القطبيون

نشرت في :
  • الثلاثاء، 26 يوليو 2011
  • | من قبل
  • Unknown
  • |
  • القطبيون

    من خريطة الحركات الإسلامية في مصر





    تكونت جماعة القطبيين في السجن بعد انتهاء محاكمات قضية الإخوان المسلمين في عام 1965م و التي تعرف عند البعض بتنظيم سيد قطب, و قد تكونت من مجموعة صغيرة من قادة و أعضاء الإخوان المسلمين و كان على رأسهم الأستاذ محمد قطب شقيق سيد قطب, و كان من ضمنهم كل من عبدالمجيد الشاذلي و مصطفى الخضيري و الدكتور محمد مأمون , و قد اختلفوا مع الإخوان في عدة قضايا و أهمها استراتيجية العمل الإسلامي.

    و الإستراتيجية التي اعتمدها القطبيون للتغييرالإسلامي قد دونها مؤخرا بشكل متكامل محمد قطب في كتابه "واقعنا المعاصر" و تتلخص في أنه يتحتم تربية أغلبية الشعب على العقيدة الإسلامية الصحيحة حتى إذا قامت الدولة الإسلامية الحقيقية أيدها و تحمل الصعاب التي ستترتب على قيامها من قبل القوى الغربية التي ستقاوم أي نهضة اسلامية حقيقية في مصر و ستضرب حصارا ظالما (حسب رأيه) على الدولة الإسلامية الناشئة يطال كل شئ من اول منع استيراد القمح و المواد الغذائية إلى منع استيراد أي مواد صناعية, بل و منع تدفق ماء النيل بطريقة أو أخرى حتى لو وصل الأمر إلى ضرب السد العالي بقنبلة نووية صغيرة, و انطلاقا من هذه الرؤية فالقطبيون يرون أنه يتحتم بجانب تربية الشعب قبل إقامة الدولة الإسلامية فإنه يتحتم أن يهتم أبناء الحركة الإسلامية بالتفوق في تعلم العلوم و التكنولوجيا الغربية الحديثة حتى تتوافر لهم فرص إيجاد الحلول العلمية و العملية الحديثة للتغلب على هذه الصعاب المترتبة على إقامة الدولة الإسلامية في مصر.

    و رغم أن استراتيجية القطبيين في التغيير لها رونقها و وجاهتها "بالنسبة لكثيرين من الإسلاميين" إلا أنهم لم يضعوا تكتيكات (أساليب) واضحة و مناسبة لتحقيقها مما جعلها تبدو و كأنها نوع من الترف الفكري.

    و بصفة عامة فإن القطبين عددهم صغير، و معدل التجنيد لديهم يعد بطيئا جدا و ذلك كله يعكس الخلل في تكتيكات جماعة القطبيين, و لذلك فرغم أنهم بدأوا مسيرتهم الدعوية في نفس الوقت الذي بدأ فيه الإخوان في منتصف السبعينات فإن عدد القطبيين الآن لا يزيد عن عشرين ألفا بينما ربما يزيد عدد الإخوان المسلمين الآن عن مليون.

    كما يلاحظ أن القطبين ليس لهم نشاط في الجامعات و لا المعاهد و لا النقابات بعكس كل من الاخوان و السلفيين الآن و الجهاد و الجماعة الاسلامية سابقا, و هذا أيضا يعد مظهر من مظاهر الخلل في أساليب عمل جماعة القطبيين.

    و رغم ذلك كله فإن التيار القطبي مازال تيارا مؤثرا و موجود في معظم دول العالم خاصة العالم العربي, لكنهم في كل مكان لهم نفس الخصائص الموجودة فيهم في مصر من حيث البطء و عدم الفاعلية, و قد أدى ذلك في بعض الحالات إلى تململ عناصر فاعلة داخل الجماعة و من ثم الانشقاق عليها مللا من جمود المنهج الحركي للجماعة.

     

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

     
    تصميم : Bloggermint | تعريب : قوالبنا للبلوجر
    المصري المثقف -2012