أنها بغداد !!!

نشرت في :
  • الجمعة، 2 مارس 2012
  • | من قبل
  • Unknown
  • |

  •  
    أنها بغداد !!!

    alt
    alt
    أنها بغداد أيها الأوغاد

    !!!
    alt
    بغداد كعبة العلماء أسم كان للكون كله منارة كان للعلم شمس وعنوان، بغداد التي لم تخلو قصيدة من أسمها... ولم يبرز عالم إلا ونهل من نهر علمها وبحر خيرها، كان أسمها عنوان العراق...
    أين ما ذكرت أسمها وقف الجميع إحتراما لها، إحتراما لمكانتها، إحتراما لعلمها، إحتراما لمن تخرج من مدارسها وجامعاتها، إحتراما لقبابها ومنائرها،
    alt
    إحتراما لتاريخها وقادتها، إحتراما لعمارتها الفريدة.
    alt
    في بغداد لم أسمع كلمة محجبة بل سمعت البوشية والعباية وعشت عصر الميني جوب وشرطة الآداب والخنافس، في بغداد كان بائع الحليب العادي والمعقم يطرق بابنا صباح كل يوم،
    alt
    في بغداد كان باص المدرسة يقلني في السابعة من صباح كل يوم، في المدرسة كان هناك مطعم نتناول فيه وجبة الفطور والغداء
    ومنه كرهت شيئا أسمه فاصوليا بقدر كرهي للطائفية والإرهاب.
    alt
    بغداد الجميلة كانت قبلة للكون منها يقتبس العالم كيمياء، فيزياء، شعر، فلسفة، عمارة، بلاغة، طب، بغداد كانت ملجأ المحتار، حامي الدخيل، سند المحتاج، منبع الأساتذة الذين أوجدوا وأسسوا العلم والمؤسسات في كل دول العرب الخليجية منها خاصة،
    alt
    بغداد كانت جنة وكان الخليج كله صحراء جرداء قاحلة، في بغداد كان الخضار والجمال مميزا، كان الحب والغزل والإنفتاح، كان العلم والدين والخمر والليالي الملاح كلها تسير في خطوط متوازية ولا تتقاطع أبدا.
    alt
    في بغداد كان اليهودي أخو المسلم وكان الكردي أخو العربي وأخو التركماني في بغداد كان اليزيدي يمارس طقوسه وكان الصابئي يتوضأ في دجلة في بغداد ولد أول تلفزيون عربي،
    alt
    في بغداد ولدت الزوراء وحبزبوز، في بغداد قامت المستنصرية والسمؤال، في بغداد ولدت أروع قصص الحب والأخاء والتآخي،
    alt
    في بغداد عرضت أرقى المسرحيات وعلى شاشات سينماتها عرضت أروع الأفلام، زارها كبار العظماء والملوك والسلاطين والرؤساء، وعلى أرض بغداد أنشد عمالقة الغناء أروع القصائد وأجمل الألحان، على بغداد مرت أشد الأزمات وأمر وأشرس الغزوات، غزتها أعاصير الشر وفلول الحقد والإجرام.
    alt
    في بغداد صار لون دجلة
    أزرق في يوم من الأيام عندما أنتقم الغزاة من مكتبة بغداد قبل أن يقتلوا أهل بغداد لأن العلم والكتاب كان هو رمز بغداد وقلب بغداد وروح بغداد، في بغداد للمتنبي شارع أنجب العظماء وعلم كبار العلماء، كانت
    القاهرة تؤلف وبيروت تطبع وبغداد وأهل بغداد تقرأ.
    alt
    في بغداد كان كل شيء محلل الا الدم فهو حرمة الحرمات، في بغداد ولدت وأول ما سمعت كانت حروف الحب أبو نؤاس، الرشيد، المنصور، المتنبي، فيصل، الباشا، ، الأنكليز، كلية بغداد، طب بغداد، جامعة بغداد، مطار بغداد، جواد سليم، سليمة (باشا) مراد، ناظم الغزالي،
    alt
    يوسف عمر، القبنجي، الجواهري، الرصافي
    كهوة الزهاوي، فندق السندباد. سميراميس. الرشيد. تايكرس بالاس، لندن، بيروت، الشام، عيد الجيش، عاشور تمن وقيمة، الكريسماس، عيد راس السنة، المعهد البريطاني، المركز الثقافي الفرنسي، الخطوط الجوية العراقية، البصرة، جزيرة السندباد، شقلاوة، صلاح الدين،
    alt
    شلال گلي علي بيك، الكاظم، أبو حنيفة، شيخ عبد القادر (أبو القبقاب)، علي والحسين والعباس، النجف وكربلاء، كرخ ورصافة، بابل وجنائنها المعلقة ..
    alt
