذا القمر يا أبي ؟
    وتجاوب عليه بكلام كثير. وتتلو عليه نظريات
    وافتراضات خلاصتها أنه لا أحد يعرف الحقيقة.
    ولا حتى أينشتاين نفسه.
    مجموعة أملي الجنة الإسلامية
    ويسألك طفلك عن جده الذي مات أين ذهب منذ موته.
    وعن أخيه الذي ولد أين كان قبل مولده .
    فلا تعرف جوابا .
    مجموعة أملي الجنة الإسلامية
    فلا أحد يعرف ماذا قبل الميلاد ولا ماذا بعد الموت.
    ولا من أين . ولا إلى أين .
    ويشاور لك على الكهرباء ويقول ما هذا ؟
    فتقول الكهرباء .
    ويسأل ما هي الكهرباء فلا تجد جوابا .
    ويسأل من أين أتت الكهرباء .
    فتحكي له حكاية طويلة عن ماكينات النور ووابور النور. وأنت لا تدري ما النور. ولو سألت علماء الطبيعة كلهم ما وجدت فيهم واحدا يستطيع أن يدلك على ماهية النور وكنهه، ولا حتى نيوتن، ولا أفوجادرو، ولا فاراداي .
    وما أجهلنا على الدوام .
    مجموعة أملي الجنة الإسلامية
    ابتكرنا علم النفس وكتبنا فيه المراجع و نحن لا ندري ما هي النفس .
    واخترعنا الساعات لنقيس الزمن ونحن لا نعرف ما هو الزمن
    مجموعة أملي الجنة الإسلامية
    وسكنا الأرض منذ ملايين السنيين ومازلنا لا نعرف عنها إلا قشرتها .
    مجموعة أملي الجنة الإسلامية
    ويجتمع شهود الحادثة الواحدة فيختلفون في روايتها ويحكيها كل واحد بصورة . وهذا شأن الحادثة التي لم تمر عليها ساعة فما بال التاريخ الذي مر عليه ألوف السنين وكتبت فيه المجلدات، وكلها تخييل .
    وما أبعدنا دائما عن الحقيقة .
    مجموعة أملي الجنة الإسلامية
    وما أقل ما نعلم .
    وما أقرب الفارق بيننا وبين أطفالنا في علمنا
    ومعارفنا .
    مجموعة أملي الجنة الإسلامية
    بل ما أقرب الفارق بيننا وبين أطفالنا في أخلاقنا نحن الأوصياء والمربيين وكل منا يحتضن أملاكه كما يحتضن الطفل لعبته ولا يطيق أن تمسها يد منتفع.
    وفينا البخيل والشره، والأكول والطماع، ومن يسيل لعابه على المليم .
    والطفل يخطف والكبير يسرق .
    والطفل يضرب والكبير يقتل .
    والطفل يمد يده بالإيذاء والكبير يمد عصاه وسكينه.
    والطفل يرمي بحصاة والكبير العظيم يرمي بقنبلة ذرية.
    ألا يحق لي بعد ذلك أن أبكي على هذا العالم من العيال الذين ظنوا أنفسهم كبارا ؟!

    د . مصطفى محمود

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

     
    تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
    المصري المثقف -2012