دير سانت كاترين أقدم دير في العالم يقع في مصر
يقع دير سانت كاترين الأرثوذكسي على سفح جبل حوريب، الذي يطلق عليه المسلمون اسم جبل موسى في مدينة سانت كاترين في جمهورية مصر العربية، و هو أقدم دير في التاريخ ما زال قائما للهدف الذي أسس من أجله لذلك تم اختياره من قبل اليونسكو كأحد أماكن التراث التاريخي في العالم. هنالك دير آخر في صحراء مصر جنوب القاهرة بنفس حقبة هذا الدير التاريخية و يسمى دير سان أنطونيو.
تكمن أهمية المكان في اعتباره مكانا له أهمبة تاريخية في الديانات الثلاث فجبل سيناء على حسب ما يروى هو المكان الذي رأى فيها نبي الله موسى عليه السلام نارا و كلمه الله تعالى هناك و هو كذلك المكان الذي تسلم فيه موسى الألواح التي تحمل الوصايا لقومه، ويشبه بعض المؤرخون جبل سيناء بالقدس في اعتباره بقعة دينية تحمل تاريخا غنيا و أهمية عند كل من المسلمون و المسيحيون و اليهود. صورة لجبل موسى عليه السلام:
بنى الدير “الامبراطور جستينيان” بمحاذاة معبد كانت قد بنته “الامبراطورة هيلين” أم قسطنطين الأول في القرن السادس عشر. صورة للمعبد.
المباني التي يضمها الدير والتي تشكل أهمية كبيرة في دراسة الفن المعماري البيزنطي، جنبا الى جنب مع التناغم مع البيئة الجبلية الوعرة يجعل من الدير مثالا جيدا على العمارة في تلك الحقبة من الزمان.
يعتبر دير سانت كاترين الوحيد الذي ما زال قائما كما هو و لم يتغير فيه شيء من بين الأديرة في تلك الحقبة الزمنية التي انتشرت فيها الأديرة الزاهدة في أماكن بعيدة غير مأهولة بالسكان للنجاة بدينهم من اليهود فالدير يقع في مدخل ضيق عند سفح الجبل في منطقة بعيدة عن السكان و الأنظار. يحيط بالدير سور عالي أعاد بناؤه نابليون و يحتوي على عدة رسومات و رموز مسيحية. صورة أثرية للدير تعود الى عام 1852.
يحتوي الدير على بقايا القديسة كاترين كأهم آثار الكنيسة علما بأن الكنيسة بنيت بعد ثلاثة قرون من وفاة سانت كانرين و قد تم نقل رفاتها الى الكنيسة و الاحتفاظ بها هناك كنوع من تقديس الرهبان والزهاد لدى المسيحيين. يقال أن القديسة كاترين قد نشأت في مجتمع وثني و لكنها اعتنقت المسيحية و دعت عدد من الأشخاص اليها و قاموا باعتناقها. صورة رمزية للقديسة كاترين موجودة في الكنيسة.
و من أهم معالم الدير الأخرى مكتبة كبيرة تعتبر ثاني أكبر مكتبة في المجتمع الديني المسيحي بعد مكتبة الفاتيكان.
حافظت المجتمعات الكنيسية التابعة للدير على علاقات طبية مع المسلمين فقد وقعت في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم وثيقة تحفظ لهم حقوقهم و تعفي الكهنة من دفع الضرائب و توجب على المسلمين مساعدتهم، صورة الوثيقة في الأسفل: و كاعتراف بالجميل قام الدير بتحويل أحد المعابد بداخل أسواره الى مسجد في عهد الخلافة الفاطمية.
المسجد في هذه الصورة خلف البرج ويمثل هذا المعلم التاريخي أحد أهم رموز التآخي والتعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين العرب في المشرق العربي ودليل على لحمة عمرها من عمر التاريخ في المسجد المقام داخل أقدم دير في العالم.
تقوم جماعات من بدو سيناء بخدمة الدير الذي يحج اليه المسيحيون من جميع بقاع العالم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق