أضغاث نفس بشرية
لا داعي إلي الأنسياق وراء المهللين بتكفير الغرب والعالم الأوربي وكل المخالفين عن العقيدة الإسلامية، فهم أغلبهم في المقام الأول أهل كتاب ليسو سوي بشر مثلنا يأكلون ويشربون، يصيبون ويخطئون، ولكن السبب في هذه الدواعي هي النفس البشرية اللعينة العدو الأول للدين والبشرية وهي قنبلة موقتة يحملها كل شخص فينا، تستغل هذه النفس البشرية أسماء وشعارات وتوجهات مقدسة لتحقيق إشباع الرغبات لهذه النفس البشرية.
فالزج بإسم الإسلام في كل شئ سياسي أو غيره، والزج بإسم الحرية في كل ماهو سياسي يدفع المنساقين لهذه المبادئ الأنسياق وراء صاحب هذا الرأي والتغاضي عن أخطاءه، ويعد هذا من أكثر ما يرضي هذه النفس فالإحساس بأنك شخص مؤثر يقبل عليك الناس ويؤثر كلامك في تصرفاتهم إحساس يرضي غرور هذه النفس البشرية، علي الرغم من أن حرية الإعتقاد وممارسة إعتقاده والحرية هي حقوق مطلقة للإنسان وهبها الله تعالي لكل عبد من عباده عندما وهبه الحياة، ولكن النفس البشرية تزين إحتياجتها الخاصة في متطلبات طبيعية يقبل عليها الإنسان.
والشيطان هو السبب في كل مايحدث من سؤ ولا داعي للإجتهاد للبحث عن المتسبب في هذه المشاكل، أهو طرف ثالث أم أصابع خارجية أم ماثونية عالمية، فالشيطان ببساطة هو المتسبب الوحيد لهذه المشاكل، والشيطان يسيطر علي هذه النفس البشرية، فيأمر هذه النفس بالغرور والتكبر والكسل والراحة والطمع وكثيراً من العادات السيئة التى علي الأقل هناك صفة واحدة فقط تسيطر علي كل شخص حتى تصل بهذه الصفة السيئة -إذا لم يتحكم فيها- إلي القنوط من رحمة الله، وبهذا يكون الشيطان قد نفذ وعده لله وأنه سوف يغوي جميع البشر، ومن أمثلة إغواء الشيطان للنفس البشرية أنه يأمرها بالكسل والراحة عن التفكير في عمق الأمور ويضع تصنيفات ذات سمعة معينة يضعها في خيالات الشخص ففلان ليبرالي فإن كانت سمعة هذه الكلمة سيئة لديه فهذا شخص سئ وإن كانت هذه الكلمة ذو سمعة حسنة فهذا شخص جيد ، وهكذا .. ولا يفكر في تصرفات الشخص الآخري البعيدة عن هذه الفكرة وبهذا يصبح هذا الشخص إما ملاك أو شيطان حسب سمعة هذه الكلمة الملصقة في جبينه في أي مكان يذهب إليه، فتزداد الصراعات بين البشر وتتحقق منها خطة الشيطان لإغواء البشرية والقنوط من رحمة الله، ويستغل الشيطان صفات هذه النفس (وهي صفات سيئة في المقام الأول) لتنفيذ خطة معينة للوصول للهدف الأسمي له وهو إغواء الناس أجمعين.
وأكثر ما يصيبك بالدهشة أن كل منا يحمل هذه الصفات التى تحمل طابع الإنفجارات النووية ولايعبأ بهذا ويقول أنه من العباد الصالحين الذي أستثناهم الشيطان عن إغوائهم ولا يوجد إثبات علي أن هذا الشخص صالح فلا تزّكوا أنفسكم، ورغم هذا ينشغل بتصرفات الأخرين ولايحاول إصلاح أضغاث نفسه البشرية وحتى إن تحولت نفسه من النفس الأمارة بالسؤ إلي النفس المطمئنة مروراً بالنفس اللوامة إلا أن الشيطان مازال موجوداً لا يكل ولا يمل، ولديه طرق شتى للدخول لأي شخص مهما كان، وله خطة متمكنة لتنفيذ أهدافه لإغواءه.
والغموض والأمور الملتبسة وعدم الوضوح هي مدخل الشيطان للنفس البشرية كي يبنى تخيلات لا أساس لها من الصحة مضادة لمبادئ هذا الشخص وهذا يحدث دائماً في هذه الأيام فاليبرالية تعنى زواج الشواذ والمرجعية الدينية تعنى فرض الحجاب بقوة القانون وهذا كلام ليس له أي أساس من الصحة سوي كسل عن البحث عن التعريف الحقيقي، فبسبب هذا الجهل يزداد الصراع والشد والجذب كما هو حادث هذه الأيام.
الغرور بالدين أصبح سمة واضحة في مجتمعنا فلا يوجد منا أفضل من العشرة المبشرين بالجنة الذين لم يغرهم تبشيرهم بالجنة من الله عز وجل بل ازدادو تواضعاً للناس، ومن كان في مجتمعهم يجهل بمعلومة في دينه لم يتعالوا عليه ويغتروا بدينهم، لأنهم يعلموا أن الفرق بين الإيمان والكفر شعرة مصدرها الغرور أو جعل نفسك في مكانة فضلي عن باقي البشر، وهذه الشعرة ليست بعيدة عن أي شخص مهما كان فلا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر والعياذ بالله ..
by Mohamed ع Abdel Hamed on Wednesday, 22 August 2012 at 02:01
0 التعليقات:
إرسال تعليق