الدعاة المستقلون

نشرت في :
  • السبت، 17 سبتمبر 2011
  • | من قبل
  • Unknown
  • |
  •  الدعاة المستقلون
     

    ظهر في الفترة الأخيرة العديد من الدعاة المؤثرين ذوى الشعبية الواسعة, و ساعد على لمعان هؤلاء الدعاة وجود وسائل الاتصال الجديدة كالفضائيات و الانترنت و الـ CDs بالاضافة للوسيلة القديمة التي مازالت فعالة في مصر و هي شرائط الكاسيت, و اعتبر البعض أن ظهور هؤلاء الدعاة هو ظاهرة جديدة على واقع الحركة الاسلامية الحديثة, حتى ظن البعض أن ظهور هؤلاء الدعاة مؤذن بزوال الجماعات الاسلامية المختلفة و أن هؤلاء الدعاة الجدد سيسحبون البساط من تحت أقدام الحركة الاسلامية بمختلف فصائلها.

    لكن حقائق التاريخ القريب تشير إلى ضحالة هذا الرأي الذي يرى أن الدعاة المستقلين عن الجماعات الاسلامية هم ظاهرة جديدة على الحركة الاسلامية المعاصرة في مصر, ذلك لأنه في الماضي القريب كان الدعاة المستقلون موجودون بشكل بارز و معتاد في الساحة المصرية بل إن أشهر خطيب في العالم الاسلامي في العصر الحديث هو الشيخ عبدالحميد كشك و قد كان داعية مستقلا و لم يكن عضوا في أي جماعة اسلامية, فوجود دعاة مشهورين مستقلين عن كل الجماعات الاسلامية أمر معروف و هو من ثوابت تاريخ الحركة الاسلامية المصرية في العصر الحديث لكن الذين يحبون أن يوصفوا بخبراء الحركة الاسلامية دون أن يبذلوا مجهودا كافيا في دراسة و فهم تاريخ و أفكار الحركة الاسلامية يشيعون أراءا غريبة ليس لها أي مستند علمي ليس من أجل شئ سوى أن لا يعلنوا الحقيقة الساطعة و هي أنهم لا يعلمون شيئا ذا بال عن الحركة الاسلامية و إنما يبنون أراءهم على مجرد تخيلات بعيدة كل البعد عن الواقع أو الموضوعية العلمية.

    لقد شهدت الحركة الاسلامية في كل مراحلها ظاهرة الدعاة المستقلين عن الجماعات الاسلامية, و كان كثير منهم عمالقة لا يمكن أن يطاولهم أكثر الدعاة المستقلين الموجودين الآن, فمن الآن في مثل حجم الشيخ أحمد المحلاوي الذي ناصب السادات العداء في السبعينات حتى هاجمه السادات في خطبه الأخيرة و اعتقله؟

    و قد خرج أكثر من مليون متظاهر في الاسكندرية محتجين ضد اعتقال الشيخ أحمد المحلاوي في سبتمبر 1981م.

    و من الآن من الدعاة المستقلين في حجم الشيخ العلامة محمد الغزالي؟
    و قد كان أيضا مستقلا عن الجماعات رغم قربه الفكري من الاخوان المسلمين.

    و من كالشيخ محمد الشعراوي؟
    و من كالشيخ الدكتور عبدالرشيد صقر؟
    و حتى على مستوى العالم العربي من الآن كالشيخ محمد ناصر الدين الألباني, الذي رغم أنه نظر تنظيرات عديدة تبناها السلفيون إلا أنه لم يكن ينتمي لأي جماعة, و مثله الكثيرون.

    و الشاهد من هذا الكلام كله أن ظاهرة ما يسمى بالدعاة الجدد ما هي إلا ما نسميه نحن بـ "الدعاة المستقلين" و هم دعاة يظهرون في كل زمان و مكان لا ينتمون للجماعات الاسلامية الموجودة تنظيميا و إن بدا أن بعضهم قريب من هذه الجماعة أو تلك على المستوى الفكري فقط و ليس التنظيمي, و لكن الذي أدى إلى زيادة لمعان نجم دعاة هذه الأيام المستقلين هو كما قلنا سابقا انتشار و زيادة دور القنوات الفضائية و افسحها الطريق أمام هؤلاء الدعاة للظهور و الانتشار, بالاضافة لشبكة الانترنت و الـ CDs , بجانب شرائط الكاسيت.

    فمن ثوابت واقع العمل الاسلامي وجود الجماعات الإسلامية بمختلف تياراتها بجانب العديد من الدعاة المستقلين ذوي الشعبية الكبيرة.

    و من ثوابت واقع هؤلاء الدعاة المستقلين هو قرب كل منهم فكريا فقط و ليس تنظيميا بدرجات متفاوتة من هذه الجماعة أو تلك من الجماعات القائمة على الساحة.

    و في الواقع فإن هؤلاء الدعاة المستقلون عددهم أكبر بكثير مما يظن الكثيرون فهم ليسوا فقط المشهورين في وسائل الاعلام بل يوجد العشرات من الأقل شهرة ممن يشتهرون عبر المساجد و شرائط الكاسيت و الانترنت كما يوجد المئات من المغمورين, و لكل منهم أتباعه و مريديه كل بقدره.

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

     
    تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
    المصري المثقف -2012