جزيرة الورود

نشرت في :
  • السبت، 27 أكتوبر 2012
  • | من قبل
  • Unknown
  • |
  • التسميات: , ,
  • جزيرة الورود

     رغم صغرها الا ان جزيرة الورود شهدت عبر السنين صراعات بين الامراء في بافاريا على امتلاكها، لكن جمالها دفع شعراء كثيرين لنظيم شعر عنها، لما فيها من أنواع من الورود النادرة.


    ما يميز هذا الجزيرة الواقعة في وسط بحيرة شتارنبيرغ بالقرب من مدينة ميونيخ ليس فقط اسمها وهو " جزيرة الورود" بل مساحتها التي تغييرت حتى الان اكثر من ثلاث مرات، فقد كانت المساحة في القرن الـ 19 قرابة 1,3 هكتار بعد ان كانت عام 1850 1،7 هكتار وهي اليوم هتكارين ونصف تقريبا، ولا أحد تمكن من تفسير هذه الظاهرة، فلا علاقة لها بالمد او الجزر او أي ظاهرة طبيعية.
    كما لم يطرأ تغييرا على مساحتها فقط بل وارتفاعها عن سطح الماء. حيث اكتشف علماء الآثار وعلى عمق أربعة أمتار في الماء اوتاد بيوت تعود الى ما قبل 3720 عاما قبل المسيح. والملفت اليوم ان عدد السكان عند الاطلاع على السجل هو شخص واحد فقط يسكنها منذ سنوات للاهتمام بها.

    ورغم صغرها الا ان جزيرة الورود شهدت عبر السنين صراعات بين الامراء في بافاريا على امتلاكها، لكن جمالها دفع شعراء كثيرين لنظيم شعر عنها، لما فيها من أنواع من الورود النادرة ، وهذا ما دفع الملك لودفيغ الثاني الذي بنى قصور رائعة الجمال في مقاطعة بافاريا لتحولها الى مقر للاستقبال كبار الضيوف مستفيدا من الفيلا الصغيرة التي بناها والده الملك ماكسيمليان الثاني ملك واحاطها بالاف الورود. ومن بين الزوار الذين اتوا الى الفيلا القيصرة الروسية ماريا الكسندروفنا، وسمح الملك للموسيقار المبدع ريتشارد فاغنر بالاقامة فوقها وقت ما يشاء.

    لكن الجزيرة ارتبطت باجمل أباطرة اوروبا وهي قيصرة النمسا اليزابيت وكان يطلق عليها اسم " سي سي" وكانت ابنة خالة الملك لودفيغ الثاني، ومازالت علاقة الاثنين غير واضحة المعالم والسؤال الذي لن يجد له ايجابة هل كان يحبها؟ فهو وفر في الجزيرة كل ما يطفي على علاقتهما من سعادة عندما كان يأتي الى الجزيرة لزيارتها. لكن ما هو معروف ان الامبراطورة اغرمت بجزيرة الورود وكانت تأتي اليها يوميا عندما كانت عائلتها تصطاف في بلدة فلدافينغ القريبة، حتى في غياب الملك لودفيغ الثاني.

    وبعد وفاة الملك لودفيغ الثاني ظلت الجزيرة مهملة مع إنها عمليا ملكا لعائلة من المنطقة الى ان اشترتها حكومة مقاطعة بافاريا بحوالي مليون مارك يومها، فعاد عهدها الذهبي مرة ثانية. فبينت فوقها متحف وحولت الفيلا الى مطعم وخصصت اخصائيين من اجل الاعتناء بالورود والحيوانات الاليفة التي تعيش فوقها. ويتوافد عليها اليوم اكثر من عشرة الاف زائرة شهريا خاصة في الصيف لما فيها من زوايا رائعة يمكن التمتع بها، ويمكن للزائر ان يستأجر زوارق لمشاهدة المناظر المحيطة بها. وهي الجزيرة الوحيد في المانيا التي لا تسمح للزوار بالدخول اليها برفقة كلابهم، فالكلاب ممنوع دخولها. كما لا يسمح للزوار بنصب خيم أو وقد نار للشواء فهذا كله يلحق الضرر بالجزيرة وورودها والازهار فيها. ومن اجل اضفاء طابع رومنسي على الجزيرة ينقل الزوار بقوارب لها اشكال خاصة تذكر بزمن القياصرة والملوك.
    ولا يشبع الزائر من اللوحات الطبيعية الجميلة من الورود، ففي وسط الجزيرة توجد حديقة الورود ، وفي عام 2003 تم زرع 380 شتلة جديدة من مائة نوع من هذا الزهور الجميلة، منها ورود البا وورود ماكسيما والورد الجور وغيرها ما يجعل رائحة الورود تعبق في الارجاء . ويعيد خبراء الزراعة سبب نمو الورود هناك الى الرطوبة العالية في الهواء. وتقام في فيلا الورود الكثير من المناسبات الفنية وحفلات الأعراس.

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

     
    تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
    المصري المثقف -2012