كان الشاب شكري مصطفى متعاطفا مع جماعة الإخوان المسلمين في الستينات من القرن العشرين, و لذلك تم القبض عليه ضمن الإخوان المسلمين و شاركهم محنتهم في سجون عبدالناصر ابتداءا من عام 1965م و حتى خروجهم من السجن بعد موت عبد الناصر على يد السادات.
و لم يكن شكري مصطفى متشربا بفكر الإخوان المسلمين بالشكل الكافي كما أن ما حدث له ولغيره من تعذيب شديد دفعه للتفكير بشكل نقدي في فكر الإخوان المسلمين و موقفهم الفقهي من السلطة و المجتمع, و ساعده في ذلك أن أحد زملائه من المعتقلين الأكبر سنا و الأقدم في الدعوة قد تبنى فكرا يرتكز على تكفير كل من يخالف النسق العقيدي و الفقهي الذي يتبناه و قد ساق هذا الشيخ نسقا فقهيا و عقيديا يتطابق في معظم جزئياته مع مذهب الخوارج و هم الفرقة الإسلامية التي ظهرت ابتداء من خلافة الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه), و كان ظهور هذا الفكر الجديد و الدعوة إليه في السجن هو سبب تأليف الأستاذ حسن الهضيبي المرشد الثاني للإخوان المسلمين لكتابه الشهير "دعاة لا قضاة" في محاولة لتحصين جماعة الإخوان المسلمين ضد هذا الفكر الخطير.
و العجيب أن الشيخ الإخواني( الشيخ على اسماعيل) الذي تتلمذ عليه شكري مصطفى سرعان ما تراجع عن هذا الفكر و ظل شكري متمسكا به و داعيا له, إلى أن خرج من السجن و أسس جماعة أسماها "جماعة المسلمين" و اشتهرت إعلاميا باسم "جماعة التكفير و الهجرة", و قدر عددها في أزهى عصورها (منتصف السبعينات) بعدة ألاف, أما الآن فيصل عدد أعضائها الألف بالكاد.
و ترتكز المنظومة الفكرية لجماعة المسلمين على عدة أسس:
1. اعتبار أن الألفاظ المعبرة عن سائر المعاصي كالظلم و الفسق و الذنب و الخطيئة و السيئة و الخطأ و نحوها تعني كلها معنى واحد هو الكفر المخرج عن الملة, و بالتالي فكل من ارتكب أي مخالفة شرعية مما يطلق عليها أحد هذه المسميات في آيات القرآن أو في الأحاديث فهو كافر كفرا مخرجا عن ملة الإسلام.
2. اعتبار أن الهجرة من دار الكفر (أي دولة لا تحكم بالشريعة) هي واجب شرعي حتمي, و لذلك سعت جماعتهم لإيجاد مكان للهجرة فيه و اعتزال المجتمع.
3. اعتبار مبدأ التوقف في الحكم على أي مسلم ليس معهم في الجماعة فلا يحكمون له بكفر أو إسلام حتى يتبين كفره من إيمانه, و هذا التبين يكون عبر عرض فكر الجماعة عليه فإن وافق انضم إليهم و صار مسلما حسب رأيهم و إن رفض حكموا بكفره.
4. الحكم بكفر من يتحاكم للقانون الوضعي أيا كان دافعه و أيا كان نوع القانون الوضعي الذي يحكم به أو يتحاكم إليه, و لا يعتبرون في ذلك أى إستثناء كحالات الإكراه أو الإضطرار أو الجهل أو الخطأ و نحو ذلك بل يتمسكون بالتكفير في ذلك كله, و لا يفصلون في ذلك بين القانون الوضعي المخالف للشريعة أو الموافق لها, فهم لم يطرحوا ذلك الفرق أصلا.
5. و بناء على هذه الأفكار رفضت جماعة شكري مصطفى علماء السلف و أقوالهم و كتبهم بل كانوا ينتقون من الأحاديث ما يؤيد مذهبهم و يرفضون ما لا يؤيده بلا ضابط أو قاعدة محددة و هم يكفرون علماء السلف جميعا من أول صحابة النبي و حتى الآن, كما أنهم يفسرون القرآن برأيهم ووفق أفكارهم و يرفضون أي تفسير يخالف رأيهم كما أنهم لا يرتكزون على كتب تفسير و لا حديث و لاغيره, بل الذي كان يقرأ الكتب و يشرحها لهم شكري و سجلوا و دونوا ما قاله و كل اعتمادهم عليه حتى الآن, و المجموعة التي كانت تقرأ في الكتب كان مصير أغلبها إما الاعدام و إما ترك الجماعة و فكرها.
