نجاشي بلجيكا
نعيمة أمزيل فتاة مسلمة محجبة تعمل في شركة مواد غذائية في مقاطعة فلاندز في بلجيكا، رئيس الشركة التي تعمل فيها ويدعى ريك ريميري يتلقى تهديدات بالقتل هو وأسرته من قبل جماعة عنصرية إرهابية تطالبه بطرد نعيمة أمزيل إن هي أصرت على ارتداء الحجاب أثناء العمل
ورداً على ذلك عرضت نعيمة على مديرها الاستقالة فرفض رفضاً قاطعاً، وأصر على التمسك بها وقرر عدم الرضوخ، وفي الوقت نفسه يدعم سكان مقاطعة فلندرز بشكل متزايد موقف رئيس الشركة الشجاع، في حين تجمع إحدى منظمات المستخدمين توقيعات 17000 سبعة عشر ألف شخص تضامناً مع ريك ريميري رئيس الشركة.
كان هذا ملخصاً لخبر أوردته مجلة المجتمع
واللافت في هذا الموضوع كيف اجتمع أهالي مقاطعة فلاندرز والذين يقدر عددهم ب6ملايين نسمة في تأييد موقف رئيس الشركة البلجيكي المتمسك بموظفته المسلمة وحريتها في ارتداء الحجاب.
ليس ذلك فقط، بل إن للخبر تتمة في نظري أغرب من الخيال، حيث وصلت هذه القضية إلى مسامع ملك بلجيكا ألبرت الثاني، فماذا فعل هذا الملك؟ هل أصم أذنيه وترك رئيس الشركة يواجه هذا الأمر بمفرده مع الموظفة المسلمة ضد هذه الجماعة الإرهابية؟ أم أمر بغض النظر عن مشكلة امرأة مسلمة ليس لها ثقل في المجتمع البلجيكي؟. أم اعتبر ذلك أمراً ليس ذي شأن وما هي إلا خرقة توضع على الرأس وضعها ونزعها سيان! بل إن هذا الملك كان له موقف نبيل ورائع مع هذه المسلمة المحجبة، حيث أبدى تضامنه مع رئيس الشركة وصدر بيان عن القصر الملكي جاء فيه أن الملك سيستقبل ريك ريميري الذي يترأس شركة المواد الغذائية مع موظفته نعيمة أمزيل.
وذكر البيان: أن الملك ألبرت الثاني يتابع عن كثب تطورات القضية، وقد تم هذا الاجتماع في يناير الماضي في القصر الملكي.
سبحان الله، خمس جهات تهب لنصرة هذه الموظفة المسلمة البسيطة في بلد كاثوليكي وعلى رأس هذه الجهات
1 ملك البلاد
2 مدير الشركة
3 أوساط سكان مقاطعة فلاندز.
4 إحدى منظمات المستخدمين
5 رابطة مدراء الأعمال التي قالت مخاطبة رئيس الشركة: لعل موقفكم الهادئ يصبح رمزاً للتسامح في مقاطعة فلاندرز.
ترى هل تنعم المرأة المسلمة المتمسكة بدينها بمثل هذا التأييد من مجتمعها وحكومتها في العديد من البلدان؟
ألبرت الثاني ملك بلجيكا يفوق عدد سكان مملكته 10 ملايين نسمة، وهي واحدة من أكبر البلدان الصناعية في أوروبا، وإحدى الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي، وهي قلب أوروبا النابض، فعاصمتها بروكسل مركز لمقرات منظمات عالمية عدة مثل الناتو.
كل ذلك لم يمنع هذا الملك العادل من الاهتمام بموضوع موظفة مسلمة متمسكة بحجابها، ولم يعتبرها رجعية أو متخلفة كما يروق للبعض أن يسميها، بل إن العدل والحرية كانا شعاره في موقفه النبيل هذا.
وما أشبه موقف ملك بلجيكا بموقف النجاشي ملك الحبشة قبل أكثر من 14 قرناً خلت في نصرته للمسلمين.
ألا ما أشبه اليوم بالبارحة، فكم من متكبر ومتجبر يسوم شعبه ألوان العذاب والهوان، وكم من نجاشي نصر المسلمين وعاشوا أحراراً على أرضه، فتعلموا وعملوا وأنشؤوا الجمعيات والمؤسسات وتمتع بعضهم حتى بحقوق المواطنة.
تحية إلى ملك بلجيكا ألبرت الثاني وتحية إلى كل نجاشي في العالم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق