خبيئة العمل الصالح

نشرت في :
  • الأربعاء، 14 مارس 2012
  • | من قبل
  • Unknown
  • |
  • حال بعض السلف وخبيئة العمل الصالح


     
     كان أبو بكر الصديق-رضي الله عنه-يذهب إلى بيت امرأة عجوز كفيفة البصر,
     فيكنس بيتها، ويحلب شاتها،ولحقه ذات يوم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه-
     فلما خرج سأل العجوز عنه. فقالت:يأتيني كل يوم فيعمل كذا وكذا،
     فبكى عمر- رضي الله عنه-وقال: ويحك يا عمر أعثرات أبي بكر تتبع يا عمر!! ...
     
    وقال سفيان بن عيينة: قال أبو حازم: "اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك".
     
    وقال أيوب السختياني: "لأن يستر الرجل الزهد خير له من أن يظهره".
    وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك,
    فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.
     
     وكان ابن سيرين يضحك بالنهار, فإذا جن الليل فكأنه قتل أهل القرية.
     
    وقال بشربن الحارث: لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس. وقال أيضًا: لا تعمل لتذكر, اكتم الحسنة كما تكتم السيئة.
       

    وقال الحسن البصري: إن كان الرجل ليجلس المجلس فتجيئه عبرته, فيردها,
     فإذا خشي أن تسبقه قام ..
     
    قال عبد الرحمن بن مهدي: قلت لابن المبارك: إبراهيم بن أدهم ممن سمع؟
    قال: قد سمع من الناس, وله فضل في نفسه, صاحب سرائر,
     وما رأيته يظهر تسبيحًا ولا شيئًا من الخير.
     
    وقال نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت أحدًا ارتفع مثل مالك,
     ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون له سريرة .
     
    وروى الذهبي: كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح
    لا تعلم به زوجته ولا غيرها ..
     
    وكان زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما يحمل الخبز بالليل
     على ظهره يتبع به المساكين في الظلمة ،
    ويقول : إن الصدقة في سواد الليل تُطفِئ غضب الرب .
    كان ناس من أهل المدينة يعيشون ، لا يدرون من أين كان معاشهم ،
     فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل .
    عن عمرو بن ثابت قال: لما مات علي بن الحسين ،
    وجدوا بظهره أثرا مما كان ينقل الجرب بالليل إلى منازل الأرامل .
    وقال شيبة بن نعامة : لما مات زين العابدين  وجدوه يعول مائة أهل بيت .
     
    الأسباب المعينة على قبول عمل الخبيئة
     
    -1الإخلاص لله سبحانه ،لأن الدافع والباعث على عمل السر
     هو أن يكون لله تعالى وحده وأن يكون بعيداً عن أنظار الناس.
    -2استواء ذم الناس ومدحهم
    :بمعنى أن يربى المرء نفسه على أن
    ذم الناس له ومدحهم عنه متساويين ولا يحرك في نفسه شيء،
     وقد سبق أن بعض العلماء كان يُعلم تلاميذه فيقول لهم: [اجعلوا الناس من حولكم كأنهم موتى]
    لأن الهدف من العمل هو إرضاء الله سبحانه .
    -3
    الحرص على كمال العمل الصالح :
    أي يحرص الإنسان أن يكون عمله كاملاً ليحسن ويقبل قال تعالى
    {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} هود:7
     

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

     
    تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
    المصري المثقف -2012