و من هذه الأسس انطلق شكري مصطفى ليكون رؤيته عن الواقع السياسي و طريقة تغييره, فكان شكري يرى أنه لابد من إقامة دولة إسلامية وفق منهجه الفكري, و خلص من تحليله السياسي للواقع الدولي و الإقليمي إلى أن القوى الكبرى ستسعى بمعاونة اسرائيل إلى تفتيت العالم العربي إلى دويلات صغيرة لتسهيل عملية إضعاف الأمة الإسلامية, و من ثم اعتقد شكري مصطفى أن هذه الحالة سوف تمثل ظرفا مواتيا له لإقامة دويلة إسلامية على جزء من مصر و اعتقد أن القوى الكبرى قد تدعمه في ذلك أو تغض الطرف عنه في ذلك بإعتبار أن عمله هذا سيساهم في تحقيق مخططها الإستعماري في التفتيت على أن يسعى بعد ذلك إلى توحيد هذه الدويلات بالتغلب عليها واحدة بعد الأخرى بعدما تقوى شوكته ليتمكن من إعادة توحيد العالم الإسلامي كله في دولة واحدة.
و تورطت جماعة شكري مصطفى في خطف و إغتيال وزير الأوقاف حينذاك الدكتور محمد حسين الذهبي بعد أن كان قد انتقد في إحدى المناسبات فكر جماعة شكري مصطفى, بسبب إحساسه بخطورة هذا الفكر و عظم مخالفته للعقيدة الاسلامية, و قد أثيرت العديد من الشكوك حول ما إذا كان شكري مصطفى قد تورط في هذا القرار بسبب إختراق أمني محدد دفعه لذلك لضرب عصفورين بحجر واحد: الأول- هو التخلص من الوزير الذهبي رحمه الله بسبب دخوله في ذلك الوقت في صراع مع مراكز قوة معينة في الحكم.
و الثاني- هو توريط شكري و جماعته في عمل إرهابي كبير يمكن أن يتخذ ذريعة للخلاص من شكري و جماعته بالكلية بعدما استفحل خطرها بسبب انتشارها و اتساع حجم عضويتها.
و مازالت حتى الآن هذه الفرضية محل بحث و جدل بين قادة الجماعة القدامى و أعضائها المؤسسين, و كذلك بين الكتاب و الباحثين المهتمين بتاريخ هذه الجماعة.
و بعد فشل شكري و اعدامه و ضعف جماعته اتخذت الجماعة منهجا مختلفا في التغيير يرتكز على فكرة انتظار ظهور المهدي المنتظر و الإنضمام إليه, و من ثم فهم يمارسون الدعوة إلى أفكارهم دون تسلح أو سعي لأي عمل سياسي أو عسكري من أي نوع و يقتصر عملهم داخل الجماعة على العمل التربوي و الإجتماعي بالإضافة للعمل التعليمي لأنهم باتوا يحرمون دخول المدارس و الجامعات بعد اعدام شكري و رفاقه.
و تورطت جماعة شكري مصطفى في خطف و إغتيال وزير الأوقاف حينذاك الدكتور محمد حسين الذهبي بعد أن كان قد انتقد في إحدى المناسبات فكر جماعة شكري مصطفى, بسبب إحساسه بخطورة هذا الفكر و عظم مخالفته للعقيدة الاسلامية, و قد أثيرت العديد من الشكوك حول ما إذا كان شكري مصطفى قد تورط في هذا القرار بسبب إختراق أمني محدد دفعه لذلك لضرب عصفورين بحجر واحد: الأول- هو التخلص من الوزير الذهبي رحمه الله بسبب دخوله في ذلك الوقت في صراع مع مراكز قوة معينة في الحكم.
و الثاني- هو توريط شكري و جماعته في عمل إرهابي كبير يمكن أن يتخذ ذريعة للخلاص من شكري و جماعته بالكلية بعدما استفحل خطرها بسبب انتشارها و اتساع حجم عضويتها.
و مازالت حتى الآن هذه الفرضية محل بحث و جدل بين قادة الجماعة القدامى و أعضائها المؤسسين, و كذلك بين الكتاب و الباحثين المهتمين بتاريخ هذه الجماعة.
و بعد فشل شكري و اعدامه و ضعف جماعته اتخذت الجماعة منهجا مختلفا في التغيير يرتكز على فكرة انتظار ظهور المهدي المنتظر و الإنضمام إليه, و من ثم فهم يمارسون الدعوة إلى أفكارهم دون تسلح أو سعي لأي عمل سياسي أو عسكري من أي نوع و يقتصر عملهم داخل الجماعة على العمل التربوي و الإجتماعي بالإضافة للعمل التعليمي لأنهم باتوا يحرمون دخول المدارس و الجامعات بعد اعدام شكري و رفاقه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق