سد حنك
انتباتنى حالة من الخرس عند سماع خبر محاولة التفجير الخسيسة لإغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم، والتي وقع ضحيتها عشرات من المصابين ووفاه أحدهم متإثراً بجراحة، وليس من بينهم وزير الداخلية الذي حمته العناية الآلهية لتأخره لثواني معدودة عن نزول الموكب الرسمي ليقله لوزارة الداخلية، وما يعتصر القلب حزناً أن من بين المصابين طفل بترت أصابع قدمه يدعي "فارس" وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، ووالده رجل بسيط عبارة عن حارس عقار ويساعده ابنه "فارس" في شراء متطلبات أهل العقار، وأصبح هذا الأب بعد هذه الحادثة مسئول عن ابنه العاجز الذي كان يعول عليه لمساعدته في كسب رزقة ولم يكن مساعدته في رأي سياسي ولم يصطحبه لمظاهرة أو إعتصام، ولكن المفسدون في الأرض لازالوا يظنون أنهم مصلحون ولازال هناك من يؤيدهم بالصمت أو التهليل والتكبير.وعلي الرغم من وجود خلاف بين وزير الداخلية والعديد من الجهات لبعض التجاوزات في الجهاز الأمني إلا أنه لم يجرؤ أي منهم (حتي بمجرد التفكير) إلي محاولة إغتيال وزير الداخلية وليس كما فعلت جماعة الإخوان وأفرعها بالقيام بعملية إرهابية يضيع فيها أرواح العديد من الأبرياء، والتاريخ المصري ملئ بمحاولات الإغتيال والتصفية الجسدية لشخصيات عامة لمجرد الإختلاف معهم في رأي أو فكر سياسي أو فقهي، وماذا تنتظر من جماعات تستغل الدين لتكفر به مخالفيهم في الرأي فبعد التكفير يأتي التفجير.ونستعرض من التاريخ المصري محاوالات هذه الجماعات لتصفية الشخصيات العامة مادياً بعد إغتيالهم معنوياً علي سبيل المثال وليس الحصر لكثرتها وهناك الكثير من الحوادث الغير معلنة وهي:كانت بداية الإرهاب من قبل جماعة الإخوان عندما أنشأ حسن البنا تنظيماً خاصاً يُطلق عليه "النظام الخاص" وكان تنظيماً سرياً أنشأه حسن البنا علي شاكلة التنظيم الماسوني (أكبر تنظيم سري في ذلك الوقت)، وكان حسن البنا يدعي أنه أنشأ هذا لمقاومة الأحتلال الإنجليزي لمصر والتصدي لعصابات اليهود في فلسطنين، ولكن هذا لم يحدث تماماً ؛ فبدأ هذا التنظيم في تفجيرات بسينما ميامي في 10 مارس 1946 ثم قذفت سيارة قنبلة خارج مبني الشان المسيحية في 5 مايو من نفس العام وأصيب 14 فرد من القوات المسلحة البريطانية وسيدتان بريطانيتين، وألقيت قنبلة خارج ثكنات الجيش البريطاني فأصيبت سيدتان مصريتان، وتتابعت القنابل علي سينما "الامباير كلوب" الصيفية في 6 من يونية ؛ ثم بدأ النظام الخاص بإغتيال أحمد ماهر عام 1945، ووضعت قنابل في ستة أقسام شرطة بالقاهرة في 2 ديسمبر 1945 اعتراضاً علي معاهدة صدقي - بيفن ؛ وألقيت قنبلة علي منزل الدكتور محمد حسنين هيكل رئيس مجلس الشيوخ في ذلك الوقت، وألقي عدد من القنابل علي الإتحاد المصري - الإنجليزي ليلة عيد الميلاد في 24 ديسمبر، فأصيب 3 من المصريين، ولم يُصب بريطاني واحد ؛ وألقيت قنابل يدوية علي قطار فلسطين في يناير 1947 ولم يصب أحد، ثم ألقي قنابل علي مباني سينما مترو في 6 مايو ؛ وفي يناير 1948 أعلنت الحكومة عن اكتشاف 165 قنبلة مع بعض شباب الإخوان، وعندما أصدر المستشار أحمد الخازندار حكماً علي أحد شباب الإخوان بالسجن 10 سنوات وألمح حسن البنا بإغتيال المستشار حين صرخ في بهو المحكمة بعد الحكم علي شباب الإخوان وقال: "ربنا يرحينا من الخازندار"، وعلي إثر هذا التلميح قام حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم (وهم من الطلبة الأعضاء في الجماعة) بإغتيال المستشار في 22 مارس عام 1948، ثم توالت الإنفجارات ففي 25 أبريل كانت هناك محاولة لنسف بيت مصطفي النحاس، ثم سلسلة من الإنفجارات في ممتلكات اليهود وحرقها وتكسيرها رداً علي مذبحة دير ياسين بفلسطين، وكان هذا العام هو العام الملئ بالإنفجارات (ولم أذكرها لعدم الأطالة) فإنفجارات في محلات اليهود وفي منازلهم وفي السفارت وفي بيوت المسئولين ولم يسلم منها العامة، حتى جأت قضية السيارة الجيب التي حدثت في 15 نوفمبر 1948 بدأت عندما قام عدد من أعضاء النظام الخاص بجماعة الإخوان المسلمين في مصر بنقل أوراق خاصة بالنظام وبعض الأسلحة والمتفجرات في سيارة جيب من إحدى الشقق بحي المحمدي إلى شقة أحد الإخوان بالعباسية إلا أنه تم الاشتباه في السيارة التي لم تكن تحمل أرقاماً وتم القبض على أعضاء التنظيم والسيارة لينكشف بذلك النظام الخاص السري لجماعة الإخوان المسلمين، وأدى هذا الحادث إلى إعلان محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء آنذاك أمراً عسكريا بحل جماعة الإخوان المسلمين واعتقال أعضائها وتأميم ممتلكاتها وفصل موظفي الدولة والطلبة المنتمين لها، وكان هذا القرار سبباً في جعل النظام الخاص يقوم بقتل النقراشي ؛ ثم محاولة إغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في حادثة إطلاق النار عليه في 26 أكتوبر 1954 أثناء إلقاء خطاب في ميدان المنشية بالإسكندرية بمصر ؛ ثم إغتيال الشيخ الذهبي بعد اختطافه في 5 يوليو عام 1977 ؛ ثم إغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات أو حادث المنصة أو عملية الجهاد الكبرى كانت خلال عرض عسكري أقيم في 6 أكتوبر 1981 احتفالاً بالانتصار الذي تحقق خلال حرب أكتوبر ؛ وفي 8 أكتوبر 1981 م قام بعض أفراد الجناح العسكري للجماعة الإسلامية بمهاجمة مديرية أمن أسيوط ومراكز الشرطة واحتلال المدينة، وقتل فيها العديد من كبار رجال الشرطة والقوات الخاصة ؛ ثم تعرض اللواء محمد زكي بدر وزير الداخلية لمحاولة إغتيال في 16 ديسمبر 1989 ثم محاولة لإغتيال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصري الذي تم إغتياله في 12 أكتوبر 1990؛ والنجاح في إغتيال المفكر والكاتب المصري فرج فودة في 8 يونيو 1992 ؛ وفي23 نوفمبر 1993 كانت هناك محاولة لإغتيال رئيس الوزراء المصري الدكتور عاطف صدقي في محاولة شبيه بمحاولة الأمس وراح ضحيتها طفلة تسمي "شيماء" ؛ ثم قامت بمحاولة لإغتيال الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995 ؛ وفي أكتوبر 1995 كانت محاولة إغتيال نجيب محفوظ بطعنه في عنقه على يد شابين قد قررا إغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته أولاد حارتنا التي لم يقرؤها بعد ؛ وفى 17 نوفمبر 1997 قامت الجماعة بقتل 58 شخصاً في خلال 45 دقيقة معظمهم سياح سويسريون بالدير البحري بالأقصر فيما عرفت أعلامياً باسم مذبحة الأقصر أو مذبحة الدير البحري.هذا تأريخ مختصر للمحاولات الإرهابية لجماعة الإخوان وفروعها التي يقدمون لها خدمات القتل، وبقليل من البحث في تاريخ هذه الجماعات نعلم أنها صنيعة غربية فالمخابرات الإنجليزية هي من ساعدت حسن البنا في تأسيس جماعة الإخوان المسلمين والمخابرات الأمريكية هي من صنعت تنظيم القاعدة وساندتهم بالسلاح وهو ما تقوم به حالياً من تدعيم الجيش الحر بسوريا بالسلاح، والمخابرات الإنجليزية أو الأمريكية أو أي طامع أو عدو لا يقوم بهذه الأفعال لنصرة الحق إنما لتحقيق أغراضه والكسب المباشر أو الغير مباشر إذا أسقط نظام وصعد حليف لسُدة الحكم أو قسمت بلد أوضعفت تطبيقاً لنظرية فرق تسد، إن العدو يخشي من المواجهات المباشرة فلجأ إلي الخائنين والعملاء وأصحاب النفوس الضعيفة للوصل إلي أطماعه مستغلين الإسلام لتقوية حجتهم، كما أنه يؤدي أيضاً لإضعاف الإسلام ويتبعهم أما أصحاب الثقافة الضحلة أو الجهلاء والفقراء، ولكن بعد أن تقرأ كل هذا التاريخ الأسود لهذه الجماعات وتجد من يدافع عن هذه الجماعات ويشكك في أنهم جماعات إرهابية ويدعوا للمصالحة أو يجد المبررات الواهية لإبعاد التهم عن هذه الجماعات أو أن هذا الإرهاب هو مجرد رد فعل تعلم أنه صاحب ثقافة ضحلة لا يقرأ ولا يفهم وإن قرأ لا يستفيد، فالرد المناسب لهولاء هو سد حنكك.
by Mohamed ع Abdel Hamed (Notes) on Friday, 6 September 2013 at 21:28
0 التعليقات:
إرسال تعليق