ذكري الجبرتـي..

ذكري الجبرتـي..

 
 

نتهامس ونتهم الذين تسببوا في أن تكون "الجامعة العربية"
ضيف معرض الكتاب فب العام القادم. ولايخفي العرب فزعهم من
الفشل علي أرفع المستويات القافية والإعلامية فلدي العرب يقين
بأنهم فاشلون أينما ذهبوا فرادي أو جماعات أو جامعة عربية، أى
ما دمنا قد فشلنا في السياسة فلابد أن نفشل في الثقافة أيضاَ، مع
أن دولاَ كثيراَ  صغيرة جداَّ قد تمزقت وتهدمت ولكنها تقيم معارضها
الأنيقة دون خجل فهي صغيرة ولكنها لم تمت، وهي صغيرة وتريد
أن تكون كبيرة..

فدول أوروبا الشرقية وفتافيت يوجوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا
وروسيا السوفيتية كها لها أجنحة..

وأنا أختلف مع الكثيرين من العرب فليس من الصعب أن تنجح
الجامعة العربية، ففي المعرض نماذج لدول كثيرة ناجحة: ألمنيا
وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا وكلها متاحف مفتوحة لمن
يريد أن يري ويتعلم في أسرع وقت، وليس مطلوباَ

من "الجامعة العربية" أن تطلق سفناَ للفضاء وإنما فقط أن تنسق
بين الناشرين العرب المعروفين..

وفي العام المقبل سوف تحتفل مصر بمرور 250 عاماَ علي ميلاد
مؤرخنا الكبير عبد الرحمن الجبرتى، وسوف يجئ إلينا علماء من
كل مكان، وأرجو أن يدعو الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة هذا
العام الحجة في تاريخ الجبرتى: شموئيل موريه.. وبالمناسبة فله
كتاب تحفة في مطابع أكاديمية الفنون.وقد ترجمت الأكاديمية هذا
الكتاب وأعدته للطبع وصححه المؤلف وأضاف إليه، ولم يتمكن
الصديق د. فوزى فهي من نشره.

وأرجو أن يأذن رئيس الأكاديمية الجديد الصديق الفنان د. هانى
مطاوع بنشر هذا المرجع البديع عن المسرح المصري في العصور
الوسطى.

فلا خوف علي الجامعة العربية أنها لن تكون مثل روسيا
الاتحادية التى وجدنا لها عذراَ مقبولاَ.. وأعتقد أن جناح "الجامعة
العربية" سوف يكون أحسن حالاَ فلابد أن يكون لها حضور في أعظم
ميدان للمنافسات النبيلة لأسمى صناعة عرفها الإنسان: صناعة
الفكر والإبداع والجمال.

فالخلافات بين الأدباء والمفكرين تبعث علي الاحترام. وطبيعي
أن نختلف ونتنافس وننسجم ونتنافر في الحق والعدل والخير
والجمال - تماماَ كموج االبحر وهبات الرياح وتألق النجوم..

أنيس منصور
من كتاب تعالوا نفكر ص 293