    في مدرستي وفي صفي كان صديقي يهودي أسمه صباح حسقيل واللآخر أسمه نمير ناجي، وكان يجلس جنبي على نفس الرحلة (المقعد) فكري أبن زرياب العراق جميل بشير، مديرة المدرسة كانت لبنانية الأصل لها هيبة وسطوة لايجاريها فيها أكبر عتاة العصر. في المدرسة تعلمنا الأنكليزية قبل العربية، تعلمنا الحب قبل الكراهية، تعلمنا أن هناك أديان وليس دين واحد، تعلمنا الموسيقى والرياضة ولم نسمع
    أبدا أن هناك مذاهب تكره بعضها، كان معنا الأرمن، التلكيف،
    الآشورين وكان ملاصقا لجدار مدرستنا مدرسة للراهبات خاصة بالبنات وبيت شيخ يزيدي لاأذكر أسمه شاهدت عنده مره طاوس من معدن الصفر (النحاس المطروق).
    alt
    في بغداد كان جارنا من اليمين كردي ومن اليسار مسيحي ومن بعد داره كان هناك ثلاث دور واحد لأرمني وأثنان للكلدان ومن خلف دارنا كان دار أبو عمر التركماني كنت أرى فسيفساء العراق كله يحيط بي من كل جانب ولم أكن أشعر بالفرق بين هذا وذاك. في بغداد نشأت ولم أتعلم غير الحب والوئام والثقافة دينا، ترعرت ولم يدوي في أذني مع نبضات قلبي سوى أسم بغداد
    كانت بغداد هي الشهيق وهي الزفير،
    كانت بغداد هي المن والسلوى،
    alt
    كانت بغداد هي الكون والعالم كله في ذهني وفي أذني لم أسمع بدبي ولا أبو ظبي ولم أعرف شيئا أسمه قطر أو عمان بل وحتى البحرين اللهم إلا أسم الكويت كان مطروقا أحيانا، كنت أسمع أن هناك صحراء جرداء أسمها الكويت كان أهلها ينهلون علما وطعاما وماءا وخيرا من البصرة يفدون إليها بحرا تلك هي دول الخليج العربي اليوم .
    alt
    في بغداد نشأت وترعرت وكبرت وكانت بغداد تكبر معي كنت أراها أمي وأبي، حبيبتي وعشيقتي، شاعرتي وملهمتي، كنت أسافر وكنت أسأل من أين أنت كنت أجيب أنا من بغداد قبل أن أقول أنا من العراق لأنهم كانوا يخلطون بين العراق وإيران باللفظ حين ذاك، بغداد كانت أسمي وعنواني ووطني، كنت أفخر بالدينار العراقي وقوته وأنا في عز عواصم الغرب عندما أجد ديناري العراقي أصرفه بثلاثة دولارت أمريكية خضراء وجنيهين أسترلينية وأثني عشر ماركا المانيا غربيا حينها، كنت أحمل النوط أبو العشرة وأتفاخر به كمن يحمل العراق وحضارته وآثاره وتاريخه كله معه ...
    تلك هي بغداد التي عشقتها دوما وأبدا وتركتها وجودا ولم أتركها حبا وإلهاما وعشقا وهياما وفخرا فمن يعقل أنها نفس بغداد الموت والخراب والدمار والبؤس والشقاء والأوساخ والقاذورات ودجلة الجاف وأبو نؤاس المحاصر بالحواجز الكونكريتية ورأس المنصور المقطوع
    !!!!!
    alt
    يا إلهي هل أنا في حلم أم علم ؟؟؟
    أين ذهب الفنانون والشعراء والممثلون، أين جواد سليم ورافع الناصري ومحمد غني
    حكمت،و فائق حسن
    alt
    وكاشف الغطاء وجعفر أبو التمن.
    alt
    أين الباشا نوري السعيد والملك فيصل الاول
    alt
    عمالقة العراق؟؟؟؟
    أين يوسف النعمان وجعفر الكويتي وعبد الأميرعلاوي وصائب شوكت وسلمان تاج الدين
    جهابذة الطب في بلد الحضارات؟؟؟
    alt
    أين تجار الشورجة والدهانة أعمدة وأعلام تجار العراق؟؟؟
    يا الهي .....هل أنا في حلم أم علم ؟؟؟
    أكتب اليوم وأنا أشاهد حفل أفتتاح دورة الألعاب
    الآسيوية في دوحة قطر هذا الحفل الخرافي الذي نقل قطر الى محفل آخر وتصنيف آخر من العالم المتحضر وأسأل:
    أين وصلت بغداد وأين أوصلتم بغداد يا أهل بغداد
    وسادة بغداد؟؟؟
    ثلاثة مليارت دولار كلفة المنشأت الرياضية الجديدة في قطر
    والعراق بلا كهرباء ولا ماء ولا مجاري...
    alt
    هل سمعتم أين وصلت الحضارة والتقنية في العالم ؟؟؟
    هل شاهدتم دبي كيف كانت وكيف أصبحت ؟؟

    دبي كانت صحراء والعراق كان جنة واليوم في دبي اليوم الحكومة كلها الكترونية كل شيء يعمل بالحاسوب لاملفات ولا أضابير ولاطابور إنتظار ولا رشاوي ولا
    واسطات في دبي اليوم الدوائر الحكومية كانها فنادق خمسة نجوم بدون مبالغة، دائرة الكاتب العدل الكترونية ومكتبه يضاهي مكتب أكبر وزير في حكومات البؤس والشقاء،
    alt
    في دبي اليوم أعلى برج بالعالم وأكبر فندق وأكبر ميناء وأكبر وأرقى مطار لاتجد مثيله في كل أوربا وأمريكا، في دبي سباق مع الزمن والبناء بين الحكومة والمواطن وبين الحداثة والعمران والتكنلوجيا في دبي الحكومة تعمل من أجل بناء الوطن والأنسان،
    في دبي اليوم المواطن البدوي يتكلم الأنجليزية بطلاقة وبلكنة اأمريكية أو أنجليزية ملكية بحتة وفي العراق اليوم العالم يقتل أو يهاجر،
    في دبي التلميذ يتعلم فن المحادثة وآداب المائدة والأتكيت وفي العراق التلميذ يرضع الطائفية .....
    والعنف والحقد والكراهية و الجهل والتخلف.
    alt
    في دبي توجد مدينة للطفل ومدينة للمعرفة ومدينة للأعلام ومدينة للأنترنيت ومدينة للطب وواحة للسجاد وأكبر سوق ذهب في العالم،
    في دبي تعيش 167 جنسية من مختلف الأعراق والأصول والأديان تحت راية القانون الصارم،
    alt
    في دبي شرع قانون جديد يضع غرامة على مخالفي الأشارة الضوئية من المواطنين بقيمة عشرة الآف درهم أي ثلاثة الآف وثلاثمائة وستون دولار أمريكي
    نعم وأكرر 3360 دولار وعلى المقيم بالتسفير مباشرة وعلى أول طائرة إن خالف الأشارة الحمراء
    alt
    وفي العراق يحكم على القاتل والذباح والمختلس بستة أشهر سجن !!!!
    يا الهي هل أنا في حلم أم علم ؟؟؟
    alt
    كان في العراق ثلاثة ملايين مصري يقيمون ويعملون ويعيلون عوائل ويعلمون أجيال في بلادهم من خير بغداد وفي مصر اليوم مليون عراقي مهاجر باحثا عن الأمن والأمان ولا شيء غيرهما.
    alt
    أنظروا الى أبو ظبي وعجمان والفجيرة والرياض والبحرين وعمان وماليزيا وتايلند والهند والباكستان أين وصلت
    وأصبحت...؟؟
    وأين أضحت بغداد وأمست ؟؟
    alt
    لبنان وبيروت دمرت كلها وعمرت
    وبغداد تدمر يوما بعد يوم و لاتعمر ؟؟؟
    هل هو النصيب أم أنه القدر الأشر ؟؟؟
    بغداد والفقهاء سابقا...
    التي تكالب عليها العلماء أنقضت عليها كل غربان الشر
    وأساتذة الذبح وفقهاء الفرقة والجهل والتخلف،
    هجرها المثقفون وأحتلها الفاسدون والمخربون والغجرalt

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

     
    تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
    المصري المثقف -2012