موتوا بجهلكم
"الغاية تبرر الوسيلة" جملة شهيرة قالها الفيلسوف والسياسي الإيطالي نيكولو مكيافيلي فهو صاحب دور هام في تطور الفكر السياسي في أوربا والقضاء علي سيطرة الكنيسة في فترة القرون الوسطي عن طريق نظرياتة وأفكارة، ولكن عندما يذكر أحد هذه الجملة أمامي لا يتبادر إلي ذهني ميكافيلي إنما أتذكر جماعة الأخوان "المسلمون" اللذين طبقوا هذه المقولة بمنتهي الإتقان رغم أن هذه المقولة تعادي الإسلام وشريعته لأعتمادها علي الكذب والرياء للوصل إلي سدة الحكم وذلك لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم المذكور في الصحيحين " ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيراً وينمي خيراً"، وإن كانوا يعلمون بهذا الحديث لأنهم مسلمون - كما يدعو- ورغم ذلك اعتادوا الكذب فهم منافقون لهم جزاء عظيم أما إن كانو لا يعلمون فهم جاهلون ولن يتقدموا أبداً.
وأعتاد الأخوان المسلمون منذ نشأتهم في عام 1928 ممارسة التجارة بإسم الدين ففي عام 1946 أرسل الملك فاروق إلى حسن البنا يستشيره فى تعيين إسماعيل صدقى رئيسا للوزراء بدلا من وزارة النقراشى باشا الأولى "الذي أغتاله الإخوان المسلمون لاحقاً " ، فما كان من مؤسس الجماعة إلا أن رحب وأشاد بما أسماه الإمام حسن البنا بـ "حسن الاختيار"، ثم تبادل المرشد ورئيس الوزراء الجديد الزيارات وباقات الورود ..
وتمادى «إخوان الإمام حسن البنا» فى مدح إسماعيل صدقى وإعتبروا تكليفه بتشكيل الوزارة تكريم للوزارة، وحدث أن ألقي "مصطفى مؤمن" زعيم الإخوان بخطاب في الجامعة يمتدح وينافق رئيس الوزراء الجديد مستشهداً بالآية الكريمة "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً" سورة مريم آيه 54 .. وعندها إشتعلت في مصر مظاهرات الطلبة والعمال التى قادتها «اللجنة الوطنية للطلبة والعمال» .. وحينها تم التعامل مع مظاهرات الطلبة ضد إسماعيل صدقى بالقمع والتنكيل ووصف المصريين بالرعاع .. ولم يتوقف الأخوان عند هذا الحد فاستخدام شعارات إسلامية في الدعايا للمرشحين في الإنتخابات كشعار "الإسلام هو الحل" .. ومؤخرا عند تقديم خيرت الشاطر للترشح في إنتخابات الرئاسة قال عنه المرشد العام لجماعة الأخوان دكتور محمد بديع أنه خرج من السجن ليحكم مصر فهو يوسف العصر الذي خرج من السجن ليخرج مصر من سنواتها العجاف؛ وهذا تشبيه آخر بين قصة نبي الله يوسف عليه السلام مع مرشحهم للرئاسة كنوع آخر من الدعاية الدينية .. وأفضل رد علي من يتاجرون بإسم الدين قوله تعالي " إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " سورة آل عمران آيه (77)، فهم يكذبون وهم يعلموا أنهم يكذبون ونحن نعلم أنهم يكذبون ورغم ذلك سيستمروا يكذبون حتى أصبح الكذب دينهم والنفاق سيماتهم واستغفال الناس غايتهم.
ولكن كل ماسبق يخص أخلاق الأخوان فهي بالطبع أخلاق لا ترضي أقل الناس أحتراماً ومن يمتلك مبادئ محددة، ولكن أن صح دورهم السياسي فمرحي بهم رغم أختلافي مع أخلاقهم ولكن مع استعراضي لدورهم السياسي منذ نشأتهم لم أجد أي اختلاف بين سوء أخلاقهم وسوء أدائهم السياسي وخيانتهم المستمرة لكل من يساعدهم واقتناص الفرص علي حساب أى شئ حتى ولو علي حساب البلد، فمنذ نشأتهم وبدأت سذاجتهم وإجرامهم السياسي فبدأت بإغتيالات مثل احمد ماهر باشا والنقراشي باشا والخازندار والتنظيم السري والجهاز السري فالاخوان المسلمين اول من ادخل الجودو والكاراتيه في مصر وعقدوا حلقات التدريب في نوادي جمعية الشبان المسلمين حتى قبل ان يدخله الجيش المصري في تدريباته والغريب ان اللذي ادخل هذه الرياضات الى الجيش هم ضباط من الاخوان ايضاً أما بعد ثورة يولية 52 خطط الأخوان للقيام بالثورة المضادة لإعادة الملك مرة أخري للحكم وطافت مظاهرتهم جميع شوارع القاهرة ورغم ذلك مد عبد الناصر إليهم يديه ولكنه حاول استغلالهم سياسيا بتكسير جميع الأحزاب بحجة أنه لا أحزاب في الإسلام والأحزاب حرام! والضحك علي عقول الناس وأمتد صراعهم مع الأحزاب - للأنفراد مع عبد الناصر بالحكم – إلي صراع مسلح مع حزب مصر الفتاة حتى أنتهت حياتهم سياساً في تلك الفترة بمحاولة أغتيال الزعيم عبد الناصر في حادثة المنشية الشهيرة بعد أحساسهم بالغدر ومحاولة أنفراده بالحكم وأنكار دورهم لمساعدة عبد الناصر للوصول إلي الديكتاتورية المطلقة.
وعندما تولى الرئيس الراحل محمد أنور السادات الحكم في عام 1970 أخرجهم السادات من السجون مقابل صفقة لضرب الأحزاب اليسارية بأحزاب يمينية وترك الساحة السياسية له للتفرغ للحرب ضد إسرائيل وعندما تحالف الأخوان مع اليسارين الشيوعين لضرب السادات للوصول للحكم فضاق الخناق بالسادات وبدأ بمهاجتهم وأتهمهم بالتمويل فرد المرشد آنذاك "حسن التلمسانى" وبرره بأنه حق الجماعة في فئ المسلمين حتى سعوا للتخطيط لأغتيال السادات عام 1981.
وفي العصر الحديث صرح القيادي بجماعة الأخوان "علي الشريف" أنهم حاولوا أغتيال مبارك 12 مرة قبل أحداث ثورة 25 ينايرمن أبرزها محاولة أغتيالة في أديس آبابا وكل هذا لمحاولة الوصول إلي الحكم وليس لمصلحة البلد.
أن الأسلام السياسي ملئ بالعديد من الشخصيات المحترمة التى تراعي المصلحة العامة والأسلام ولا تستغل الدين للوصول إلي مصلحتهم الشخصية، وأسلوب الأخوان القذر سياسياً هم ومن يسير علي نهجهم جعلهم مادة دسمة للصحف ووسائل الأعلام فأخبارهم عادة ما تثير الناس، إن لم يتعلمو الأخوان من أخطائهم السابقة والمستمرة علي مدار 84 سنة بل يكابروا في أنهم لا يخطئون ومعصومون من الخطأ بمنتهي الكبر والمغالاه فلن استطيع الرد عليهم سوي بـ "موتوا بجهلكم" ..
by Mohamed ع Abdel Hamed on Thursday, 5 April 2012 at 23:09
0 التعليقات:
إرسال تعليق