الأناركية والعنف
اللاسلطوية والعنف أصبحا متصلين للغاية في الأفكار الشعبية، خصوصا في مفهوم "دعاية العمل" التي تبناها عدد من اللاسلطويين في مهاية القرن التاسع عشر فانخرطوا في عدد من الحوادث العنفية. الفكر اللاسلطوي هو فكر متنوع جدا من ناحية مسألة العنف. بعض اللاسلطويين عارضوا القسرية وبعضهم أيدها خصوصا في الثورة الاجتماعية للوصول للاسلطوية. اللاسلطوية أيضا فيها مدارس فكرية ترفض كل العنف (اللاسلطوية اللاعنفية). العديد من اللاسلطويين يعتبرون الدولة كيانا قائما على العنف سواء بشكل مباشر أو غير مباشر حيث تمنع الناس من الالتقاء حول حاجاتهم الأساسية، فيدعون إلى العنف للدفاع عن النفس. أول نشرة لاسلطوية في العالم كانت تحمل اسم الثورة السلمية وكانت تسترشد بأفكار تولستوي اللاعنفية.
دعاية العمل
في أواخر القرن التاسع عشر، بدات الاتحادات النقابية اللاسلطوية استخدام تكتيكات الاضراب العام. كان هذا يواجه بالعنف وبعض الاضرابات انتجت المجازر بحق العمال المضربين من الشركة، الجيش، وعصابات الدولة؛ وأيضا من عملاء أرباب العمل. مجموعة بينكرتون الأمنية كانت الأكثر سمعة سيئة في الولايات المتحدة حيث كانت تعين العصابات وكانت مسؤولة عن قتل أعداد هائلة من النقابيين واللاسلطويين. في هذا المناخ، بعض اللاسلطويين بدؤوا في اعتماد وممارسة الارهاب والاغتيال، وأطلقوا على نشاطهم "دعاية العمل". الرئيس الأميركي ويليام ماكينلي أغتيل من قبل ليون سيزولغوز، جمهوري سابق، وقال أنه تأثر بالأعمال اللاسلطويةلإيما غولدمان وآخرين. أدينت نشاطات ليون من العديد من اللاسطويين ولكن الاعلام أعلن أنه لاسلطوي رغم عدم انتمائه لأي منظمة لاسلطوية. تحدثت غولدمان عنه ووصفت نشاطه بأنه نتيجة مجتمع قائم بالأساس على العنف. ودفاعها عن ليون ووجه بنقد حاد من الصحافة اللاسلطوية.
الرأي العام
الاعلام والصحافة ساهما في في تصوير أن اللاسلطويين هم ارهابيين عنفيين. هذا الرأي تأثر بأحداث "تظاهرة هاي ماركت"، حيث اتهم اللاسلطويين برمي قنبلة على الشرطة بسبب مشاركتهم في اجتماع عقد في شيكاغو.
اللاسلطوية اللاعنفية
اللاسلطوية اللاعنفية هي شكل من اللاسلطوية التي ترفض بالكامل أي شكل للنف لأي غرض. من منظريها ليو تولستوي والمهاتما غاندي حيث يعتبران أبرز رموزها إلى جانب هنري دافيد ثوريو وبارت دي ليت. هنري دافيد كان أول من كتب تحت عنوان العصيان المدني فأثر في المقاومة السلمية لكل من ليو تولستوي والمهاتما غاندي.واللاسلطوية اللاعنفية تتفق في أجزاء كثيرة مع اللاسلطوية المسيحية. فأول حركة لاسلطوية سلمية واسعة كانت من قبل أنصار تولستوي في روسيا، التي كانت حركة فلاحية وقامت على الكومونات اللاسلطوية اللاسلمية التطوعية وعلى مبادئ مسيحية لاسلطوية تتبنى اللاعنف المطلق وترفض كل السلطات القسرية. بارت دي ليت كتب "الخضوع للعنف"، وأفكار غاندي كانت شهيرة في هذا العمل وعمل ريتشارد "قوة اللاعنف". كحركة عالمية اللاسلطوية اللاعنفية ظهرت بقوة بعد الحرب العالمية الثانية خصوصا في حملات نزع السلاح النووي.
النظرية اللاسلطوية
هناك العديد من وجهات النظر في اللاسلطوية عن العنف. تقاليد تولستوي على المقاومة اللاعنفية موجودة بين عدد من اللاسلطويين. لاسلطويين آخرين يؤمنون بالعنف خصوصا الدفاعي كوسيلة للتصدي يمكن أن تقود للثورة الاجتماعية. اريكو مالاتيستا الشيوعي اللاسلطوي قال إنه من الضروري التدمير عبر العنف، بما أنه لا يوجد وسيلة أخرى، العنف الذي ينكر (وسائل الحياة والتطور) للطبقة العاملة. اللاسلطويين الذين يحملون هذه الفكرة يؤيدون العنف كضرورة للتخلص من عالم الاستغلال وخصوصا الدولة. إيما غولدمان قالت أن كل الحكومات تقوم على العنف، وهذا سبب من أجل معاداتها. غولدمان في بداية نشاطها لم ترفض نشاطات عنفية كالاغتيال، ولكنها غيرت رأيها عندما ذهبت لروسيا، ورأت عنف الدولة الروسية والجيش الأحمر. ومنذ ذلك الوقت أدانت استخدام الارهاب، خصوصا من قبل الدولة، وقالت بأن العنف هو وسيلة للدفاع عن النفس. وجهات نظر إيما غولدمان كانت متحفظة مع جوهان موست وأنصار دعاية العمل الآخرين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق