الأديــــــــــان الســــــــــــــماوية
الــديانــــــــــة اليهـــــــوديـــــــــــة
* الفرق
اليهودية:
* الفريسيون: (
المتشددون) Pharisiens
- تسمى بالأحبار أو الربانيين، هم متصوفة رهبانيون لا
يتزوجون، لكنهم يحافظون على مذهبهم عن طريق التبني، يعتقدون بالعبث
والملائكة وبالعالم الآخر، وهي أهم فرق اليهود وأكثره عدداً في ماضي
تاريخهم وحاضره، وتتميز هذه الفرقة من ناحية العقيدة
بأمرين:
1ـ أنها تعترف بجمع أسفار
العهد القديم والأحاديث الشفوية المنسوبة إلى موسى وأسفار
التلمود.
2ـ أنها تؤمن بالبعث، فتعتقد
أن الصالحين من الأموات سينشرون في هذه الأرض ليشتركوا في ملك المسيح
المنتظر الذي يزعمون أنه سيأتي لينقذ الناس ويدخلهم في ديانة موسى عليه
السلام.
- وتذكر أناجيل المسيحيين أن الفريسيين من ألد أعداء المسيح
بن مريم عليه السلام، وأنهم هم الذين حاولوا أن يظهروه بمظهر الداعي
إلى شق عصا الطاعة على قيصر، وكانوا على رأس المتآمرين به، ولم ينفكوا
يدبرون له الكيد حتى حكم عليه بالصلب. ( انجيل متى، الإصحاح الثاني
والعشرون والاصحاحات التالية له).
* الصدقيون
Saduceens
- هي تسمية من الأضداد لنهم مشهورون بالإنكار، فهم ينكرون
البعث والحساب والجنة والنار وينكرون التلمود، كما ينكرون الملائكة
والمسيح المنتظر يذكر ابن حزم في كتابه" الفصل في الملل والأهواء
والنحل"، أن هذه الفرقة إلى رجل يسمى صدوق، وتأتي في الأهمية بعد فرقة
الفريسيين طوال القرنين الأول والثاني قبل ميلاد المسيح عليه السلام،
وقد شهد التاريخ في هاتين المرحلتين مشادات وحوادث بين هذه الفرقة
الفريسيين. وتختلف هذه الفرقة من ناحية العقيدة عن فرقة الفريسيين
بأمرين جوهريين:
1ـ أنها لا تعترف إلا بالعهد
القديم، وترفض الأخذ بالأحاديث الشفوية المنسوبة إلى
موسى.
2ـ أنها لا تؤمن بالبعث ولا
باليوم الآخر، وتعتقد أن عقاب العصاة وإثابة المحسنين إنما يحصلان في
حياتهم.
- وتذكر أناجيل النصارى أن هذه الفرقة حاولت أن تستدرج المسيح
عليه السلام حتى يوافقهم على إنكار البعث واليوم الآخر وينضم إليهم في
ذلك ضد الفريسيين؛ ولكنهم أخفقوا في ذلك، وبين لهم المسيح عليه السلام
فساد ما يعتمدون عليه من براهين في هذا الخصوص.
* المتعصبون:
- فكرهم قريب من فكر الفريسيين لكنهم اتصفوا بعد التسامح
وبالعدوانية، قاموا في مطلع القرن الميلادي الأول بثورة قتلوا فيها
الرومان، وكذلك كل من يتعاون من اليهود مع هؤلاء الرومان فأطلق عليهم
اسم السفاكين.
* الكتبة أو
النساخ:
- عرفوا الشريعة من خلال عملهم في النسخ والكتابة، فاتخذوا
الوعظ وظيفة لهم، يسمون بالحكماء، وبالسادة، وواحدهم لقبه أب، وقد
أثروا ثراء فاحشاً على حساب مدارسهم ومريديهم.
* فرقة الحسديين
Esseeniens
- ترجع تسمية هذه الفرقة إلى كلمة حسدين المأخوذ من كلمة
حسديم، ومعناها المشفقون بالعبرية.
- ظهرت هذه الفترة حوالي القرن الثاني قبل الميلاد، وقد
وصلتنا أخبار هذه الفرقة من خلال الفيلسوف فيلون اليهودي المولود حوالي
20 قبل الميلاد، والمؤرخ اليهودي يوسيفيس، وتختلف هذه الفرقة عن بقية
فرق اليهود اختلافاً جوهرياً في عقائدها وعباداتها ونظمها وتقاليدها.
وخاصة في العبادات، حيث إنها تحرم الضحية والقرابين، التي كانت تعتبر
عند الفرق الأخرى من أهم العبادات، وتكثر في شعائرها مناسبات الغسل
والوضوء، كما أنها تنكر التفرقة العنصرية وتقرر مبدأ المساواة بين
الناس في القيمة الإنسانية المشتركة، وتحرص على التعايش السلمي بين
جميع الشعوب.
* القراءون:
- هم قلة من اليهود ظهروا عقب الفريسيين وورثوا أتباعهم، لا
يعترفون إلا بالعهد القديم ولا يخضعون للتلمود ولا يعترفون به بدعوى
حريتهم في شرح التوارة.
* السامريون:
- طائفة من المتهودين الذين دخلوا اليهودية من غير بني
إسرائيل، كانوا يسكنون جبال بين المقدس، أثبتوا نبوة موسى وهارون ويوشع
ابن نون، دون نبوة من بعدهم. ظهر فيهم رجل، يقال له الألفان، ادعى
النبوة، وذلك قبل المسيح عليه السلام بمائة سنة وقد تفرقوا إلى
دوستاونية وهم الألفانية، وإلى كوستانية أي الجماعة
المتصوفة.
- وقبلة السامر... إلى جبل يقال له غريزيم بين بيت المقدس
ونابلس، ولغتهم غير لغة اليهود العبرانية، وذكر ابن حزم في كتابه "
الفصل في الملل والأهواء والنحل"، أنهم" يبطلون كل نبوة في بني إسرائيل
بعد موسى ويوشع عليهما السلام، فيكذبون بنبوة شمعون وداود وسليمان
وأشيعا وإليسع وإلياس وعاموس وحبقوق وزكريا وأرميا وغيرهم، وأنهم
يقولون إن مدينة القدس هي نابلس، وهي من بيت المقدس على ثمانية عشر
ميلاً، ولا يعرفون حرمة لبيت المقدس ولا يعظمونه، وهم بالشام لا
يستحلون الخروج عنها".
* السبئية:
- هم أتباع عبد الله بن سبأ الذي دخل الإسلام ليدمره من
الداخل، فهو الذي نقل الثورة ضد عثمان ـ رضي الله عنه ـ من القول إلى
العمل مشعلاً الفتنة، وهو الذي دس الأحاديث الموضوعة ليدعم بها رأيه،
فهو رائد الفتن السياسية الدينية في الإسلام.
* فرقة
الأكبرية:
- أنشأها حاخامان يهوديان من مدينة" أكبر" بالقرب من بغداد،
حوالي سنة 840م، وهما موسى وإسماعيل الكبريان. وأهم ما تمتاز به هذه
الفرقة عن بقية القرائين، أنها لا تؤمن إلا بأسفار موسى الخمسة ( أسفار
التكوين والخروج والتثنية واللاويين والعدد) ولا تعترف ببقية أسفار
العهد القديم. ومذهبها يعد جملته إحياء لمذهب السامرية.
* أركان الأيمان
اليهودي:
- اختص تاريخ الآلهة اليهود بعدم الاستقرار، إذ مرت عقيدتهم
بمرحلتين:
الأولى: مرحلة التفريد،
والتي تمجد الإله( يهوه)، كأن هناك آلهة أخرى كثيرة في العالم.
الثانية: التوحيد المطلق لله
تعالى، التي عززها في نفوسهم موسى عليه السلام، ولكنهم سرعان ما تنكروا
لها بعد وفاته، فصوروا الله في هيئة مجسمة، اتسمت بصفات لا تليق به،
منها ما ذكره سفر التكوين عن يعقوب عليه السلام ومصارعته للخالق،
وانتصاره عليه، مما حدا بالله بمباركته، وسماه ( إسرائيل)؛ لإنه كان
قوياً على الله ـ عياذاً بالله ـ، واستمر هذا الاعتقاد عند اليهود
قروناً عديدة، حتى بعد تدوين سفري التكوين والخروج ـ أي إلى ما بعد
وفاة موسى عليه السلام. وحدث التطور الكبير على فكرهم على يد موسى بن
ميمون الذي أبعد معنى التفريد في الآلهة، وجعل الله هو إله بني
إسرائيل، واقترب من معنى الألوهية عند المسلمين، كما بينها عندما حدد
أركان الدين اليهودي في ثلاثة عشر ركناً.
موسى بن
ميمون
* موسى بن ميمون: هو موسى بن
ميمون بن عبد الله القرطبي( 30 مارس 1135 ـ ديسمبر 1204م) يرمز له في
العبرية بـ " رمبم" أي ( ربي موشيه بن ميمون). واشتهر عند العرب
بالرئيس موسى.
- ولد في قرطبة ببلاد الأندلس في القرن الثاني عشر الميلادي،
ومن هناك انتقلت عائلته إلى شمالي إفريقيا وإلى فلسطين، واستقرت في مصر
آخر الأمر، وهناك عاش حتى وفاته.
- عمل في مصر نقيباً للطائفة اليهودية، وطبيباً لبلاط الوزير
الفاضل أو السلطان صلاح الدين الأيوبي وكذلك استطبه ولده الملك الفضل
علي.
- كان أوحد زمانه في صناعة الطب ومتفنن في العلوم وله معرفة
جيدة بعلم الفلسفة يوجد معبد باسمه في العباسية
بالقاهرة.
- أهم مؤلفاته: 1ـ مشناه توارة. 2ـ دلالة الحائرين. 3ـ اختصار
الكتب الستة عشر لجالينوس. 4ـ البواسير وعلاجها.
* الأصول
الثلاثة عشر: التي وضعها
موسى بن ميمون وجعلها أركان اليمان اليهودي:
1- أنا أؤمن
إيماناً كاملاً بأن الخالق، تبارك أسمه، هو الموجد والمدبر لكل
المخلوقات. وهو وحده الصانع لكل شيء فيما مضى وفي الوقت الحالي وفيما
سبق سيأتي.
2- أنا أؤمن
إيماناً كاملاً بأن الخالق، تبارك أسمه، واحد لا يشبه في وحدانيته شيء
بأية حال، وهو وحده إلهنا كان منذ الأزل، وهو كائن وسيكون إلى
الأبد.
3- أنا أومن
إيماناً كاملاً بأن الخالق، تبارك اسمه، ليس جسماً، ولاتحده حدود
الجسم، ولاشبيه له على الإطلاق.
4- أنا أؤمن
إيماناً كاملاً بأن الخالق، تبارك اسمه، هو الأول
والأخر.
5- أنا أؤمن
إيماناً كاملاً بأن الخالق، تبارك اسمه، وهو وحده الجدير بالعبادة
غيره.
6- أنا أؤمن
إيماناً كاملاً بأن كل كلام الأنبياء حق.
7- أنا أؤمن
إيماناً كاملاً بأن نبوة سيدنا موسى عليه السلام كانت حقاً، وأنه كان
أباً للأنبياء، من جاء منهم قبله، ومن جاء بعده.
8- أنا أؤمن
إيماناً كاملاً بأن كل التوراة الموجودة الآن بأيدينا هي التي لسيدنا
موسى عليه السلام.
9- أنا أؤمن
إيماناً كاملاً بأن كل هذه التوراة غير قابلة للتغير، وانه لن تكون
شريعة أخرى سواها من قبل الخالق، تبارك اسمه.
10- أنا أؤمن
إيماناً كاملاً بأن الخالق، تبارك اسمه، عالم بكل أعمال بني آدم
وأفكارهم، لقوله: ((هو الذي صور قلوبهم جميعاً وهو المدرك لكل
أعمالهم)).
11- أنا أؤمن
إيماناً كاملاً بأن الخالق، تبارك اسمه، يجزي الحافظتين لوصاياه،
ويعاقب المخالفين لها.
12- أنا أؤمن
إيماناً كاملاً بمجيء المسيح، ومهما تأخر فإنني أنتظره كل
يوم.
13- أنا أؤمن
إيماناً كاملاً بقيامة الموتى، في الوقت الذي تنبعث فيه بذلك إرادة
الخالق، تبارك اسمه، وتعالى ذكره الآن وإلى أبد
الآبدين.
* أطلق على لفظ
الجلالة( الله) في الكتاب المقدس عدة أسماء أهمها:
أيل: وهو اسم جنس يدل على
الإلوهية بصفة خاصة، وهو اسم يدل على المسمى المحدد الذي هو( الله)،
كما أنه ورد بعض اللغات السامية الأخرى، التي يتكلم بها الوثنيون عن
الله.
ألوهيم: وهو صيغة جمع، ليست
للتفخيم، أطلقها الأسفار الأولى في التوراة على ( الله). لاسيما في سفر
التكوين والمزامير من الرقم 42 ـ 74 ولذلك سميت مزامير( ألوهيم). ويرى
المستشرق( غوستاف لوبون)أن كلمة هي بمعنى الأعلى.
بعل: ويعني في اللغة
السامية( السيد) أو ( الرب، وهو إله كان يعبده الكنعانيون، واليهود
يعتبرون اسم( بعل) مرادفاً لاسم الله، أو الرب، فكان ( بعل بريث) أي رب
العهد الذي يعبدون به الله في ( شكيم) زمن القضاة.
يهوه: وهي أشهرها، وقد أطلق
على ( الله تعالى)، في آخر مراحلهم، وهو لفظ معناه ( الموجود)(
الكامن)، وقيل الإطلاق الخاص بمعبود اليهود وحدهم. كما على أسماء
مدنهم، ونسبوه لأسمائهم، وقيل إن معنى اسم( يهوه) يبدو بمعنى( سقط)
فيكون معنى يهوه ( السقط) الذي ببرقه الأعداء. واستخدم اليهود لفظ (
يهوه)، وهو الاسم الذي يسمى فيه الرب، والذي أوحي به موسى عليه السلام
لأول مرة، بمعنى أنه لم يكن يدعى بهذا السم في الرب، والذي أوحي به
موسى عليه السلام لأول مرة، بمعنى أنه لم يكن يدعى بهذا السم في العصور
الأولى، وغالباً ما تترجم الكلمة( يهوه) في الكتاب المقدس باللفظ(
الرب)، والكلمة العبرية المعتاد للإشارة إلى الله هي ألوهيم)، وفيما
تعني الكلمة( يهوه) الكائن الأزلي الأبدي، واستعمل اليهود كلمة
(أدناوي)، ( ومعناها: ربي)، وقد اتخذ ( يهوه) خلال تطوره مفهومه الزمني
عند اليهود الكثير من خصائص آله إسرائيل المتعددة، وقد تطورت مفاهيم
الألوهية على يد أنبياء بني إسرائيل الذين استطاعوا
إدراكهاـ
- على الرغم من وضوحها ـ خاصة في عهد إرميا وأيوب وحزقيال:
وتجلت الألوهية ـ بوضوح ـ في سفر أشيعاء؛ إذ يقول هذا
السفر:
1ـ (أنا الله،
وليس آخر).
2ـ ( أنا
الرب، ولا إله آخر غيري).
3ـ ( أنا الرب
ناشر السموات، وحدي باسط الأرض).
- لم يعرف اليهود ( الله) أحداً صمداً، إلا بعد زهاء سبعمائة
سنة من وفاة موسى عليه السلام، مستنتجاً ذلك من خلال الاطلاع ودراسات
العهد القديم، التي هي خليط من الحقائق والأساطير وقصص وأخبار وتقاليد.
يقول المؤرخ( توينبي): كان من الممكن للدين اليهودي أن يتطور عند بلوغه
مرحلة التوحيد المطلق في ( بابل) لولا إصرار اليهود على إبقائه ديناً
قومياً خاصاً بالشعب اليهودي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق