الكنوز المفقودة - اللغة العربية
بدأت فكرة هذه المقالة بقصة...
كنت جالس مع أحد أصدقائي من درس اللغة الأمانية و هو صيني الجنسية، في أحد الأيام، و كنت قد أخرجت هاتفي المحمول لأسجل رقمه الخاص فاذا بنظرة دهشة و تعجب تعتلي وجهه عندما رئا هاتفي المحمول...
سألني :
"اليست تلك اللغة هي الإنجليزية؟"
رددب متعجبا من تعجبه :
"بلى، لماذا تسأل؟"
رد قائلا :
" لماذا تستخدم على هاتفك الخاص اللغة الإنجليزية عوضا عن اللغة العربية ؟ "
صمتُ ثواني قصيرة ابحث فيها عن جواب مناسب، فاذا بلساني يرد قائلا :
"عادي"!
موقف بسيط، و لكنه لفت نظري لمشكلة أعاني منها. و بدأت اسأل نفسي...
لماذا استخدم اللغة الإنجليزية بدلا من العربية على هاتفي و حاسبي الآلي ؟
لماذا أكتب مقالاتي باللغة الإنجليزية بدلا من العربية ؟
لماذا اصبح "عادي" أن تكون الأجنبية هي اللغة الأساسية في حياتي ؟ في حين أن لغتي العربية الأم تستخدم في الحديث فقط و بالطبع العربية العامية.
لماذا لا ارى العربية على لافتات المحلات الا نادرا؟
لماذا لا أجد العربية على اي قطعة ملابس علة الإطلاق؟
بل و لماذا اصبح المتحدث باللغة العربية الفصحى محل سخرية عوضا عن كونه مصدر فخر!؟
قد يكون لي عذر لأنني نشأت في مدارس أجنبية مما كان له تأثيرا جذريا على ثقافتي، ولكنه ليس عذرا كافيا لأنني في كل حال من الأحوال مصري و عربي! و من المفترض أنني فخور بذلك. و قد يكون هذا سبب المشكلة ... نقص في هذا الفخر مما جعله هين علّي اتخاذ ثقافة اخرى للتعامل عوضا عن ثقافتي و لغتي العظيمة! والآتي قد نسيت قيمتهما مع مرور الزمن و صراع الحضارات. بل وانني ايضا مسلم!! و لغة القرآن الذي اختارها الله لتكون اللغة الحاملة لرسالته الى يوم القيامة هي العربية! أيأتي علىّ يوم لا استطيع فيه تعليم اولادي العربية الفصحى؟
لذلك أدركت انه لا ملاذ من ان أحاول، بل نحاول جميعا، احياء و انقاذ لغتنا العربية. فقد قرأت منذ فترة ان الإحصائيات اثبتت أن كل اسبوعين تموت لغة جديدة بسبب قلة الإستخدام او عدم توريثها. و باذن الله لن نترك هذا ليحدث ابداً. لذلك فقد قررت ان استخدم اللغتين في مقالاتي. الإنجليزية لتوصيل رسالتي لكل من قد يقرأها من اصحاب اللغات الأخرى، و سأستخدم العربية في معظم كتاباتي بإذن الله ببساطة لأنها هي لغتي!
عمرو يسري
0 التعليقات:
إرسال تعليق