دويلات الطوائف وملوك المغرب
دويلات الطوائف
عهد الطوائف
* عام 400 هـ - 1010 م:
- في
عام 400 هـ تمزقت الأندلس وقامت كل طائفة أو عائلة بارزة بإعلان الاستقلال
في مدينة من المدن وما يحيط به، فتمزقت الأندلس إلى 22 دويلة مستغلين ضعف
الأمويين وصراعهم، وبدأت فترة حالكة في تاريخ الأندلس. وهذه الدويلات هي:
* بلنسية:
المبارك والمظفر أعلنا الاستقلال في مدينة "بُلنسية ".
* دانية والبليار:
وأعلن مجاهد العامري انفصاله عن سلالة الحاجب المنصور وتفرده بمدينة "دانية" والجزر الشرقية في الأندلس "جزر البليار".
حديث بين تاجرين أندلسيين وتظهر عليهما الحسرة على وضع الأندلس
* أركش:
- وتابع مثل السابق "بنو خزرُون" معلنين انفصالهم في مدينة صغيرة تدعى "أركش ".
* البونت:
- وتفرد بحكم مدينة صغيرة تدعى "البونت " رجل يدعى "عبد الله بن القاسم".
* عام 403 هـ - 1013 م عزل هشام المؤيد بالله:
- قام
سليمان بن الحكم بن سليمان الناصر بثورة على الخليفة هشام الملقب بالمؤيد
بالله، مستغلاً فوضى الاضطرابات في المدن الأندلسية وانفصالها عن قرطبة،
وسيطر على العاصمة وعزل المؤيد بالله.
* عجباً أمر هذا الخليفة!:
- كان
الحاجب الوصيَّ على هشام في صغره، فلما كبر عزله شنجول، وأعاد لنفسه
الخلافة بعد أن أنهى الصراع لصالحه ضد محمد المهدي بالله، ثم إنه يعزل الآن
مرة أخرى الآن من قبل سليمان بن الحكم. وانظر إلى الحال عندما يولى الأمر
لمن لا يستحقه و ليس له من المؤهلات سوى نسبه.
- ولقب سليمان نفسه "المستعين بالله "، وأدت هذه الفتن إلى ازدياد عدد الدويلات و تتابعها.
درهم يحيى بن إسماعيل من النحاس
* وَلْبة:
- أعلن بنو البكري انفصالهم، وانشقوا عن قرطبة في مدينة "وَلْبة".
* غرناطة:
- وثار رجل من البربر اسمه "زادي بن زيري" وحكم غرناطة مستقلاً.
* شنتمرية ( سانتا ماريا):
- كذلك قام "هذيل بن عبد الملك" منفصلاً في مدينة "شنتمرية" بإدارتها.
* مورور:
- وأعلن بنو تزيري انفصالهم في مدينة "مورور".
* مرسية:
- أما خيرون العامري من أقارب الحاجب المنصور فقد أعلن انفصاله في "مرسية".
- اختل
الحكم في قرطبة سنة واحدة (399-400هـ) فتمزقت الأندلس، وساءت الأحوال
وتردت الأوضاع نحو الحضيض أكثر فأكثر، فبلا رأس وقائدٍ حازم يختل الأمر
ويضيع الناس ويفشلون وتذهب ريحهم.
جزء من دينار يحيى بن إسماعيل من النحاس
* عام 405 هـ - 1015م قرمونة:
- أعلن رجل يدعى "أبو محمد بن برزال"، مدينة "قَرمونة" مستقلة وتفرد يحكمها.
* المرية:
- واستطاع خيرون العامري أن يبسط سيطرته على مدينة "المرية".
* عام 406 هـ - 1016 م رندة:
- ينشق بنو يفرون في مدينة "رندة"، ويحكمونها.
صندوق مجوهرات من العاج، وقفل من الفضة
* عام 407هـ - 1017م بنو حمدون يحكمون قرطبة:
- أما
في قرطبة، فقد ثار رجل من بني حمود من الأدارسة على الخليفة المستعين
بالله، ويعزله، ثم يستلم هو الخلافة ولقب نفسه الناصر بالله، وما أكثر
الألقاب! وذلك في عام407هـ.
- وفي
العام نفسه ثار القاسم بن حمود على أخيه علي، وتمكن من قتله، ليستلم الحكم
ويلقب نفسه بالمأمون، لكن يحيى بن علي بن حمود انتزع الحكم من عمه وسيطر
على مقدرات قرطبة ويعرف هذا "بالمقلي"، وما كان هذا ليحكم إلا مدينة قرطبة،
ومع هذا فأطلق على نفسه أمير المؤمنين، أمير المسلمين.
- ما
أتفه الإنسان إذا لم يعرف حدًَّ نفسه، وتجاوز عن حدوده، لا يحكم إلا
مدينة! وها هو أمير المسلمين كل المسلمين أينما كانوا و أينما وجدوا!
* عام 408 هـ - 1018م سرقسطة:
- ثار المنذر بن يحيى التجيبي على حكم قرطبة، وأعلن انفصاله وسيطرته على مدينة سرقسطة، وذلك في عام 408هـ.
* عام 412 هـ - 1021م عودة الدولة الأموية:
- وفي
عام 412هـ استطاع عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر
إعادة الحكم إلى الأمويين، فأنهى حكم بني حمود الذي دام من عام 408-412 هـ
، ولقب نفسه المستظهر بالله في قرطبة.
وتقول الأوضاع المتردية هل من مزيد لهذه الدويلات.
* نبلة ( لبلة ):
- أما في "نبلة" فقد تفرد بها أحمد بن يحيى.
أطلال خربة للرومان الذين كانوا يقطنون الأندلس
* عام 413 هـ - 1022 م بطليوس:
- انفصل عبد الله بن محمد بمدينة "بطليوس".
* عام 414 هـ - 1023 م إشبيلية:
- واستقلت إشبيلية يحكمها قاضيها محمد بن إسماعيل بن عباد.
- نشتكي
نحن الآن من تمزق المسلمين، فقارن أوضاعنا بأوضاع المسلمين في الأندلس في
أوائل القرن الخامس الهجري، كل مدينة دولة!! ولا تظنن أن وضعنا اليوم هو
أسوأ الأوضاع، فقد مرت على تاريخنا فترات سوداء ومظلمة ولكن لابد من معرفة
التاريخ والاعتبار من أخطائه واستنهاض الهمم من أجل ذلك.
* عام 414 هـ ـ 1023 م ولادة وابن زيدون:
- جاء
إلى الحكم الأموي في الأندلس عام 414 هـ محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله
بن عبد الرحمن الناصر وتلقب المستكفي بالله، وكان همه لا يعدو نفسه في
رغباته، وأطلق العنان لشهوته قبل أن يستلم الحكم فكيف وقد تولاه، فثار
عليها لأمويون وأهل قرطبة لمجونه وأنه لم يزل معروفاً بالتخلف والبطالة
أسير الشهوة، فقتلوه لأنه هان على نفسه فهان على الناس، وهو أبو الشاعرة
المعروفة "ولادة" ومجلسها الأدبي في قرطبة، وقد هام الشعراء به، منهم
الشاعر المعروف ابن زيدون، وكذلك ابن عبدوس، ومما قاله ابن زيدون يتشوق إلى
محبوبته ولادة بنت المهدي:
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقاً والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائلـه كأنـمـا رق لــي فـاعـتـل إشـفـاقــاً
- وله فيها قصيدة مشهورة يعتبرها الشعراء من كنوز الأدب والتي أولها:
أضحى التنائي بديلاً من تدانينـا وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بـنتـم وبـنا فما ابتلـت جوانحنـا شوقـاً إليكم ولا جفـت مآقينـا
* عام 416 هـ 1025 م بنو حمدون ثانية في قرطبة:
- واستغل بنو حمدان هذه الثورة بين الأمويين والفتنة التي وقعت بينهم فقاموا بثورة عليهم جميعاً وسيطروا على قرطبة مرة أخرى.
* عام 418 هـ - 1027 م ابن جهور يسلب الحكم:
- لكن
"محمد بن جَهْور" قام بثورة هو الآخر على بني حمود، وانتزع منهم مقاليد
الحكم وسيطر على الإدارة، وأعاد الحكم إلى الأمويين شكلاً اسمياً إذ عيّن
منهم خليفة يدعى هشام بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الناصر الذي لقب
"بالمعتز بالله".
* عام 422 هـ ـ 1031م باجه:
- استقل الحاجب بن محمد بأمر مدينة "باجه" عام 422 هـ، فهذه دويلة!
درهم خلفاء الحموديين: من النحاس إدريس بن يحيى
* طليطلة:
- كذلك تمكن بنو ذي النون من طليطلة وبسطوا سيطرتهم عليها وانفصلوا عن قرطبة.
* عام 422 هـ ـ 1031م نهاية الدولة لأموية:
- وفي
منتصف ذي الحجة سنة 422 هـ أعلن العلماء والقادة وذوو الرأي من المسلمين
سقوط الخلافة الأموية، وأسلموا زمام الحكم إلى رجل يدعى "أبا الحزم بن
جَهْور"، وكان بهذه المهمة، إذ رضي أن يتسلم مقاليد الأمور على أن يجعلها
شورى.
- دولة
الأندلس الأموية دامت 200 سنة تقريبا، أسسها عبد الرحمن الداخل وكانت عهد
قوة في بدايته، ثم جاء دور المجد و العز أيام الأمراء والخلفاء في وسطه، ثم
تمزقت إلى دويلات خلال 50 عام، فوصلت إلى اثنتين وعشرين دويلة أو أكثر.
دينار عباد بن محمد من النحاس
* النصارى يأخذون ثلث الأندلس:
- واستغل
النصارى هذا التمزق –وهل فرصة أثمن من هذه – فاستردوا ثلث الأندلس في
الشمال، وأرجعوا كل المناطق التي كان الحاجب المنصور قد فتحها وضمها إلى
سلطة الأندلس المسلمة، وكان "شنجول" وهو السبب الأول في هذا الهوان لفساده
وشهوته، ثم ورثه الذين جاؤوا من بعده لجشعهم بمنصب ولو كان على قرية،
وأنانيتهم المفرطة وطمعهم بحكمٍ ولو على أهل بلدة.
صندوق من المجوهرات
* أمة ممزقة:
- ونحن اليوم أمة ممزقة لم تصل إلى ما يشبه تمزق الأندلس، ولن نيأس قطّ لقوله تعالى: { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } القصص: 5.
- ووعد الله قائم: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ } النور: 55.
- ولكن الآمال لا يوصل إليها بالأماني وإنما بالصدق والعمل.
درهم خلفاء حمود: علي بن حمود من الفضة
* عام 426هـ - 1035م ملك إسبانية النصراني:
- في
هذه الفترة سيطر "غارسيه الثاني" على مدينة "قشتالة"، وقد اغتيل سنة 420
هـ في كنيسة بمدينة ليون أثناء تأدية مراسم زواجه من أخت ملك ليون "برموا
الثالث".
- جاء
من بعده "شانجة" ابنه ولقب بالثالث أو الكبير، فبسط سيطرته على "قشتالة"
و"نافارة"، وهجم على مملكة ليون وضمها إلى ملكه، وسمى نفسه بعد ذلك باسم
ملك إسبانية، وكانت الدول النصرانية في شمال الأندلس تتوحد، ويزداد شأن
المسلمين فيها سوءاً بتنازع دول الطوائف.
- مات
"شانجة الكبير" عام 426هـ، وجاء من بعده ابنه "فرِدلَند" وأكمل هذا بضّم
ما بقي من مملكة ليون إلى ملكه، وأما في الأندلس فما زال التمزق يستمر.
شانجة يوحد ممالك الأندلس الشمالية
* مرسية:
- وفي عام 429 هـ استقل بنو طاهر بأمر مرسية.
* عام 431 هـ - 1040م بنو هود في سرقسطة:
- وفي
عاصمة الشمال التي بيد المسلمين "سرقسطة" كان فيها التجيبيين، وكانوا
حكاماً منفصلين أصلاً عن العاصمة، قامت ثورة ضدهم يقودها "سليمان بن محمد
بن هود"، وعزل التجيبيين وأبعدهم عن الحكم، وأخضع سرقسطة لسيطرة بني هود،
ولقب نفسه بالمستعين بالله (لا يملك إلا مدينة وريفها)!!
* عام 433 هـ - 1043 م بنو صمادح في المرية:
- قام
حاكم مدينة "المرية" من بني "صمادح" على ساحل البحر الأبيض المتوسط، جنوب
شرق الأندلس وهي العاصمة البحرية، فيها قاعدة أسطول الأندلس وسفنها، بإعلان
استقلاله وانفصاله.
دفع الجزية للنصارى!!
- أما
في "إشبيلية" فقد تولى بعد وفاة حاكمها ابنه المعروف "بالمعتضد بالله أبي
عمرو" سنة 433هـ ، وكان من أسوأ الرجال خلقاً وديناً فحاول أن يسيطر عليها
منفصلاً عن حكم قرطبة، لذلك بدأ الصراع بينه وبين الحكم في العاصمة، فماذا
فعل؟
* عام 438 هـ - 1047م بربشتر تنفصل عن دويلة سرقسطة:
- استعان
بالنصارى في الشمال، وتوجه إليهم بنفسه، فعقد حلفاً معهم لما التقى
"بفِرْدَلند" ورضي أن يدفع له الجزية مقابل أن يحميه من سلطة قرطبة.
- وفي
عام 438 هـ مات حاكم "سرقسطة" المستعين بالله، وتوزعت دويلته إلى عدة
دويلات، أما المدينة ذاتها فقد بقيت تحت سيطرة "أحمد بن سليمان" وكان أكثر
إخوته طمعاً في الحكم، ومن بينهم "يوسف بن سليمان" الذي استقل بإحدى
المناطق التابعة "لسرقسطة" تسمى "بربشتر" ولها قصة ستذكر.
قصر
بناه أبو جعفر أحمد بن سليمان في سرقسطة، وهو أحد كبار رؤساء الطوائف وهو
من سلالة بني هود كان يطلق على القصر في البداية لقب " دار السرور "
دول الطوائف مرقمة حسب تاريخ انفصالها
دويلات الطوائف
الرقم
|
الدويلة
|
الحاكم
|
سنة الانفصال
|
1
|
بلنسية
|
المبارك و المظفر
|
400 هـ
|
2
|
دانية والبليار
|
مجاهد العامري
|
400هـ
|
3
|
البونت
|
عبد الله بن القاسم
|
400هـ
|
4
|
أركشن
|
بنو خزرون
|
400هـ
|
5
|
قرطبة
|
تناوب على حكمها بالانقلاب الأمويون وبنو حمدون وبنو جهور
|
403هـ
|
6
|
وَلبة
|
بنو البكري
|
403هـ
|
7
|
غرناطة
|
زادي بن زيري
|
403هـ
|
8
|
شنتمرية (سانتا ماريا)
|
هذيل بن عبد الملك
|
403هـ
|
9
|
مورور
|
بنو تزيري
|
403هـ
|
10
|
مرسية
|
خيرون العامري ثم طاهر
|
403هـ
|
11
|
قرمونة
|
أبو محمد بن برزال
|
405هـ
|
12
|
المرية
|
خيرون العامري
|
405هـ
|
13
|
رندة
|
بنو يفرون
|
406هـ
|
14
|
سرقسطة
|
المنذر بن يحيى التجيبي ثم بنو هود
|
408هـ
|
15
|
بطليوس
|
عبد الله بن محمد
|
413هـ
|
16
|
إشبيلية
|
محمد بن إسماعيل بن عباد
|
414هـ
|
17
|
(لبلة)
|
أحمد بن يحيى
|
414هـ
|
18
|
باجة
|
الحاجب بن محمد
|
422هـ
|
19
|
طليطلة
|
بنو ذي النون
|
422هـ
|
20
|
بربشتر
|
يوسف بن سليمان
|
438هـ
|
21
|
شنتمرية الغرب
|
بنو هارون
|
407هـ
|
* عام 440 هـ - 1049 م العالم الجليل (الباجي):
- في
عام 440 هـ ، وصل عالم إلى الأندلس كان قد تركها قبل ثلاثة عشر عاماً
ليأخذ العلم من المشرق الإسلامي، هذا العالم الجليل هو "أبو الوليد
الباجي"، من أكبر علماء الأندلس والعاملين والمجاهدين، نذكره لعله يكون
قدوة للعلماء وطلاب العلم في عصرنا.
درهم حديد بسرقسطة: أحمد ين سليمان
* أبو الوليد الباجي:
- فقيه
كبير معروف له مصنفات كبيرة بعضها مطبوع وبعضها مخطوط، وضاع كثير منها
بضياع الأندلس، له علم غزير حصله مع الفقر والتعفف، وكان يأكل بعمل يده،
أما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن
يأكل بعمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده"(رواه البخاري)، فقد
كان يخرج إلى تلامذته ليعلمهم وفي يده أثر المطرقة من عمله اليدوي الذي
كان يمتهنه، وكان يردّ على النصارى يفند مزاعمهم ويدعوهم إلى دين الإسلام
عند إثارتهم الشبهات، كان جليلاً رفيع القدر والحظ، ولد في بطليوس 403 هـ
ودفن بالمرية 474 هـ.
* دعوة الباجي لوحدة الأندلس:
- فابتدر
الأمر بالتطواف للقيام بمهمة عظيمة، دامت رحلته ثلاثين عاماً يدعو فيها
إلى التوحد ونبذ الخلافات، والتجمع في قوة واحدة، لرّد مكائد النصارى في
الشمال ومن يساندهم من أهل فرنسة، يتجول في الأندلس يدعو الجميع حكاماً
ومحكومين متصلين أو منفصلين، جنوداً أو شعباً إلى الوحدة الإسلامية، وإلا
فستضيع البلاد وتنتهك الأعراض، وتتبدد الأموال.
- دعوة
عظيمة في مبدئها، عظيمة في إعلانها، عظيمة في غايتها، ينتقل بها من بلدة
إلى بلدة، ومن مدينة إلى أخرى، ومن دويلة إلى إمارة، بل من قرية إلى قرية:
اتجهوا أيها الناس إلى الوحدة الإسلامية، وابتعدوا أيها الناس عن دواعي
الفرقة والتعصب، واحذروا عدوكم، دعوة استمرت ثلاثين سنة من حياة العالم
العظيم الباجي الذي نذر نفسه لقضية أمته.
* ترحيب سياسي زائف:
- رحب
به الأمراء أينما نزل، واحتفى به الحكام في كل مكان حلّ فيه، وأظهر الجميع
سرورهم بدعوته والسعي لتلبية نداءاته، لكنْ كلام في كلام، إذ لم ينزل أحد
من أولئك إلى سلم العمل، ولم يرتق درجة منه.
* تحريك الأمة:
- لم
يفقد الإمام الباجي الأمل، وكان يحدث العامة بالإضافة إلى المسئولين في كل
دويلة يبصرهم بالواقع المرير الذي يعيشونه، ويظهر لهم الحالة البائسة
للأندلس في تلك الفترة، ويثير فيهم العزيمة لعلهم يتحركون، والقيام
بواجبهم، وسنذكر أثر هذه الدعوة فيما بعد.
* عام 449 هـ - 1057م مالقة وجنوب الشرق:
- في
449 هـ كان بنو عباد قد استولوا على "مالقة" ثم توسعوا على حساب المنطقة
حولها، فسيطروا على "نبلة"، و"ولبة" وجزيرة "شنقيط"، و"شنتمرية المغرب"
و"شَلْية" حتى وصلوا إلى المحيط واحتلوا "مرسية"، وبدؤوا يتحرشون بغرناطة،
وهذه إشارة واضحة إلى مدى الإسفاف والتدني، وهذه الدويلات تتنازع فيما
بينها.
ميناء مالقة وتبدو حركة البواخر التجارية للمدينة ( المنظر تمت معالجته بالكمبيوتر )
* عام 449هـ - 1057م صراع الدويلات:
- لم
يكتف هؤلاء الحكام المتفرقون باستقلال دويلاتهم، بل أشعلوا نيران القتال
والمنازعات بينهم، مما زاد الأمر سوءاً ومهد لأعداء الأمة مستغلين تمزقها
وضعفها.
- فاستغل
النصارى، وقام "فرْدَلند" بعبور نهر "دويرة" وحاصر مدينة "بازو" جنوب
نهر"دويرة" فدافع أهلها عن المدينة دفاعاً باسلاً، وطلبوا الاستعانة
بالمسلمين من بقية المناطق فما قام أحد بتلبية استغاثة هؤلاء.
لأن القوم في خُلف شديد وما في القوم معتصم إباء
- حتى
اقتحم "فردلند" هذه المدينة البائسة بصورة عنيفة، فقتل أهلها، وأخذ الأسرى
وانتهك الأعراض، وذلك في عام 449 هـ.
النصارى يتأهبون لقتال المسلمين
جيش " فردلند " يقتل المسلمين بوحشية
* عام 452هـ - 1060م وحدة طليطلة و بلنسية بالزواج:
- مات
في هذه الفترة في عام 452 هـ "عبد العزيز بن عبد الرحمن بن الحاجب
المنصور" حاكم "بلنسية" وتولى من بعده ابنه "الملك المظفر" وتزوج من ابنة
المأمون حاكم مدينة "طليطلة"، فتوحدت الدولتان، كما قيل أمة تتمزق من أجل
الأطماع وتتوحد من أجل الزواج!!
إبريق: الأندلس ، نقش على النحاس
* عام 456 هـ - 1064م قلمرية تسقط:
- وتقدم
"فردلند" نحو "طليطلة" عاصمة الوسط الأندلسي، وعاث في ضواحيها فساداً كما
فعل في القرى التابعة لإشبيلة، وسقطت بيده مدينة "قُلُمرية" في عام 456 هـ ،
وفعل في كل مكان أضعاف ما فعله في مدينة "بازو".
0 التعليقات:
إرسال تعليق